عمر بن الخطاب وهجرته إلى المدينة

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
عمر بن الخطاب اسمّه أبو حفص عمر بن الخطاب العدويّ القرشيّ، ويُلقب بالفاروق، وهو الخليفة الراشد الثاني، ويعدّ واحداً من كبار أصحاب الرسول -عليه الصلاة والسلام-، كما أنّه من أشهر القادة الذين مرّوا عبر التاريخ الإسلاميّ من حيث القوّة والنفوذ، ومن كبار العلماء الصحابة، وهو أحد المبشرين بالجنة.
امتلك عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- سماتٍ شخصيّةٍ أهلّته لأن يكون من الرِّجال الذين كان لهم دور في رسم خطوط التاريخ؛ فقد كان صاحب إرادةٍ، وذو شخصيّةٍ قويةٍ، عازمٌ وحازمٌ، وله هَيبةٌ بين الناس، ولديه من العلم ورجاحة العقل وحُسْن التصرّف ما جعله في الجاهليّة سفيراً لقريش، حيث كان من القلائل الذين يعرفون القراءة والكتابة. كما عُرف عنه الجديّة، وقلّة الضحك، وجَهوريّة الصوت، وتميّز -رضي الله عنه- بالمسؤولية، والفراسة، والعَدْل،وكان إسلامه في السنة الخامسة من البعثة عزّةً ونَصرٌ للدِّين، وعشر سنواتٍ من الخلافة مليئةً بالرّحمة والعَدْل والفتوحات، حيث تولّاها سنة ثلاث عشرة من الهجرة، بعد وفاة أبي بكر الصّديق -رضي الله عنه- الذي عهد له بها، وذلك حرصاً على وحدة المسلمين، وإغلاق أبواب الخلاف بينهم.
كما شَهِد أبو بكر الصّديق والصحابة -رضي الله عنهم- له بالشدّة بلا عنفٍ، واللين بلا ضعفٍ، وبالقدرة على تحمّل مسؤوليات الخلافة.
ثم سألها طالباً الذي كانت تقرأه، وأعطته إيّاه بعد أن اغتسل؛ تنفيذاً لطلبها، فقرأ من سورة طه حتى قوله -عزّ وجلّ-: (إِنَّني أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري).
فانطلق عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- إلى مكان تواجد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومَن معه من الصحابة، وكان منهم حمزة بن عبدالمُطّلب، وأعلن إسلامه وتوحيده لله -تعالى-، وبأنّ محمّداً عبد الله ورسوله.
في العام 622م أمرَ الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- المسلمين الذين اتبعوه بالهجرة إلى يثرب، بعد أن عاهده أهل يثرب على السلام والأمان، ودعوه للقدوم إلى مدينتهم والسكن فيها بعد إيمان أغلب سكانها وأبنائها بدعوة الرسول الأمين؛ فهاجر أغلب المسلمين إلى يثرب في السر؛ لتجنب اعتداء أهل قريش عليهم.
وأما عمر بن الخطاب لبس سيفه، ووضع قوسه على أكتافه، وحمل عصاه القوية ومجموعةً من السهام، وطاف حول الكعبة سبع مرّات، وصلّى في مقام النبي إبراهيم -عليه السلام-، ثمّ قال لمجموعة من المشركين: “شاهت الوجوه، لا يُرغم الله إلّا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه، وييتم ولده، أو يُرمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي”.
كان عددٌ كبيرٌ من الفرس الذين استمروا على مجوسيتهم وكفرهم يضمرون الكره والحقد للقائد عمر بن الخطاب، الذي دحر جيوشهم وقضى على إمبراطورياتهم، ووردت الكثير من الروايات التي ذكرت بأنّهم تبعوه عندما خرج لأداء مناسك الحج في العام 644م، حيث هتف البعض منهم بأنّ عمر لن يقف على هذا الجبل مرّةً أخرى.
وقد طُعن عمر بخنجر أبي لؤلؤة الفارسيّ في العام 644م وهو يصلي الفجر بالناس، وكان ذلك في السادس والعشرين من ذي الحجة، فحاول المسلمون أن يقتلوا الفارسي لكنهم فشلوا، إلى أن ألقى عبد الرحمن بن عوف رداءه عليه فتعثر في مكانه وطعن نفسه منتحراً، وقد دفن عمر -رضي الله عنه- بجانب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وبجانب أبي بكر الصديق.