التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

خير الدين التونسي .. أبرز رجال الإصلاح العثمانيين في تونس

#خير الدين التونسي واحد من أبرز رجالات الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر، تولى رئاسة الوزراء بتونس سنوات وعرف بانفتاحه وميله إلى التجديد، ثم غادرها إلى تركيا ليشغل منصب الصدر الأعظم.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

ولد خير الدين باشا المعروف بخير الدين التونسي عام 1820 في قرية بجبال القوقاز لأسرة تنتمي إلى قبيلة أباظة الجركسيّة. وتوضح المعلومات المتوفرة عن نشأته أنه أُسر في مرحلة مبكرة من طفولته بعد مقتل والده في معركة عثمانية ضد الروس.

وقد بيع خير الدين بسوق الرقيق في إسطنبول حيث اشتراه تحسين بك القبريصي ورباه تربية خاصة. وفي عام 1837، حط الرحال في قصر حاكم تونس الباي أحمد باشا فأقام عنده وحمل اسمه وفتح له أبواب العلم والسياسة والمناصب.

برع خير الدين باشا في الكثير من المجالات ، وكان معروفاً بشدة ذكاؤه وحنكته وحكمته ، كما أنه كان لامع الذهن ، وكان يحب الحياة العسكرية والسياسية بصورة كبيرة ، كما أنه أحب التاريخ وأقبل على دراسته والتزود منه ، الأمر الذي جعل منه مؤهلاً لأن يحل على منصب مشرف مكتب العلوم الحربي ، وأثبت للجميع مدى مهارته وحنكته العسكرية ، وكان نتيجة ما يقوم به هو الحصول على الترقيات والمراتب العسكرية الراقية ، ومن ثم تم تعيينه أميراً للخيالة عام1848 م .

تدرجه في المناصب الرسمية

سافر خير الدين التونسي إلى باريس سنة (1269هـ =1853م) بتكليف من “أحمد الباي” لمقاضاة ملتزم الضرائب السابق “محمود بن عياد” الذي اختلس أموال الدولة، وفَرَّ بها إلى فرنسا، وحصل على الجنسية الفرنسية، وقد طالت إقامته هناك حتى بلغت أربع سنوات نجح في أثنائها في استعادة 24 مليون برنك وردها إلى خزانة الدولة، ثم رجع إلى تونس حين عُيِّن في (جمادى الأولى 1273هـ= يناير 1857م) وزيرًا للبحر لـ”محمد الباي” الذي خلف ابن عمه “الباي” السابق بعد وفاته في (16 من رمضان 1271هـ =31 من مايو 1855م). وكان خير الدين محبًا للإصلاح مناصرًا له؛ فأيد “محمد الباي” حين أصدر “عهد الأمان” الذي ضمن لجميع سكان تونس المساواة في الحقوق، ووقف إلى جانب “الصادق باي” الذي خلف أخاه “محمد الباي” حين أصدر الدستور في (17 من رجب 1277هـ= 29 من يناير 1861م) وأنشئ بمقتضاه مجلس استشاري مكوَّن من ستين عضوًا، سُمي “المجلس الأكبر”، وعُيِّنَ “خير الدين” رئيسًا له.

الاستقالة من منصبه

نشب خلاف بين “خير الدين” وبين الوزير “مصطفى الخزندار” على الرغم من صلة النسب التي جمعت بينهما؛ فقد كان “خير الدين” زوجًا لابنة الوزير الكبير، وكان سبب الخلاف رفض “خير الدين” لممارسات الوزير المالية حول أمر الاستدانة من المُرَابين الأوروبيين، فآثر الاستقالة من منصبيه في آخر (جمادى الأولى 1279هـ =23 من نوفمبر 1862م).

ولم تمنعه الاستقالة من القيام بالسفر إلى أوروبا وإستانبول، كما كان يحضر اجتماعات المجلس الخاص الذي كان “الباي” يستشيره في بعض الأمور، ثم عاش في شبه عزلة عن الحياة العامة في الفترة ما بين (1282هـ –1286هـ= 1865م –1869)، مبتعدًا عن السياسة ومنصرفًا إلى الدراسة والتأمل، وكان من أثر ذلك تأليفه كتابه “أقوم المسالك في معرفة الممالك”، وقد طبعه بالمطبعة الرسمية في تونس (1284هـ=1868م).

المؤلفات

من أهم مؤلفات خير الدين التونسي “أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك”، و”دراسة الأسس التي قامت عليها المدنيّة الغربيّة”. وكتب سيرته الذاتيّة تحت عنوان “إلى أولادي: مذكّرات حياتي الخاصّة والسياسية”.

الوفاة
توفي خير الدين باشا في إسطنبول عام 1890، ودفن في جامع أيوب، وفي 1968 نقل رفاته إلى تونس ودفن في مقبرة الجلاز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88