تشكيل وتصويرفن و ثقافة

لوحات تترجم براعة فنان عشق الخط العربي

صَمّم شعار النادي الجزائري لفن الخط العربي والزخرفة، وكان من بين أعضائه المؤسسين. اهتم أيضا بتكوين الأطفال والشباب في هذين الفنين. إنه الفنان الراحل كريم بالجي، الذي أراد أعضاء النادي تكريمه من خلال تنظيم معرض لأعماله بقصر “رياس البحر”.
يحتضن قصر “رياس البحر” إلى غاية التاسع من الشهر الجاري، معرض بيع لوحات في فني الخط العربي والزخرفة الإسلامية للفنان الراحل كريم بالجي، الذي وافته المنية في ديسمبر 2021. وبهذه المناسبة عُرضت 46 لوحة للفنان بالجي، بالإضافة إلى تنظيم ورشات لتعليم تقنيات الخط العربي، علما أن الفنان عُرف عنه دفاعه المستميت عن فنّي الزخرفة والخط العربي، والمطالبة بتثمينه، وكذا اهتمامه بالتكوين.
ويعرف المعرض عرض لوحات أُنجزت بتقنيات مختلفة؛ مثل خطوط الثلث، والنسخ، والديواني، إضافة إلى لوحات لم يكمل الفنان إنجازها بفعل وفاته، وأخرى استغلها الفنان في تكوين الشباب والأطفال. كما كان الفنان الراحل عضوا نشطا في النادي. وقد شرع في تصميم اللافتة الرسمية للنادي، والملصقات التعريفية بمرافقه. كما وعد بتخصيص حصص أسبوعية لتعليم الشباب المسلمين الخط العربي الأصيل، علما أنه تكوّن على يدي الخطاط الكبير محمد شريفي.
وبالمقابل، يعكف أعضاء النادي الجزائري لفن الخط العربي والزخرفة، على إنجاح هذا المعرض، وعلى رأسهم المهندسة المعمارية ورئيسة قسم الزخرفة بالنادي الجزائري للخط العربي والزخرفة، آمال ضيف الله.
وفي هذا السياق، قال رئيس النادي الخطاط محمد بن قانيف في تصريحه للصفحة الرسمية للنادي، إن الراحل كان له عملان مكتملان، هما “الحق يقال” و”متى نستريح من وحش الحبايب”. وبعد وفاته جلبت زوجته “أمشاق” (مسودات) لأعماله غير المكتملة، فأوكل مهمة تزيينها بالزخرفة الإسلامية لفريق من المختصات في هذا الفن، وهذا بعد تنقيحها ولصقها على الورق الخشن، مضيفا أنهم بعد ذلك تحصّلوا على 46 لوحة.
وأكد بن قانيف أن بالجي كان قامة من قامات الخط العربي بالجزائر. كما كان من بين أعز تلامذة الخطاط الشهير شريفي، الذي أجازه عام 1442 هجري، مؤكدا فخره به.
وكان الفنان كريم بالجي صرح لوكالة الأنباء الجزائرية خلال مشاركته في الصالون الوطني للخط العربي والزخرفة، بأن هناك في الجزائر نهضة في الخط العربي، وإقبالا كبيرا على تعلّمه وإتقانه، مضيفا أن هذا الفن العريق يعرف ازدهارا في كثير من البلدان الشهيرة به؛ على غرار إيران التي يتألق فيها الخط الفارسي وكذا تركيا المعروفة بخط الثلث. أما في الجزائر فنجد، كما قال، “تفوّقا في خطوط الثلث، والنسخ، والمغربي، وأيضا المدرسة الشامية”.

وتابع هذا الرسام الذي أبدى اهتماما بالخط منذ الصغر، أنه واكب حبه لهذا الحرف العربي، كل مراحل دراسته، وواصل تكوينه على يد الشيخ الكبير محمد شريفي، الذي كوّن جيلا من الخطاطين في الجزائر، وأنجز ستة مصاحف.
وقام شريفي بزيارة بيت تلميذه الراحل، وأهدى ابنه البكر، كراسات الخط، ومقلمته الخاصة، والتي تحوي أجود وأنفس أقلامه التي ظفر بها من إيران وتركيا، وأجودها قلمه العزيز الذي أهداه إياه الخطاط سيد ابراهيم.
للإشارة، يضم المعرض 46 لوحة، مثل لوحات خطّها كريم بشكل عفوي؛ كلوحة “جمعة مباركة”، في حين لوحة “متى نستريح من وحش الحبايب؟” كتبها بخطي الثلث والنسخ، بينما كتب لوحة “آه يا بلدي” بخط النسخ، ولوحة “دعاؤكم الصالح ” بخط الثلث. وكتب بالخط الديواني في أكثر من لوحة، بالإضافة إلى لوحة “اِدفع بالتي هي أحسن” التي شارك بها في مسابقة وطنية للخط العربي عام 2020.

كما تعرض لوحات عن دروس قدّمها الأستاذ الراحل في خطي الثلث والنسخ، وكذا مجموعة من المسودات أو ما يُطلق عليها ب”أمشاق”.
أما لوحة “فتبسَّم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين”، هي عبارة عن إجازة؛ أي أن أستاذه أجاز له أن يصبح خطاطا محترفا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى