في ديوانية عبدالرحمن الراجحي الدكتور “الهزاع” يكشف أهمية “الوقف وأثره على العائلة”
هتون/ خاص
استضافت ديوانية عبد المحسن بن صالح بن عبد العزيز الراجحي وأبنائه رئيس المحكمة العامة بجدة سابقاً الدكتور راشد بن محمد بن راشد الهزاع، في لقاء بعنوان: (الوقف وأثره على العائلة) وعلى شرف فضيلة الشيخ / علي بن مشرع جماح الغامدي رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة في العقيق بمنطقة الباحة.
بداية اللقاء:
وبدأ اللقاء بتقديم من الطفل سعود بن عبد المحسن بن صالح بن عبد العزيز الراجحي، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت نواف بن نايف بن عبد المحسن بن صالح، ثم توالت الفقرات المتنوعة من الشباب بإلقاء الأحاديث النبوية وأبيات الشعر على الحضور.
الهزاع يبدأ بالثناء على الديوانية :
تلى ذلك اللقاء مع الدكتور “راشد بن محمد الهزاع” الذي بدأ حديثه بشرح أهمية “الوقف وأثره على العائلة” حيث قال في بداية كلمته: “أشكر الله سبحانه وتعالى على أن هدانا لهذا الدين دين الإسلام دين الرحمة دين العلم وأن يسر لنا مثل هذه اللقاءات و التي نشكر فيها صاحب هذه الديوانية الشيخ عبدالمحسن الراجحي وفقه الله وأبنائه وما رأيناه من هذه الكوكبة من أبنائه نسأل الله أن يصلحهم ويبارك فيهم لأمر يثلج الصدر في الحقيقة وإنني أدعو نفسي وإخواني إلى الاهتمام بالبراعم من الأبناء والبنات وغرس روح الطموح والجلوس مع الكبار مما يحقق القدوة والأسوة الحسنة ، في مجالات الإلقاء والفصاحة وحسن العمل .
مفهوم الوقف :
وأشار في كلمته أن موضوع اليوم في هذا اللقاء يتعلق بالوقف وأثر على العائلة، ولاشك أن من نعم الله علينا ومن فضله ومنه علينا ان يسر الله لنا سنن من سنن المصطفى “صلى الله عليه وسلم” ومنها سنة الوقف، والوقف هو في الأصل تحبيس الأصل وتسبيل المنفعة وأي أصل من الأصول تحبسه ثم تسبل ما فعلته وتجعله في مصارف إما أن تكون خيرية أو مطلقة وأعمال البر أو مصاريف عائلة وذرية أو مشتركة بينهم
حكم الوقف :
وعرج الدكتور راشد الهزاع على حكم الوقف حيث ورد في الشرع سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية قال تعالى “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تُحِبُّونَ” فعندما نزلت هذه الاية قام أحد الصحابة وهو طلحة كان لديه بستان يشرب منه النبي صلى الله عليه وطيب الثمرة بل أجود أنواع أملاك هذا الصحابي فأشهد رسول الله وقال له إني تصدقت بهذا، فقال رسول الله عليه وسلم “بخاً بخاً” ذلك ما للراوي إجعلها الأقربين ، فقال فعلت يا رسول الله والأقربين هنا تلميح إلى الوقف العائد .
واستكمل الهزاع أنه قد ورد أن رسول الله “صلى الله عليه وسلم” قدم والناس لديها شُحاً في الماء فقال من يشتري بئر ويجعله دلوًا مع دلاء المسلمين وله الجنة ، فقام عثمان بن عفان رضي الله عنه وقال انا وجعلها في سبيل الله، وللأن وقف عثمان مازال موجودًا.
تطور أحكام الوقف :
وتابع الدكتور الهزاع أنه قد تطور الوقف ومر بأنظمة الدولة حيث أولته إهتمامًا خاصًا فأنشأت وزارة الحج والأوقاف في عام 1381 هـ أي قبل 60 عاماً ، ثم في عام 86 أصدرت نظام المجلس الأعلى للأوقاف وفي عام 1414 هـ تم تشكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وفي 26 / 2 / 1437 هـ صدر نظام الهيئة العامة للأوقاف وتتخصص فقط في الأوقاف، وجعلت من مهام هذه الهيئة تسجيل جميع الأوقاف في المملكة لتظهر أوقافاً كانت معطلة أو كانت متعثرة والهيئة بدأت في مشاريع كبيرة في هذه الجزئية، كما أن لها حق النظارة على الأوقاف التي يحدث فيها نزاع ويتنازع المستحق مع الناظر فيلجأ أو يتعطل الوقف لكن حالياً الهيئة من حقها في أي مرحلة من المراحل أن تتابع هذه النواظر وأن يكون هناك اطلاع على الجانب المحاسبي من خلال محاسب قانوني وهذا ضبط شديد وقوي للأوقاف.
أهمية وثائق الوقف:
كشف الهزاع أن من أولويات الوقف العائلي وعلى الذي يريد أن ويقف على أبنائه وأبناء أبنائه أو اخوانه أو أقاربه أن يهتم بالوثيقة العائلية وأن يدرك أنها مرجع وثيق للقاضي الناظر للمستحقين والأنظمة.وقد يطلق عليها مسمى وثيقة الاستدامة التي من أول أولوياتها أن تنظر إلى الموارد جميعها حيث كان في السابق لم يكن إلا العقار ويوقف العقار في مكة أو المدينة أو الرياض أو أي منطقة ومحافظة والآن توجد أصول نقدية وأسهم وحقوق معنوية وحقوق منافع ومنفعة البيوت لمدة 5 سنوات ويسمى الوقف المؤقت ، والحقوق المعنوية والفكرية أصبحت متاحة ولم تكن في السابق متاحة ، أو ما يسمى بالأصول الغير مرئية مثل التطبيقات والمنصات والتي أصبح سعرها يصل لـ مليار ريال، وأوضح عن كيفية أن يكون هناك استدامة وهي أن يقول أنه أوقف العقار او المبلغ والمناسبة أصبحت أكثر الوثائق اليوم تبدأ بـ 30 ألف ريال وتضمنها وما يضاف مني ومن أبنائي ومن ذريتي ومن غيري ويضمن الوقف بكل مشتملاته، والاستدامة تقول إن الأصول العقارية والنقدية وغيرها مما يستجد مستقبلاً ومما يرى النظار إضافته بما يحقق الأجر للوقف وهذه العبارة تفتح خط طويل للاستمرارية في المستقبل.
نماذج من الوقف :
تناول الهزاع أيضًا نماذج من الأوقاف التي اهتمت بها الدولة مثل وقف الملك عبدالعزيز للسقاية حيث جدة تستقي الماء من عام 1367هـ، فقد قامت شركة المياه عام 22 ، وهي تستقي من وقف الملك عبدالعزيز ، ومن أين مصدر هذا الوقت هو من وادي فاطمة وفي ذلك الزمن كيف مدت هذه المياه إلى جدة منذ 80 سنة ، كذلك هنالك وقف الملك عبدالله ووالديه في المدينة المنورة ووقف الأميرة العنود ونحن الأن في هذه الديوانية نذكر وقف الشيخ صالح الراجحي رحمة الله فله من الأوقاف الكبيرة والشيخ سليمان الراجحي والشيخ محمد الراجحي وهذه العائلة الكبيرة اهتمت بالأوقاف وأصبحت قدوة في الأوقاف.
توصيات وختام اللقاء:
وختم الدكتور الهزاع اللقاء بتوصيات هامة منها: أن أول شئ يجب أن نهتم بالوقف العائلي وكلاً منا يستطيع بـ 30 ألف ريال ويضعها وثيقة وقفية ويكتب فيها وما يضاف إليها ومن أبنائي ومن إخواني ولايقف على أولاده فقط وعلى والديه وما تفرع من والديه مثل اخوانه وأخواته وابنائه وبناته.
وأضاف أن هنالك بعض الأبناء مجرد الوفاة يقولون لهم من حولهم تصدق عن والدك فيقول كان يتصدق في حياته وهذه حالات حدثت وأكد الهزاع أن على الإنسان أن يبدأ بنفسه ويحتاط لذلك وفي حالة فقده الأهلية عليه أن يضع ناظر لاتمام كل مايخصه وبالذات الحقوق الشرعية في وقفه .