التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

شُرحبيل بن حَسْنة “فاتح الأردن”

#الأردن هي جزء من بلاد الشام التي تم فتحها في بداية التاريخ الإسلامي حيث تم فتح الأردن في عهد الخليفة عمر إبن الخطاب رضي الله عنه و تم فتحها على يد القائد المسلم الصحابي أبو عبد الله  شرحبيل بن حسنة بن عبد الله بني زهرة حيث كانت بلاد الشام و الأردن منها تحت السيطرة البيزنطية فقاقت الدولة الإسلامية بإرسال جيوش المسلمين لفتح بلاد الشام ما بين عامي 12 هجري حتى 19 هجري و كانت القيادة لخاد بن الوليد و بعده لأبو عبيدة بن الجراح و لقد إنتصر المسلمون في حروبهم لبلاد الشام و ضموا كل الشام للدولة الإسلامية .
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية


شرحبيل بن حسنة هو شرحبيل بن عبدالله بن المطاع بن عمرو بن كندة، حليف بني زُهرة.. كنيته (أبو عبدالله) ونسب إلى أمه حَسْنة العدولية – وهي من أهل عدولي من ناحية البحرين- ولد قبل الهجرة بتسع وأربعين سنة، مات أبوه وهو صغير، فبقي في حجر أمه حتى بعد زواجها من سفيان بن معمر الأنصاري، وعندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شرحبيل في العقد الرابع من عمره، سارعت الأسرة بأكملها للدخول في دين الإسلام، وكانوا ممّن هاجروا الهجرة الثانية إلى الحبشة حيث أقاموا بها حتى هاجر سيّد المهاجرين إلى توأم مكة التي كانت فيها الدعوة والبناء، إلى توأمها التي تم فيها الدولة والتأسيس، حيث أصبح شرحبيل أحد كتاب الوحي.

كان مؤمناً صادق الإيمان..لا يخشى في الله أحداً، شجاعاً مقداماً صاحب عقلية متزنة، وإرادة قوية، وصار من خيار صحابته رضوان الله عليهم أجمعين، حتى أن رسول الله كان يستعير ثوبه. وكان من علية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزا معه عدة غزوات، وبذلك نال شرف الصحبة وشرف الجهاد تحت لواء الرسول القائد صلى الله عليه وسلم.

مُجريات فَتْح الأردن

فُتِحَت الأردن على يد شُرحبيل بن حَسَنة، في السنة الخامسة عشر، وكان فَتْح الأردن عَنْوةً؛ أيّ قَهْراً، وغلبةً، وضغطاً، وإكراهاً، وإرغاماً، إلّا طبريّا؛ إذ صالح أهلها شُرحبيل مقابل النًّصف من الكنائس والمنازل، وتحقيق الأمن على الأنفس، والأموال، والكنائس، والمنازل، وذلك بعد حصارٍ استمرّ لعدّة أيّامٍ، إلّا أنّ الصُّلح ذلك لم يستمرّ طويلاً؛ إذ إنّ أهل طبريّا نَقَضُوه زمن خلافة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، ممّا استدعى أبو عُبيدة -رضي الله عنه- بتوجيه الأوامر لعمرو بن العاص -رضي الله عنه- بفَتْح طبريّا من جديدٍ، فسار إليها مع أربعة آلافٍ من الجُند، ثمّ وجّه أبو عُبيدة عمرو بن العاص إلى سواحل الأردن، ليُخبره بكثرة الرّوم فيها، ثمّ وجّه أبو عُبيدة يزيد بن أبي سُفيان وأخاه مُعاوية إلى سواحل الأردن عند عمرو بن العاص، ففُتحت السواحل، وكان فَتْح الأردن بعد فَتْح دمشق.

وكان أبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- قد توفّي قبل معركة اليرموك بعشر ليالٍ، التي انتهت بانتصار المسلمين وهزيمة الروم، ثمّ كانت معركة طبقة فَحْل، التي وقعت بعد خلافة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- بخمسة أشهرٍ، أيّ في شهر ذي القعدة من سنة ثلاث عشرة، وكانت انتقاماً من انتصار المسلمين في معركة اليرموك، بعد أن استنفر هرقل عظيم الروم جُنده، ومُناصريه من أهل الجزيرة، وانتهت المعركة بهزيمة الرُّوم وانتصار المسلمين.

حروب الردة

شارك شُرَحْبِيلُ بنُ حِسْنَة في حروب الردة، مع قواتِ خالدِ بنِ الوليد التي اصطدمت بقوات مُسَيْلَمةَ من بني حنيفة، وبقي مع خالدٍ في فتح العراق، في السنة الثانيةَ عشرةَ للهجرة.

جعله أبو بكر الصديق على رأس واحدٍ من الجيوش التي وجَّهها إلى بلاد الشام، وكانت منطقةُ عَملياتِه الأساسية في الأردن.

في معركة اليرموك، كان شُرَحْبِيلُ بنُ حِسْنَة واحداً من القادة إلى جانب خالدِ بنِ الوليد وأبي عبيدة، وغيرهما، ثم انتقل معهم لفتح دمشق، وشارك في حصارها في منطقةِ باب توما، ودخلتْ قواتُه مع الجيوشِ التي تقدمتْ داخلَ مدينةِ دمشق.

ويرمز مقام شُرَحْبِيلِ بن حِسْنَة في دمشق إلى دورِه ومشاركتِه في فتح المدينة.
شارك شُرَحْبِيلُ بنُ حِسْنَة أيضا مع يزيدَ بنِ أبي سفيان في فتح الساحل اللبناني في العام الخامسَ عشر للهجرة.

ومقام شُرَحْبِيلِ بنِ حِسْنَة في صيدا يرمز إلى مشاركته في فتحِ هذه المدينة.

وتشير أرجح الروايات إلى أن شُرَحْبِيلَ بنَ حِسْنَة توفي في الطاعون الذي اجتاح المنطقة في السنة الثامنة عشرة للهجرة، وعرف باسم طاعون عِمواس، وكان عُمُرُه سبعاً وستين سنة.

دفن شُرَحْبِيلُ بنُ حِسْنَة في منطقة إلى الجنوب من فِحْل بنحو خمسةِ كيلومترات، كانت تسمى وادي اليابس، وهي تُعرف الآن بوادي الرَّيّان.

ويبدو واضحا من وفاة شُرَحْبِيلِ بنِ حِسْنَة في غور الأردن ودفنِه هنا، أن قيادةَ عملياتِه كانت في هذه المنطقة، التي كان يعود إليها بعد انتهاء أي مهمَّةٍ خارجَها.

وقد بني بجانب مقام شُرَحْبِيلِ بنِ حِسْنَة مسجد تم تجديده حديثا، في إطار اهتمام الأردنِّ بمقاماتِ الصحابة.

شُرَحْبِيلُ بنُ حِسْنَة رضي الله عنه، صحابيٌ من القادةِ الكبار في تاريخِ الإسلام. اتسمت شخصيتُه بالتواضع والشَجاعة والفروسية. وسيظل التاريخ يذكرُه لدورِه العظيم في إنهاءِ وجود الروم واحتلالهم لبلادِ الشام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى