التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

“إبراهيم باشا” قاهر الأتراك العثمانيين

“إبراهيم باشا” قاهر الأتراك العثمانيين #إبراهيم باشا هو القائد العسكريّ إبراهيم بن محمد علي باشا، وهو الابن الأكبر لمحمد باشا، وُلِد في منطقة كافالا الواقعة في مقدونيا اليونانيّة، وذلك في عام 1789م، وكرّس حياته لقيادة الجيش؛ فكان قائداً، وإداريّاً ناجحاً، كما أنّه سيطر على عدّة دُول، وبُلدان في منطقة شرق البحر الأبيض المُتوسّط، .
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية


وُلد إبراهيم باشا قرب مدينة بارغا على الساحل اليوناني، حيث كان والده يعمل صياد سمك أو بحار، وكانت أسرته تدين بالديانة المسيحية، وأُبعد إبراهيم عن أسرته وهو في سن صغير، إما باختطافه من القراصنة، أو باختياره، حيث بيع إلى أرملة من ماغنيسيا، اهتمت به، وتعلم عندها العديد من المهارات؛ كالعزف على الكمان، ثمّ انتقل من عندها إلى بلاد الأناضول، حيث توجد الخلافة العثمانية، ولاحظ العثمانيون ذكاء إبراهيم، وشخصيته الجذابة، ووسامته، فقربوه من ولي عهد السلطان سليم الأول السلطان سليمان القانوني الذي اتخذه صديقاً له، حيث تلقى إبراهيم تعليمه مع ولي العهد، مما جعله يكتسب مهارات معرفية عالية، وثقافات متعددة، وتقلد العديد من المناصب المهمة في زمنه، حيث يعتبر أول صدر أعظم يعينه سليمان بعد توليه العرش.

الحياة العلميّة لإبراهيم باشا

حَظِي إبراهيم باشا منذ صِغره باهتمام والده محمد علي؛ فقد بعثه مع إخوته؛ لتعلُّم علوم اللغة التركيّة عند شيخ، وإمام مدينة قولة، كما تعلَّم اللغة الفارسيّة، واللغة العربيّة، بالإضافة إلى تعلُّمه للقرآن الكريم، واستكمل تعليمه، وتربيته على يد المُربِّي إبراهيم أفندي، وأبدى اهتماماً بقراءة الكُتب، والاحتفاظ بها حتى وصل عددها زهاء 8,000 مُجلَّد، كما أظهر إبراهيم باشا شَغَفه الكبير بفنون الحرب، والقتال، والصراعات العسكريّة.

يعتبر إبراهيم من أفضل قواد الجيوش في القرن التاسع عشر، وحارب وانتصر في العربية والسودان واليونان وتركيا وسوريا وفلسطين، ولم يهزم في أي معركة، وقام بتدريب الجيش في مصر طبقاً للنظم الأوربية الحديثة أثناء حكمة عدة سنين في سوريا، وقاد الجيش المصرى الذي قمع ثوار اليونان الخارجين على تركيا، وقاد جيشاً مصريا فتح فلسطين والشام وعبر جبال طوروس 1832-1833، وبين سنة 1816 م- 1818 م، قاد جيش مصر ضد تمرد قبائل الوهابيين في الجزيرة العربية، وحطمهم كقوة سياسية، وفيما بين سنة 1821- 1822 ذهب إلى السودان ليقمع تمرد.

في 1821 قاد إبراهيم باشا حملة والده إلى نجد كما قاد الحملة إلى السودان وحقّق نجاحين بارزين في الحملتين، وفي 1824 حارب مع الدولة العثمانية في اليونان فتمكن العثمانيون ومعهم إبراهيم باشا من إنهاء التمرد اليوناني ضد الدولة العثمانية. بدأت خطوات إبراهيم باشا الواسعة منذ 1831 حين استطاع الاستيلاء على بلاد الشام مدينة بعد أخرى، وقد تمكّن من فتح عكا التي عجز نابليون قبل سنوات عن فتحها بسبب تحصينها الذكي، كما نجح في الاستيلاء على دمشق وحمص وحماة، وهكذا أصبح بمثابة حاكم سوريا الفعلي، وقد ترك له والده هذه المهمة عن رضا، لكنه فشل بالطبع في الحصول على رضا السوريين كما فشل هو وأبوه في الحصول على قبول العثمانيين بهذا الوضع.

من ثم فرضت آليات التاريخ نفسها فكان لا بد لإبراهيم باشا أن يتقدم للأمام من أجل تأمين ما حصل عليه بقوة السلاح وهكذا كانت الأمور تسير في اتجاه مواجهة بين إبراهيم باشا وبين الدولة العثمانية، وبالطبع فقد كانت هناك إغراءات أوروبية كثيرة (بل اتفاقات وتفاهمات سرية) تدفع بمحمد علي إلى مواجهة الدولة العثمانية وقلقلة وضعها وانتقاص سيادتها، فلم يكن هناك أحب إلى الأوربيين من مثل هذا الأمر لكن محمد علي وإبراهيم استناما إلى الترحيب السري للأوروبيين دون أن يؤسّسا شرعية حقيقية للتمرد على العثمانيين، وغلب على محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا الإيمان بالظن بأن ما نجح في نجد وسوريا قد يتكرّر ويتأكد في الأناضول.
لكن وضع إبراهيم باشا في سوريا ظلّ قلقاً، وقد حاول العثمانيون إزاحته من سوريا نهائياً في 1838 ونجحوا بالفعل في هذا 1840 بعد أن هزموا قواته وأعادوه بالإجبار إلى مصر وذلك بعد سنة واحدة فقط من تولي السلطان عبد المجيد الخلافة في 1839 وفي مقابل هذا فإن معاهدة لندن (1840) سمحت لمحمد علي بأن يكون حكم ولاية مصر في نسله وبهذا اصبح إبراهيم باشا مرشحا لحكم مصر وهو ما حدث في شهور حياته الأخيرة 1848 فكأنه تنقل من قيادة الجيش المصري إلى حكم سوريا إلى ما يُناظر ولاية عهد مصر ثم إلى حكم مصر لشهور قليلة قبل أن يتوفى في 20 نوفمبر 1848 قبل أن يبلغ الستين من عمره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88