الأدب والثقافةفن و ثقافة

دار الشعر تخلد بالعرائش أربعينية الشاعر حسن الطريبق

فضاء المركز الثقافي بمدينة العرائش، يحتضن السبت المقبل، أربعينية الشاعر الراحل الدكتور حسن الطريبق؛ وهو الموعد الذي تقف وراءه دار الشعر، بإشراف من وزارة الشباب والثقافة والتواصل وشراكة مع مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة وجماعة العرائش.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

ويشارك في الذكرى التأبينية مسؤولون حكوميون وجامعيون إلى جانب مثقفي وشعراء المدينة ومبدعيها، ويقدم المشاركون كلمات وشهادات وقراءات، مع إقامة معرض حول تجربة الفقيد، يتضمن صورا ووثائق ورسائل وحوارات جمعته بكتاب وفنانين ومسؤولين مرموقين من المغرب والعالم العربي وأوروبا.

ويعد الراحل جذوة الثقافة المغربية، بما خلفه في أراضي الشعر المغربي من سجال وما نظمه ونثره من جمال شعري ساطع وإبداع أدبي لَمّاع، حيث أسس مجلة “الجذوة” سنة 1957، بعد استقلال المغرب.

وصدع الشاعر الطريبق بصوت نضالي هادر في سنوات الستينيات والسبعينيات قاسى خلالها تجارب الاعتقال والاضطهاد، بعدما جهر بصوت الحق والقصيدة.

وعلى الرغم من الإفراج عنه، فقد ملأت بلاغته الفضاء العمومي في المغرب، في المنتديات الثقافية والمدنية، وفي المؤسسة البرلمانية التشريعية، كما في المؤسسة الجامعية، أستاذا للأجيال، ومؤسسا للدرس الشعري والأدبي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، بعد مرحلة التدريس الجامعي في جامعة محمد بن عبد الله بفاس.

وكان الراحل أحد صناع المجد الأكاديمي والأدبي الذي راكمته شعبة اللغة العربية في كلية آداب تطوان، والتي تخرج منها كبار الباحثين والمبدعين، بفضل رعايته لتجاربهم البحثية وتعهد مشاريعهم الثقافية، مدى نصف قرن من الزمن.

وعمل الطريبق قبل ذلك أستاذا في مؤسسة التعليم الأصيل في مدينة العرائش، ورافق أبناءها في أيامهم وأحلامهم، وفي آمالهم ودراستهم، هي المدينة التي كانت مهدا لحداثة الشعر المغربي والعربي، وللوعي الوطني المستقل، إلى جانب جارتها تطوان، مثلما كانت مهادا للقاء بين التجارب الشعرية والأدبية على الضفتين المغرب وإسبانيا.

وجمع الشاعر تجاربه الأولى في ديوان “تأملات في تيه الوحدة”، منذ 1972، ثم “ما بعد التيه”، سنة 1974، وهي السنة التي صدرت فيها مجموعة من الأعمال المؤسسة لحداثة الشعر المغربي المعاصر.

وخاض الراحل في سجال نقدي وثقافي موسع مع عدد من مجايليه وأصدقائه المغاربة، مؤسسا، رفقتهم، لثقافة الاختلاف وشعرية المغايرة وتنازع الاختبارات الكتابية، ضدا على ثقافة الإجماع، منتصرا لأهواء وفتنة الإبداع؛ وهي السجالات التي بادر إلى نشرها، قبل رحيله، يقينا منه في أهميتها من بعده ونقده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى