التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

عبيدة بن الحارث شهيد بدر

عبيدة بن الحارث ابن المطلب بن عبد مناف بن قصي المطلبي القرشي رضي الله عنه. وأمه هي سخيلة بنت خزاعي بن الحويرث الثقفية، ولد قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنوات. وهو من السابقين الأولين. أسلم قبل دخول النبي محمد دار الأرقم بن أبي الأرقم، هو وأبو سلمة بن عبد الأسد والأرقم وعثمان بن مظعون في وقت واحد. كان من أوائل المهاجرين. وهو أحد شهداء بدر، سنة 2 من الهجرة وكان المسك يفوح من قبره رضي الله عنه.

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

عبيدة بن الحارث رضوان الله عليه وكانت كنيته أبا معاوية وقيل أبا الحارث. وكان مربوعاً أسمر حسن الوجه، مليحا، كبير القدر والمنزلة عند رسول الله عليه الصلاة والسلام ومحبة خاصة يستحقها لكبر سنه، وعظيم تضحياته. وترك من الولد معاوية وعون ومنقذ والحارث ومحمد وإبراهيم وريطة وخديجة وسخيلة وصفية لأمهات شتى. هاجر مع اخويه الطفيل وحصين، ومعهم مسطح بن أثاثة بن المطلب. وفي طريقهم للمدينة المنورة وجدوا ان مسطح لدغه ثعبان فتخلف عنهم فلما أصبحوا افتقدوه وعادوا اليه ووجدوه بالحصاص فحملوه إلى المدينة. ونزلوا جميعاً على عبدالله بن سَلَمة العجلاني.

آخى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة بينه وبين بلال بن رباح، ليضرب أروع الأمثلة في المساواة في الإسلام، حيث لا فرق بين سيد قرشي وبين عبد حبشي والكل سواسية كأسنان المشط. ولما بلغ المدينة المنورة آخى بينه وبين عمير بن الحمام الانصاري وهو ايضاً من شهداء بدر. وأقطع رسول الله لعبيدة واخويه طُفيل والحُصين أرضاً في المدينة بين بقيع الزبير وبني مازن، كما كان يفعل عليه الصلاة والسلام مع المهاجرين الذين لا يملكون أرضاً قطعة أرض من الأرض التي لا يملكها أحد، أو يتبرع بها أحد أصحابها من الأنصار، وذلك عونا للمهاجرين على الاستقرار في المدينة المنورة.

بعيد الهجرة:

أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ، يَعْنِي بَعْدَ عَوْدِهِ مِنْ غَزْوَةِ وَدَّانَ، بَقِيَّةَ صَفَرٍ، وَصَدْرًا مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ السَّنَةَ الأُولَى مِنَ الْهِجْرَةِ، وَبَعَثَ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ في ثاني سرية بعد سرية حمزة بن عبد المطلب عقد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء انطلاقاً من المدينة المنورة. بحيث بدأ رسول الله تحضير المسلمين للجهاد بدءاً بالمهاجرين دون الأنصار وابتداء بأهل بيته وأقربائه.

أرسل رسول الله سرية عُبَيْدة بْن الحارث بْن عبد المطلب بْن عَبْد مناف إلى بطن رابغ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ مِن مهاجره – صلى الله عليه وسلم – عقد لَهُ لواء أبيض كَانَ الَّذِي حمله مسطح بْن أثاثة بْن المطلب بْن عَبْد مناف. بَعَثَهُ رَسُول اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي ستين رجلًا مِن المهاجرين لَيْسَ فيهم أنصاري. فلقي أَبَا سُفْيَان بْن حرب(وفي رواية ابن إِسْحَاق: أَنَّهُ كَانَ عَلَى القوم عكرمة بْن أَبِي جهل). وهو فِي مائتين مِن أصحابه. وهو عَلَى ماء يقال لَهُ أحياء مِن بطن رابغ عَلَى عشرة أميال مِن الجحفة. عَن يسار الطريق إلى قديد. وإنما نكبوا عَن الطريق ليرعوا ركابهم. فكان بينهم الرمي ولم يسلوا السيوف ولم يصطفوا للقتال. وإنما كانت بينهم المناوشة. إلا أن سعد بْن أَبِي وقاص قد رمى يومئذ بسهم. فكان أول سهم رُميَ بِهِ فِي الْإِسْلَام. ثُمَّ انصرف الفريقان عَلَى حاميتهم.

بارز عبيدة بن الحارث – كان اكبر من شارك في بدر سنا – شيبة بن ربيعة، وبارز حمزة بن عبد المطلب عتيبة، وبارز علي بن ابي طالب الوليد بن عتبة، فأما حمزة وعلي فلم يمهلا قرينيهما أن قتلاهما، وأما عبيدة رضي الله عنه فاختلف بينه وبين قرينه ضربتان فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثم كر علي وحمزة على شيبة فقتلاه، واحتملا عبيدة إلى رسول الله، فوُسّد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قُطعت رجله وأثخنته الجراح والدماء تنزف منه، فوضع الرسول رأسه على ركبته الشريفة. فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، لو رآني أَبُو طَالِب لعلم أني أحق بقوله مِنْهُ، حيث يَقُولُ: “ونسلمه حتَّى نصرع حوله ونذهل عَنْ أبنائنا والحلائل”

وبعد انتهاء المعركة حمله رسول الله صلى الله عليه وسلم معه عائداً من بدر، فتوفي في منطقة الصفراء – موضع قريب من المدينة – بعد أربعة أيام أو خمسة من وقعة بدر في العشر الأخيرة من رمضان فدفن بها بذات أجدال أسفل من عين الجدول. وكان عمره يومئذ ثلاثاً وستين سنة رضي الله عنه.

وروى يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَتَلَ عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ شَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ يَوْمَ بَدْرٍ فَدَفَنَهُ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بِالصَّفْرَاءِ. قَالَ يُونُسُ: أَرَانِي أَبِي قَبْرَ عُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ بِذَاتِ أَجْذَالَ بِالْمَضِيقِ أَسْفَلَ مِنْ عَيْنِ الْجَدْوَلِ وَذَلِكَ مِنَ الصَّفْرَاءِ وَكَانَ عُبَيْدَةُ يَوْمَ قُتِلَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. ذكر الطفيل بن الْحَارِث

وثبت في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه أنه كان يقسم قسماً أن هذه الآية نزلت في حمزة وصاحبيه، وعتبة وصاحبيه، يوم بدر وهي قوله تعالى: “هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم، يصهر به ما في بطونهم والجلود، ولهم مقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق.”

روي من أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل مع أصحابه بالتأربين – اسم مقبرة بالصفراء – في إحدى أسفاره، قال له أصحابه: إنا نجد ريح مسك يا رسول الله، فقال: وما يمنعكم، وها هنا قبر أبي معاوية يعني الشهيد البطل الصحابي الجليل عبيدة بن الحارث رضي الله عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88