التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

جعفر بن أبى طالب صاحب الهجرتين

جعفر بن أبي طالب الملقب بالطيّار هو من أصحاب النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وآل بيته، فهو القرشيّ الهاشميّ وابن عمّ النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وهو أشبه الخلق بالنبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الهيئة والخُلق، وهو يكبُر أخيه الصحابي الجليل عليّ بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- بعشر سنوات، وكان قد أسلم عقب إسلامه بوقت قليل، وقد شهد الهجرتين والعديد من المشاهد.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

هو جعفر بن أبى طالب ابن عبدالمطلب وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم فهو من الشجرة الهاشمية المباركة أباً وأماً وعرف بعد استشهاده بجعفر الطيار، أسلم بعد أخيه على بن أبى طالب وكان ترتيبه الثانى والثلاثين فى دخول الإسلام وكان من المهاجرين الأوائل للحبشة فراراً بالدين والعقيدة وصحبته فى هجرته زوجته أسماء عميس وولدت أول ولد مسلم فى الحبشة عبدالله بن جعفر أبى
طالب.

إسلام جعفر الطيّار

كان جعفر بن أبي طالب -رضيَ الله عنه- من السّابقين الأوّلين إلى الإسلام، وكان إسلامه قُبيل دخول النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى دار الأرقم لدعوة النّاس هناك، وبعدما أسلم هاجر الهجرة الثانية إلى الحبشة، وخاطب ملكها النّجاشي.وبقيَ في الحبشة حتى بلغه أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قد هاجر إلى المدينة، فتبعه إليها في العام السابع للهجرة، وكان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- آنذاك في خيبر قد دخلها فاتحًا، وقد فرح النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- بقدومه فرحًا شديدًا.

وظل جعفر فى الحبشة فى السنة السابعة من الهجرة ورجع وقدم على النبى وكان ذلك يوم فتح خيبر فقبل الرسول بين عينيه والتزمه وقال الرسول ما أدرى بأيها أنا أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر.

 

وفى المدينة وبعد سنوات طوال الهجرة أقبل بكل إيمان وولاء على المشاركة فى بناء دولة الإسلام وحظي فى المدينة وعند النبى بمكانة مرموقة وقال الرسول «أشبهت خلقى وخلقى». بالإضافة إلى فضائله كان رفيقاً بالفقراء والمساكين حتى قال فيه أبو هريرة رضى الله

جعفر بن أبي طالب أبي المساكين

 

فقد كان جعفر شديد الحدب على الضعفاء، كثير البر بهم، حتى أنه كان يلقب بأبي المساكين، أخبر عنه أبو هريرة فقال:

 

 كان خير الناس لنا معشر المساكين، جعفر بن أبي طالب، فقد كان يمضي بنا إلى بيته فيطعمنا ما يكون عنده، حتى إذا نفذ طعامه، أخرج لنا العكة التي يوضع فيها السمن.، وليس فيها شيء، فنشقها ونلعق ما علق بداخلها.

قتال الروم في بلاد الشام

 

لم يطل مكوث جعفر بن أبي طالب في المدينة، ففي أوائل السنة الثامنة للهجرة، جهز الرسول صلوات الله وسلامه عليه، جيشاً لمنازلة الروم في بلاد الشام.

 

وأمر على الجيش زيد بن حارثه، وقال: إن قتل زيدٌ أو أصيب، فالأمير جعفر بن أبي طالب جعفر، فإن قتل جعفر أو أصيب، فالأمير عبد الله بن رواحة، وإن قتل عبد الله أو اصيب، فليختر المسلمون لأنفسهم أميراً منهم.

غزوة مؤتة

 

ولما وصل المسلمون إلى منطقة مؤتة، وهي قرية واقعة على مشارف الشام، وجدوا أن الروم قد أعدوا لهم 100 ألف تظاهرهم 100ألف اخرى، من نصارى العرب، من قبائل لخم وجذام وقضاعه وغيرها.

 

 أما جيش المسلمين، فكان ثلاثة آلاف، وما إن التقى الجمعان، حتى خر زيد بن حارثة صريعاً مقبلاً غير مدبر.

استشهاد جعفر بن أبي طالب

 

فما أسرع أن وثب جعفر بن ابي طالب عن ظهر فرس، كانت له شقراء، ثم عقرها بسيفه حتى لا ينتفع بها الأعداء من بعده، وحمل الراية وأوغل في صفوف الروم وهو ينشد:

يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وبارد شرابها

والروم روم قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها

علي إذ لاقيتها ضاربها

وظل يجول في صفوف الأعداء بسيفه، حتى أصابته ضربة قطعت يمينه، فأخذ  الراية بشماله، فما لبث أن أصابته أخرى قطعت شماله.

فأخذ الراية بصدره وعضده، فما لبث أن أصابته ثالثة شطرته شطرين، فأخذ الراية منه عبد الله بن رواحة، فمازال يقاتل حتى لحق بصاحبيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى