تشكيل وتصويرفن و ثقافة

سعاد بياض: شغفي هو خلق قيم جمالية بصرية

نظمت جمعية “زاوية الفنون من أجل التنمية” بدعم من وزارة الشباب والثقافة والاتصال المغربية عرضا للوحات في فيلا الفنون بوجدة، خلال الفترة من 17 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني.

وتهدف هذه العروض الفنية إلى دعم الإبداع في جو يسهم في التفاعل الإنساني وتعزيز التبادلات بين الفنانين المقيمين مع تقديم مساحة لتقاطع مشاريعهم الفنية بين بعضها، ومع الجمهور لفترة محددة.

كما تعد هذه الفرصة فريدة لتأصيل العمل الفني في سياق ترابي وتحطيم حواجز الممارسات الفنية الفردية لتحولها إلى ممارسات جماعية.

وفيما يلي حوار مع الفنانة التشكيلية سعاد بياض:

يتمحور عملك حول “بلاغة الجسد والآخر” كيف تمكنت من تجسيد هذه التيمة في أعمالك الفنية، وكيف أسهمت هذه الفكرة في سفرك نحو الخارج؟

في بدايتي الفنية بعد تخرجي من مدرسة الفنون الجميلة في مدينة الدار البيضاء عام 1989 أحببت فن التصوير بالأبيض والأسود.

مع مرور الوقت أدخلت الألوان، وبدأت في التفكير في تيمة جديدة وموضوع خاص بي الذي سيؤدي دورا مهما في تهذيب الأذواق وخلق قيم جمالية تؤسس لثقافة بصرية تشكيلية كونية وذلك بطبيعة الحال بعد تجارب عديدة.

بدأت رحلتي الفنية بموضوع “بلاغة الجسد” تلقائيا إذ كان نتاج سنوات من المحاولات للكشف عن المرأة التي بداخلي، وتلك اللحظات التي تجمع بين ضعفي وقوتي.

 وحاولت أن أكشف عن المرأة على مهل من خلال إيماءات معتدلة وملهمة ثم جاءت “حركية الجسد” في باريس وبعدها “ليل المحيط” في مدينة مراكش حيث اتجهت إلى موضوع جديد، وهو الهجرة السرية أو حلم الوصول إلى الضفة الأخرى، ومن ثم انتقل المعرض إلى مدينة بورجيه في فرنسا حيث حصل على أول ميدالية من عمدة المدينة.

هل يمكن أن تشاركونا ببعض الأمثلة عن المعارض الفردية والجماعية التي نُظِّمَت في فيلا الفنون، وكيف تساهم في تحقيق أهدافها؟

بعد سنوات من التجارب والتفاعل مع فنانين مغاربة وأجانب جاءت الفكرة بالتعاون مع الفنان عبد العزيز عبدوس والفنانة الفرنسية المغربية مارية قرميد والفنان بكاس مكاو من وجدة أسسنا مجموعة فناني مستقلي بذاتهم في عام 2019، وأطلقنا عليها اسم “NO. E” أي “المبتكرين المحررين” وكانت البداية بتنسيق مع الناقد التشكيلي أحمد الفاسي، وقدمت المهندسة المعمارية كريمة نافع المكلفة بالتواصل وصاحبة رواق “معرض فنون نشاز” الدعم والتأطير فآمنت بالمجموعة، وكذلك كانت مسؤولة عن العلاقات الخارجية.

كانت الانطلاقة الأولى من مدينة طنجة حيث أقيم معرض “تآزر” الذي لاقى نجاحا باهرا بعد ذلك جاءت الإقامة الفنية “تداعيات إبداعية” التي نظمت في فيلا الفنون بمدينة وجدة ونظمتها جمعية “ركن الفن للتنمية ” بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة.

ما هي الرؤية والرسالة الرئيسة ل فيلا الفنون كمنصة فنية مبتكرة؟

كانت هذه هي أول تظاهرة فنية أقيمت في المدينة، ولقيت استحسانا جيدا. وفي هذه الفرصة أسسنا مجموعة (NO. E) رسميا، كما عُقِدَت ندوة بعنوان “حتمية الطلائعية” في ظل الشتات الإبداعي المعاصر قدمها الناقد الفني الأستاذ أحمد الفاسي، وأُطِّرَت من قبل الأستاذة كريمة نافع.

كيف يمكن لفيلا الفنون أن تساهم في تعزيز الحوار بين الثقافات من خلال استضافة الفنانين المغاربة والأجانب؟

 تعزيز الديمقراطية الفنية ودعم الثقافة الفنية هي أمل هذه الإقامة التي تجمع بين أربعة فنانين متميزين في الساحة الفنية المغربية إلى دعم الإبداع في مناخ ملائم للقاءات الإنسانية والثقافية وتعزيز التبادل بين الفنانين المقيمين، وكذلك ترسيخ العمل الفني.

ما هي الفعاليات الفنية والمشاريع العامة التي يمكن للجمهور المشاركة فيها في فيلا الفنون؟

إن فيلا الفنون بوجدة تعتبر فضاءً مفعمًا بجميع الفنون حيث تتضمن إقامات ومعارض فردية وجماعية، وكذلك تظاهرات ثقافية.

ويهدف هذا الفضاء الإبداعي إلى دعم ديمقراطية الفن التشكيلي وتعزيز الثقافة الفنية في العالم من خلال إبراز الفنانين المغاربة والأجانب وخلق مجال للتبادل الفني والثقافي.

 كما أن التفاعل والتلاقي الثقافي بين الزوار والفنانين في هذه الإقامة الفنية “تداعيات إبداعية” محطة جديدة في مسار مجموعة الفنانين المشاركين، وتمثل بداية لسلسلة من اللقاءات الفنية والثقافية حيث تم برمجة الإقامة المقبلة في مدينة الدار البيضاء.

ما هي الخطط المستقبلية لفيلا الفنون بوجدة في تعزيز دورها كمنصة للتلاقي الثقافي ودعم الفنون؟

مجموعة (NO. E) دائمة في البحث عن فنانين أجانب وعرب شريطة أن تكون أعمالهم جيدة، وتلائم المشهد الفني الحديث.

الباب مفتوح لجميع فناني العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى