تشكيل وتصويرفن و ثقافة

‘قطرة ماء في المحيط’ برواق الموزاييك بالنصر التونسية

بأناقته التي تحتضن الفنون من موسيقى وفن تشكيلي وشعر وحوارات ثقافية ولقاءات كان لرواد وأحباء الرواق الفني “موزاييك ” فسيفساء بجهة حي النصر موعد مع المعرض الفني التشكيلي الجماعي بعنوان ” قطرة ماء في المحيط ” وذلك صباح الأحد وكان حفل الافتتاح هذا بحضور عدد من الفنانين التشكيليين والنقاد حيث تم الاعلام عن المشاركين في المعرض بحضورهم من خلال كلمة افتتاحية لصاحبة الرواق المهندسة المعمارية والفنانة لمياء الفريني التي وضعت الحدث في اطاره من كونه بمثابة التحية لصمود غزة ونضال الشعب الفلسطيني وكانت المناسبة لتقديم عدد من الأغاني الفلسطينية من قبل الموسيقي الفلسطيني الشاب أحمد قريناوي الطالب المقيم في تونس كما تم تقديم نوع من الأكلة التقليدية لأهل غزة والمعروفة بـ”المقلوبة ” الى جانب تحدث الفنانين المشاركين عن المعرض وأعمالهم الفنية وهم عبد الوهاب الشارني وناجي الثابتي والزين الحرباوي وحاتم الغربي وأحلام مقديش ورجاء زربوط ..و عبرت اللوحات الفنية عن تنوع يعكس التخيرات والمسارات التشكيلية للعارضين من حيث التقنيات والتجارب والأساليب لتتناسق المعروضات الفنية وفق جمالية جامعة تعبر عن حالة بهية من حالات المشهد التشكيلي المعاصر في تونس.

هكذا كانت هذه الاحتفالية الافتتاحية للمعرض بحضور جمع من أهل الفن والابداع وأحباء الفن التشكيلي وطلبة الفنون الجميلة في فضاءات رواق “موزاييك ” الأنيق لصاحبته الفنانة لمياء الفريني وهو رواق شهد معارض عديدة ولقاءات فنية وثقافية فيها من المحاور والمواضيع ما يتقاطع مع الفن التشكيلي.

تدخل هذا الفضاء لتخال نفسك في رواق ببلد أوروبي أو باحدى غاليريهات العالم المتطورة نظرا لأناقة المكان وجودة الاعداد لشكله الخارجي والداخلي في ضرب من جمالية الاطار المفتوح أمام مختلف الأعمال الفنية وأشكالها…جودة في الهندسة الداخلية وهذا يعود لباعثة الرواق ومهندسة فكرته ووعيها الجمالي وهي صاحبة الخبرة والمعرفة والجانب العلمي من حيث التخصص.. والنتيجة.. تحفة فنية اسمها “موزاييك “.. فسيفساء.

في ضاحية من تونس وبحي النصر تحديدا بعثت المحبة للفن والصناعات التقليدية والحرف وابداعات الحرفيين المهندسة لمية بن خليفة الفريني هذا الرواق ولحلم قديم متجدد على صلة بالابداع والفن والثقافة وتونس الجميلة عموما وكان ذلك حلما يتحقق وهي خريجة معهد الفن والمعمار بتونس سنة 1982 مع نيلها شهادة الهندسة الداخلية حيث عملت في أشهر مكاتب المعمار في تونس ومنها مكتب أحمد بوسلامة وهي الدارسة على عدد من الأساتذة والفنانين التشكيليين ومنهم بالخصوص شلتوت وبن محمود وحسين التليلي ومميطة وتنقلت فد دراستها بين مختلف الورشات ما جعلها تحوز خبرة ومعرفة في مختلف الأشكال والتعبيرات الفنية كالنحت والخزف والصورة وقد كان الفن حاضرا لديها باستمرار في حرصها على التعلم والمتابعة والشغف رغم انجذابها الى الهندسة الداخلية التي هي فن قائم بذاته وهو ما مكنها من التعرف على الحرفيين وعالمهم الجميل الذي يتقد فنا وابداعا وتابعت عملهم الدقيق لتكتشف العديد من الموهوبين منهم. وعن هذا الخصوص تقول صاحبة رواق “الموزاييك ” المهندسة لمياء بن خليفة الفريني “بعد هذه الخبرة والمعارف بمجالات الهندسة ومقتضيات الأعمال الفنية جماليا وتقنيا كان تصوري هذا بخصوص الرواق وشكله الداخلي حيث أجمع بين تواجدي بمكتبي للعمل كمهندسة والعناية بالاخراج الجيد والأنيق لحضور الأعمال الفنية وتناسق توزيعها وتعليقها”.

ودرست الطلبة بالجامعة وحرصت على حسن تكوينهم وكان لي اصرار كبير على ذلك.. أنا واقعية وأحب كل ما هو تونسي وكل صنائعي وحرفي وفنان طالما هناك حرص على الابداع والتفنن والتميز ..افتتحت رواقي هذا سنة 2007 لمعرفتي بالفن والفنانين ومنهم من درس معي ومن جايلته في التكوين والتعلم بالجامعة.. الرواق هو مجال مفتوح للابداع التشكيلي والفني والحرفي ولما هو جميل يسر الناس ويعلي من شأن الثقافة الوطن…”.

معرض جماعي مميز ورواق واحتفالية ثقافية حيث تظل فلسطين في البال وهي رسالة من رسائل الفن والفنانين الى العالم لأجل الانسان والحرية والكرامة لشعب فلسطين الشهم.. رواق الفسيفساء هذا شهد العديد من المعارض منذ انبعاثه وقدم عدة مناسبات لعرض كل ما هو متصل بالفن من ابداعات.

ويتواصل المعرض المعنون ب” قطرة ماء ..في المحيط الى غاية يوم 21 من شهر ديسمبر/كانون الاول 2023.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى