الإمارات والبرازيل.. تنوع ثقافي واحتفاء متبادل

إميل أمين الحديث عن العلاقات الإماراتية البرازيلية يعود بنا إلى عقود من التعاون الوثيق والمثمر في شتى المجالات، وهو ما يلقي الضوء على تاريخ ممتد ومتواصل من العلاقات الوثيقة التي وضع أسسها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عبر العديد من اتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة بين البلدين. وفيما يتعلق بالجانب الثقافي، وحسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية فإن: (لدى البرازيل ودولة الإمارات مجال واسع لتعميق التعاون الثقافي في مجالات الأدب والموسيقى والتعليم والرياضة…).

«إكسبو دبي»
تتشارك الإمارات والبرازيل في كون كل منهما يملك ثقافة عريقة تعكس التنوع، وتمثل حاضنة لتعددية ثقافية وفكرية، وفيهما تجتمع شعوب وثقافات من مختلف دول العالم، ما يفتح الباب واسعاً لرؤى متشابهة، وخطط مستقبلية في المجال الثقافي والفني. كما أن هناك أحد الأركان المهمة الذي يجمع الإمارات والبرازيل، وهو وجود مشروع وطني في كل منهما لتشجيع ودعم أهم فعل في عالم الثقافة، والمحرك الرئيس في نهضتها، أي فعل القراءة، حيث تعمل القيادة الرشيدة في الإمارات على تعزيز القراءة، وترسيخ ثقافة العلم والمعرفة عبر العديد من المبادرات والقوانين والاستراتيجيات التي تمثل ريادة في هذا المجال، من ناحية أخرى تمتلك البرازيل مشروعاً يجعل من القراءة للجميع ضرورة لازمة، لاسيما بالنسبة للأجيال الشابة الصاعدة.
وتحرص البرازيل على الشراكة الثقافية مع الإمارات بحضور متميز، وهذا ما تابعه العالم كافة خلال معرض «إكسبو 2020 دبي»، حيث شاركت البرازيل بجناح كبير واستثنائي من حيث التصميم ومن حيث المضمون والفعاليات التي قدمت صورة مبهرة عن عراقة وثراء الثقافة البرازيلية، وقد استقطب الجناح أكثر من مليوني زائر اطلعوا جميعاً بشغف على التنوع الثقافي الكبير والعميق للبرازيل، كما اطلعوا أيضاً على التنوع الحيوي في البرازيل وأنهارها. وقد أعلنت البرازيل أن مشاركتها في «إكسبو 2020 دبي» رسخت علاقاتها مع دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط ودول أخرى حول العالم التي شاركت في فعاليات الحدث الدولي على مدار الأشهر الستة لانعقاده. وقد عبّر مسؤولون في جناح البرازيل عن تقديرهم لحكومة دولة الإمارات ومنظمي «إكسبو 2020 دبي» على نجاحهم في استضافة حدث عالمي انفرد برسالته للبشرية حول الاستدامة، وترويجه للفرص التجارية والاستثمارية العالمية، إلى جانب مساهمته في بناء علاقات سياسية وثقافية قوية بين البلدان المشاركة.
احتفاء بالثقافة الإماراتية
في المقابل، تسجل الإمارات حضوراً فاعلاً في العديد من الأنشطة الثقافية والفنية التي تستضيفها البرازيل، لاسيما معارض الكتب والنشر. على سبيل المثال، حلت الشارقة ضيف شرف الدورة الـ 25 في معرض «ساو باولو الدولي للكتاب» في شهر أغسطس من عام 2018. وكانت المشاركة بمثابة عرس ثقافي، حيث احتفى المعرض بالثقافة الإماراتية، وتحولت شوارع الولاية إلى كرنفال دائم، لفرق الغناء والرقص الشعبي الإماراتي، ووقف البرازيليون في طوابير طويلة لكتابة أسمائهم باللغة العربية. خلال عشرة أيام هي عمر معرض ساو باولو الدولي للكتاب، اجتمع العشرات من كبار الكتاب والمثقفين والفنانين الإماراتيين والعرب في ندوات ثرية المعنى والمبنى، تناولت الكثير من القضايا الأدبية والفنية، وفيها جرت مناقشات حول واقع حال ومستقبل المسرح الإماراتي، حيث تم تنظيم سلسلة من الندوات والجلسات النقاشية التفاعلية التي تتناول الشعر، والرواية، والتراث في دولة الإمارات، بمشاركة وفد يضم 20 كاتباً وناشراً و15 هيئة ومؤسسة ثقافية إماراتية. ومن أبرز الفعاليات التي شهدها المعرض في يومه الأول ندوة حول «عام زايد»، قدم خلالها الباحث الدكتور حمد بن صراي، والكاتب سعيد حمدان، قراءة في جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء الدولة، وتكريس قيمها الحضارية، وأسس بنائها ونهضتها. وحظي سكان ساو باولو، بفرصة مشاهدة العروض الفنية الإماراتية التي تجمع بين الغناء الشعبي والرقص الفلكلوري، وتقدمها فرقة الشارقة الوطنية، ومعهد الشارقة للتراث، أمام متحف كرة القدم ومتحف ساو باولو للفنون، وحديقة ابيرابويرا الشهيرة. وشارك في المعرض العديد من الجهات الإماراتية والمؤسسات الثقافية والمعرفية والأكاديمية، أبرزها: هيئة الشارقة للكتاب، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وجمعية الناشرين الإماراتيين، ودائرة الثقافة في الشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، ودارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، ومؤسسة الشارقة للإعلام، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وثقافة بلا حدود، ومبادرة 1001 عنوان، ومنشورات القاسمي، ومجموعة كلمات، ومؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، ومجلس إرثي للحرف المعاصرة، ومجلس سيدات أعمال الشارقة، والجامعة الأميركية في الشارقة.