طوّر فريق بحثي من قسم الكيمياء في معهد ” كايست” الكوري الجنوبي للعلوم والتكنولوجيا، لاصقا طبيا صديقا للبيئة، يمكن أن يتحلل جيدا داخل الجسم، حيث يعتبر قابلاً للتطبيق في عمليات زراعة الشعر.
ووفق مجلة ” JACS” للبحوث العلمية والصادرة عن الجمعية الكيميائية الأمريكية، صمم باحثو معهد “كايست”، اللاصق الطبي الجديد، من مواد متوافقة حيويا مع الجسم، وذلك من حمض التانيك، والذي ينتج طبيعياً في مادة البوليفينول والتي توجد بكميات كبيرة في قشور الفاكهة والمكسرات والكاكاو.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
وعزز الباحثون من درجة التصاق المادة اللاصقة الجديدة، عن طريق خلط مادتين متوافقتين حيويا مع الجسم، وهما البولي إيثيلين جلايكول، والذي يستخدم على نطاق واسع في صنع قطرات العين والمرطبات الطبية، وحمض بوليلاكتيك، وهو بلاستيك حيوي مشتق من حمض اللاكتيك، وغير قابل للذوبان في الماء.
ونجحوا في صنع لاصق طبي حيوي، أكثر كفاءة من المواد اللاصقة الحيوية شائعة الاستخدام، حيث يتمتع بقوة لصق كبيرة، ويحتوي على نسبة سموم منخفضة.
وكشف فريق البحث عن إمكانية تحسين الخصائص الميكانيكية في اللاصق الجديد بأكثر من 100 مرة، وذلك من خلال عملية التسخين والتبريد التي تُستخدم في معالجة المعادن بالحرارة.
ونظرا لأنه يسبب تهيجًا ضئيلًا للجلد ويتحلل جيدًا في الجسم، درس الباحثون إمكانية استخدامه كمادة لاصقة لزراعة الشعر من خلال تجربته على الحيوانات.
وأوضح البروفيسور هايشين لي، المشارك في هذه الدراسة، أنه وفريقه ركزوا على القدرات اللاصقة والسمية المنخفضة للبوليفينول في حمض التانيك، حيث من شأنها تحسين القيود المفروضة على طرق زراعة الشعر الحالية، والتي لا تزال تنطوي على نقل البصيلات.
واللاصقات الطبية هي مواد يمكن تطبيقها في استخدامات مختلفة مثل إغلاق الجروح وهندسة الأنسجة، ومن المتوقع أن تسهم بشكل كبير في تطوير الجراحة طفيفة التوغل وزراعة الأعضاء.
ومع ذلك، فإن المواد اللاصقة الشائعة الاستخدام، تحتوي على نسبة مرتفعة من السموم ولديها قدرة ضعيفة للالتصاق والتحلل في الجسم.
وعلى سبيل المثال: “المواد اللاصقة المصنوعة من البروتينات الطبيعية، مثل الفايبرين والكولاجين، لديها توافق حيوي مرتفع مع الجسم، ولكن قوة لصقها غير كافية.
بينما تتمتع المواد اللاصقة القائمة على المركبين الكيميائيين “اليوريثان” و”الأكريليك”، بدرجة التصاق كبيرة، ولكنها لا تتحلل جيدًا وقد تسبب التهابات في الجسم”.
