“إبراهيم باشا” قاهر الأتراك العثمانيين

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
وُلد إبراهيم باشا قرب مدينة بارغا على الساحل اليوناني، حيث كان والده يعمل صياد سمك أو بحار، وكانت أسرته تدين بالديانة المسيحية، وأُبعد إبراهيم عن أسرته وهو في سن صغير، إما باختطافه من القراصنة، أو باختياره، حيث بيع إلى أرملة من ماغنيسيا، اهتمت به، وتعلم عندها العديد من المهارات؛ كالعزف على الكمان، ثمّ انتقل من عندها إلى بلاد الأناضول، حيث توجد الخلافة العثمانية، ولاحظ العثمانيون ذكاء إبراهيم، وشخصيته الجذابة، ووسامته، فقربوه من ولي عهد السلطان سليم الأول السلطان سليمان القانوني الذي اتخذه صديقاً له، حيث تلقى إبراهيم تعليمه مع ولي العهد، مما جعله يكتسب مهارات معرفية عالية، وثقافات متعددة، وتقلد العديد من المناصب المهمة في زمنه، حيث يعتبر أول صدر أعظم يعينه سليمان بعد توليه العرش.
الحياة العلميّة لإبراهيم باشا
حَظِي إبراهيم باشا منذ صِغره باهتمام والده محمد علي؛ فقد بعثه مع إخوته؛ لتعلُّم علوم اللغة التركيّة عند شيخ، وإمام مدينة قولة، كما تعلَّم اللغة الفارسيّة، واللغة العربيّة، بالإضافة إلى تعلُّمه للقرآن الكريم، واستكمل تعليمه، وتربيته على يد المُربِّي إبراهيم أفندي، وأبدى اهتماماً بقراءة الكُتب، والاحتفاظ بها حتى وصل عددها زهاء 8,000 مُجلَّد، كما أظهر إبراهيم باشا شَغَفه الكبير بفنون الحرب، والقتال، والصراعات العسكريّة.
في 1821 قاد إبراهيم باشا حملة والده إلى نجد كما قاد الحملة إلى السودان وحقّق نجاحين بارزين في الحملتين، وفي 1824 حارب مع الدولة العثمانية في اليونان فتمكن العثمانيون ومعهم إبراهيم باشا من إنهاء التمرد اليوناني ضد الدولة العثمانية. بدأت خطوات إبراهيم باشا الواسعة منذ 1831 حين استطاع الاستيلاء على بلاد الشام مدينة بعد أخرى، وقد تمكّن من فتح عكا التي عجز نابليون قبل سنوات عن فتحها بسبب تحصينها الذكي، كما نجح في الاستيلاء على دمشق وحمص وحماة، وهكذا أصبح بمثابة حاكم سوريا الفعلي، وقد ترك له والده هذه المهمة عن رضا، لكنه فشل بالطبع في الحصول على رضا السوريين كما فشل هو وأبوه في الحصول على قبول العثمانيين بهذا الوضع.