تشكيل وتصويرفن و ثقافة

مصر.. تدشن معرض فني لـ “الذكاء الاصطناعي”

في تجربة هي الأولى من نوعها في مصر يقام معرض فني للوحات من تصميم تقنية الذكاء الاصطناعي ليمثل حلقة من حلقات السجال المستمر حول العلاقة بين الإبداع البشري والتصميم الآلي، وكيف هو مستقبل الفنون في ظل انتشار هذه التقنية التكنولوجية، وهل سيتحقق شكل من أشكال التكامل بينهما أم سينهزم الأول أمام الأخير؟ وكيف هو الحال مع الفنون المرتبطة بالأساس بعمل الحواس والمشاعر والتجربة الذاتية؟

في الفنون التشكيلية تحديداً قدم متخصصون وغيرهم تجارب عدة على صلة بمجال استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج أعمال فنية باستخدام برامج متعددة، أبرزها برنامج ميدجورني “Midjourny” الذي أثار ضجة كبيرة وسجالاً لم ينقطع خلال الفترة الماضية عن مستقبل الفنون التشكيلية.

لعل معرض الفنانة علية عبدالهادي الذي جاء تحت عنوان “الذكاء الاصطناعي وأنا: تجارب مستقبلية في الفنون”، ويستضيفه غاليري بيكاسو بالقاهرة يجسد هذا السجال، إذ يضم مجموعات من اللوحات كثير منها مستوحى من الحضارة المصرية القديمة.

مستقبل الفنون

ما يعطي المعرض زخماً هو أنه يقدم نتاج تجارب استمرت لمدة عام لفنانة وأكاديمية متخصصة شاركت بإسهامها في عدد من المعارض الدولية، وليس مجرد محاولات لهواة على النحو الذي ظهر بعضها أخيراً.

أثار المعرض تساؤلاً في شأن إذا ما كان بمقدرة المتخصص أن يحافظ على طابعه المميز أو على لمحات منه حين استخدامه لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في أعماله.

https://alhtoon.com/

تقول الأكاديمية علية عبدالهادي لـ”اندبندنت عربية”، إن تجربتها كان لها دافعان، الأول هو التجريب على تقنية في الذكاء الاصطناعي فيما يعرف بـ”ميدجورني” لفهم إمكاناته ومعرفة ما يمكن أن ينتج عنه من خلال المواصفات التي أدخلها له وخطوات التتبع حتى يخرج المنتج المطلوب لنتمكن من توجيه طلابنا كأكاديميين في المسار الصحيح، إذ من المرتقب أن يستخدموه في المجالات التصميمية المتعددة لسرعتها في إنجاز التصميم مما يتماشي مع السرعة المطلوبة في سوق العمل، أما الدافع الأخير فيتمثل في نشر ما توصلت إليه من نتيجة تجاربي باستخدام هذه التقنية حتى يتم نقاش على المستوى التشكيلي والأكاديمي. وتشدد على أنه إذا كان الفنان يحتاج إلى استخدام هذه التقنية، سواء في تصميم أو في إنشاء عمل تشكيلي، فيجب أن تكون لديه المعرفة الثقافية والعلمية والمهارية التي يتعلمها طالب الفنون أولاً حتى يحسن استخدام التقنية ويحصل على منتج مناسب، وهذا هو الفارق بين استخدام المتخصص لهذه التكنولوجيا واستخدام غيره.

وأشارت إلى أن معظم الأعمال المقدمة في المعرض مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة من منطلق أنها حاولت التوصل إلى هوية واضحة في الأعمال، حيث كانت بدايات التجربة غير مرضية لها بسماتها التغريبية.

هل يهيمن الذكاء الاصطناعي على الفنون؟

ترى علية عبدالهادي أن “دور الفنان في إنتاجه للفن المباشر لن يتراجع إلى الوراء، بل العكس هو الصحيح، إذ ستزداد قيمة أعماله. الفن التشكيلي المباشر مستمر منذ رسومات الكهوف وحتى يومنا هذا، ظهرت الفوتوغرافيا ولم تبطله، بل أسهمت في انتقال الفن نقلة نوعية فانتشرت الاتجاهات الحديثة من تكعيبية وتأثيرية وسوريالية وتجريدية وغيرها. وأعتقد أن منتج الذكاء الاصطناعي سينتشر في المجالات التي تستوجب سرعة الإنجاز”. وتضيف “هناك فارق كبير بالفعل بين إحساس الفنان الذي يتعامل مباشرة على السطح أو مع الخامة للتشكيل وبين استخدام الآلة يتمثل في الروح والمعاناة التي تظهر في العمل الفني المباشر. أما برامج الذكاء الاصطناعي فهي تجربة مختلفة تماماً وفي خلال مدة عملي في هذه اللوحات طورت مطالبي وأعدت صياغتها طبقاً لما أرغب في الحصول عليه وفي الوقت نفسه طور البرنامج من أدواته”.

مستقبل الفن التشكيلي

رفض بعض المتخصصين من البداية فكرة الاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بالفنون باعتبارها تقلل من شأن الإبداع البشري الذي يظهر جلياً في الفنون المختلفة بينها الفنون التشكيلية، بينما ذهب آخرون إلى أنه لا مانع من الاطلاع على الوسيلة الجديدة والاستفادة من إمكاناتها بشكل يحقق التوازن بين إبداع الإنسان والآلة معاً.

في هذا الصدد، تقول الأكاديمية “أتوقع أن يزداد الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ يتسم بسرعته المتناهية في إنجاز التصميم المطلوب، وفي تقديري أنه بات لزاماً علينا كمتخصصين أن نقوم بالتجارب بأنفسنا حتى نتعرف عليها ونتعلم، بالتالي نتمكن من توجيه شباب الفنانين والدارسين للفنون لكيفية الاستخدام الأمثل لهذه التقنيات الحديثة. أما رفضها لمجرد الرفض فذلك يجعلنا نتخلف عن التقدم المتسارع في المستجدات المختلفة وبينها الفنون”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى