تشكيل وتصويرفن و ثقافة

مهرجان المحرس يسير على درب مؤسسيه في دورة جديدة

المحرس مفردة تشكيلية أخرى من تونس الجميلة.. هي أرض عمّار فرحات، الحبيب شبيل، نجيب بلخوجة، الخياشي والضحاك والتركي.. عبدالرزاق الساحلي.. يوسف الرقيق وغيرهم.. وكل الفنانين الذين أحبوها وهاموا بالظلال والنور فيها على غرار بول كلي الفنان العالمي..

الآن… يمضي المهرجان إلى دورة جديدة… ويبقى الصدّى… اللوحات… المنحوتات والتنصيبات والمسافة الفاصلة بين الجنان والبحر… بين الزرقة والخضرة… إنّ الفن عادة جامع ألوان وثقافات ورؤى وهذا ما حصل مع المحرس هذه المدينة التي آمنت بالحلم وجعلت منه حكاية لأطفالها وللعائدين من الغربة بعد أشهر من العمل وللكهول والعجائز الذين خبروا منطق المحرس المأخوذ بأبجدية اللون، حيث الذكرى تجاه من أسس ونعني يوسف الرقيق وإسماعيل حابة الذي تستذكره الدورة بأفيش غاية في التذكر والعرفان. في دورة جديدة هي دورة سنة 2023.. الدورة 35 التي تنتظم في الفترة من 15 إلى 31 من شهر أغسطس/آب الجاري.

هكذا هي المحرس… تدخلها فتأخذك الألوان والأجسام التشكيلية إلى واحة من خيال وعلى إيقاع البحر في هذا الصيف التونسي الجديد، يمرح الأطفال في حدائق المنتزه الذي تزينت أرجاؤه بأعمال رائقة فيها حركة الحصان في جموحه والبنت التي تصعد السلم لترسم شيئا في الهواء والباب المفتوح على شارع الناس… هذا المهرجان جعل من مدينة المحرس الصغيرة والواقعة على البحر، قلعة من قلاع الفن التشكيلي في هذا العالم المرتاب وسريع التغيرات والتحولات بل والذي يعيش على إيقاع الصراعات والحروب وما يتهدد البشرية، لاسيما من عولمة تكاد تأتي على كل شيء قتلا للخصائص والهويات ومنها الثقافية.

إنها حدائق المحرس تبرز في أبهى حللها لتعانق العالم عبر عصارات التشكيليين العالميين الذين وفدوا إليها من جغرافيا مختلفة، المشاركات في الدورة متنوعة ونجد رسامين وفنانين من عديد البلدان العربية والأجنبية…. المحرس تظل المكان والمكانة حيث عطور الألوان وموسيقى المساءات والأفكار الفنية تبتكر تفاصيلها بين منتزه الجواهر..

عبر دوراته المتتالية فتح المهرجان لعديد الفنانين التونسيين والطلبة المرسمين بمعاهد الفنون الجميلة سبل التواصل مع فنانين ونقاد أجانب زاروا المهرجان مما مكن عددا منهم من المشاركة في تظاهرات تشكيلية دولية، كما فتح المهرجان باب المشاركة لعديد الفنانين من كل القارات والذين تركوا بصماتهم في أعمال فنية التي يعد امتلاكها قيمة استثمارية على المدى البعيد. كما عمل المهرجان منذ التأسيس على إشاعة الذوق الفني وقيم الجمال وعلى المحافظة على المحيط والعناية بالبيئة ويتواصل هذا العمل الحضاري الثقافي والبيئي في هذه الدورة بدعم من المؤسسات التي على رأسها وزارة الشؤون الثقافية والمندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس والمجلس البلدي بالمحرس والمجلس الجهوي بصفاقس.

المحطات الأساسية للدورة 35 هي (من 15 أغسطس/آب 2023: استقبال الضيوف والمشاركين ويوم 16 أغسطس/آب 2023: الافتتاح الرسمي للمهرجان، ويوم 23 أغسطس/آب 2023: الاختتام الرسمي للدورة 35) وتواصل المعارض والعروض إلى غاية 31 أغسطس/آب 2023.

ومن أنشطة ومحاور الدورة الورشات والمعارض ومنابر المهرجان والعروض الفنية والترفيهية، وتنقسم الورشات إلى ورشات الأطفال واليافعين وورشة الفنانين، بالإضافة إلى ورشة الترميم وصيانة الأعمال الموجودة في حديقة الفنون وورشة الرسم وورشة النحت وورشة الحفر وورشة الجداريات وغيرها… وأما المعارض، فهي معرض الافتتاح وتعرض فيه الأعمال الخاصة بالضيوف والتي جلبوها معهم، ومعرض الاختتام وتعرض فيه الأعمال المنجزة من قبل المحترفين والهواة والأطفال خلال الدورة.

منابر المهرجان تتمثل في دعـوة رموز من المفكّرين والنّقاد للنقاش حول مواضيع ومحاور وتجارب فنّية مختلفة.

العروض الثقافية والفنية التي تقام صلب المهرجان تعد انفتاحا على المحيط وتنشيطا للجهة وتتكون من عروض تنشيطية للشارع وسهرات فنية وأمسيات شعرية وتقديم كتاب..

ومن الدول المشاركة في الدورة نذكر تونس، الجزائر، المغرب، السودان، ليبيا، إيطاليا، سوريا، العراق، سلطنة عمان، بريطانيا، فرنسا، سلوفاكيا، الكونغو، روسيا والهند.

يوم 16 أغسطس/آب 2023 هو موعد الافتتاح الرسمي لفعاليات الدورة 35 للمهرجان وعند المساء يتم تدشين المعارض (مقر المهرجان – رواق يوسف الرقيق للفنون – قاعة عبدالعزيز الرقيق – حديقة الفنون) وزيارة الورشات وتنشيط الشارع: ماجورات قصر هلال، طبال قرقنة وLes Tonneaux Eljem. وفي السهرة موعد مع سهرة فنية لمجموعة يوسف معيوف Targ in Trio…

وتتواصل في الأيام الموالية الأنشطة ومنها الورشات والمعارض وورشات المحترفين وورشات الهواة وورشات الأطفال (أمام مقر المهرجان) ويكون الموعد الشعري من خلال الأمسية الشعرية 1 تنشيط الدكتور خالد الغريبي وتأثيث الشاعر الهادي القمري وتكريم الشاعر الراحل نور الدين بوجلبان، ثم يتم توقيع كتاب أميرة مطيمط بتقديم الشاعر والصحفي نور الدين بالطيب، وفي اليوم الأول من منابر المهرجان بإدارة الدكتور محمد بن حمودة تكون الحصة الأولى مع تقديم وتوقيع كتاب الدكتور إبراهيم الحيسن، والحصة الثانية مع تقديم وتوقيع كتاب الدكتور بن يونس عميروش، وفي اليوم الثاني لمنابر المهرجان تكون الحصة الأولى بإدارة الدكتور إسماعيل الرفاعي وتأثيث الدكتور نزار شقرون، والحصة الثانية بإدارة الدكتور إبراهيم الحيسن وتأثيث الدكتور كمال الكشو، وهناك موعد في السهرة مع الفن في عرض لمجموعة إليكن بالمركز الثقافي “القناع” بالمحرس.

وهناك ندوة من تنظيم المؤسسة التونسية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة حول: واقع الفن التشكيلي والقانون التونسي وحماية مصنفات الفن التشكيلي وحماية مصنفات الفن التشكيلي في الفضاء الرقمي وماهية حق التتبع وسبل التطبيق مع سهرة فنية لمجموعة غجر.

في البرنامج أمسية شعرية 2 بتنشيط كل من الإعلامية ليلى بورقعة والكاتب الصحفي الهادي جاب الله ويشارك فيها كل من المنصف الوهايبي، سفيان بن فرحات، رضا العبيدي، فرح الجبالي والناقد معز الوهايبي…

ويوم 23 أغسطس/آب يتم الاختتام الرسمي لفعاليات المهرجان، حيث تنتظم زيارة المعارض والأعمال المنجزة خلال الدورة 35 مع سهرة موسيقية وتوزيع الميداليات والجوائز على المشاركين مع تكريم ثلة من أهل الفن والثقافة.

وتتواصل المعارض من 24 أغسطس/آب إلى غاية 31 أغسطس/آب 2023.. دورة جديدة في المحرس التي تدخلها فتأخذك الألوان والأجسام التشكيلية إلى واحة من خيال وعلى إيقاع البحر في هذا الصيف التونسي الجديد، يمرح الأطفال في حدائق المنتزه الذي تزينت أرجاؤه بأعمال رائقة فيها حركة الحصان في جموحه والبنت التي تصعد السلم لترسم شيئا في الهواء والباب المفتوح على شارع الناس…

هذا المهرجان جعل من مدينة المحرس الصغيرة والواقعة على البحر، قلعة من قلاع الفن التشكيلي في هذا العالم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى