التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

أنس بن مالك .. خادم رسول الله وصاحبه

#أنس بن مالك الأنصاري هو صحابي جليل، ولد بالمدينة، وأسلم صغيراً وكناه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأبي حمزة. خدم الرسول عليه الصلاة والسلام في بيته وهو ابن 10 سنين. فلقب بخادم الرسول الذي دعا له صلى الله عليه وسلم قائلا “اللهم أكثر ماله وولده وبارك له ، وأدخله الجنة” فعاش طويلا، ورزق من البنين والحفدة الكثير.

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

ولد في السنة العاشرة قبل الهجرة، الموافق 612 ميلاديًّا، في المدينة المنورة، والدته هي أم سليم بنت ملحان، أما والده فهو مالك بن النضر، والذي رفض الدخول في الإسلام، فخرج إلى الشام بعد إسلام زوجته وتوفي هناك، فتزوجت من بعده أبا طلحة بن زيد الأنصاري، والذي أسلم وحسن إسلامه، وقد وجهته والدته لخدمة النبي عليه الصلاة والسلام، فبقي ملازمًا له طوال 10 سنين، فنشأ في كنف رسول الله، وتربى على يديه، وتعلم منه أحكام الدين، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يعامل أنس أفضل معاملة، كمعاملة الوالد لولده، فما كان يناديه إلا يا بني، وكان ينهى أهل بيته عن عتابه أو لومه، كما كان يمازحه ويداعبه، ويمسح على رأسه، ويُكثر من الدعاء له؛ إذ دعا رسول الله له بقوله “اللهم ارزقه مالًا وولدًا وبارك له فيه”، وقد وعده بالشفاعة له يوم القيامة.

إسلام أنس بن مالك

وُلِد أنس بن مالك -رضي الله عنه- في الجاهليَّة قبل انتشار الإسلام، وقد كان محصوراً في مكَّة قبل هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومات أبوه بعد الهجرة بقليلٍ بعد أن كان غاضباً من زوجته لإسلامها، فتولّت تربية ابنها أنس بعد موتِ أبيه، وكانت تُعلّمهُ الشهادتين، فعَقِلَها مُنذُ صِغره، وآمن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- دون رؤيته، حتَّى جاء -صلى الله عليه وسلم- مهاجراً إلى المدينة،وكان إسلامهُ في صغره.

مواقف من حياته

شهد أنس رضي الله عنه غزوة بدر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يخدمه، إذ كان عمره حينها اثني عشر عاما، قال أنس بن مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا، وأرحبهم صدرا، وأوفرهم حنانا، فقد أرسلني يوما لحاجة فخرجت، وقصدت صبيانا كانوا يلعبون في السوق لألعب معهم، ولم أذهب إلى ما أمرني به، فلما صرت إليهم شعرت بإنسان يقف خلفي، ويأخذ بثوبي، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم ويقول: “يا أنيس، أذهبت إلى حيث أمرتك؟”، فارتبكت وقلت: نعم، إني ذاهب الآن يا رسول الله. والله لقد خدمته عشر سنين، فما قال لشيء صنعته لم صنعته، ولا لشيء تركته لم تركته.

وعن أنس بن مالك قال: أتاني معاذ بن جبل رضي الله عنه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا بها قلبه دخل الجنة”. فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، حدثني معاذ أنك قلت: “من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا بها قلبه دخل الجنة”، قال: “صدق معاذ، صدق معاذ، صدق معاذ”. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرجت وأنا أريد المسجد فإذا بزيد بن مالك رضي الله عنه، فوضع يده على منكبي يتكئ علي، فذهبت وأنا شاب أخطو خطا الشباب، فقال لي زيد: قارب الخطا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من مشى إلى المسجد كان له بكل خطوة عشر حسنات”. وقال الزهري: دخلت على أنس بن مالك رضي الله عنه بدمشق وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضيعت، وقال غيلان بن جرير: قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه: يا أبا حمزة، أرأيت قول الناس لكم: الأنصار، اسم سماكم الله به أم أنتم كنتم تسمون به من قبل؟ قال: “بل اسم سمانا به الله”.

أنس بن مالك في عهد الصحابة

تولى أنس بن مالك بعض المناصب الهامة والرفيعة في عهد الخلافة الراشدة؛ إذ ولاه أبو بكر الصديق ومن بعده عمر بن الخطاب على عمالة البحرين، وقد كان جديرً بالثقة، وعلى قدر عالٍ من المسؤولية، وعينه أبو موسى الأشعري على ولاية بلاد فارس، كما تولى أنس ولاية البصرة لفترة قصيرة لم تتجاوز 40 يومًا.

وفاة أنس بن مالك

قدر العلماء عمر أنس بن مالك عند وفاته فقالوا أنه كان يبلغ من العمر 103 سنين، وفي بعض الروايات 107 سنين، كما اختلفوا كذلك في تحديد العام الذي توفي فيه أنس بن مالك، فقال بعضهم أنه توفي عام 91 هجريًا، وقال غيرهم في عام 92 هجريًا، وقيل أيضًا عام 93، وهو الرأي الغالب والأصح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى