زيد بن حارثة أشجع فرسان العصر الإسلامى
الصحابى زيد بن حارثة، من أشجع فرسان العصر الإسلامى، قاد غزوات وتمتع بشجاعة مفرطة فى جميع المعارك التى شارك فيها، وعرف عنه أن أمهر الرماة الذين شهدوا غزوة بدر.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية
زيد بن حارثة يعدُّ زيدُ بن حارثة صحابيًا من صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد لقِّب بحبِّ رسول الله، أمَّا بالنسبة لنسبه فإنَّ فيه خلافٌ بين أهل العلمِ، وزيادةً وتغييرٍ، وقد ذُكر في كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام على أنَّه:
“هو زيد بن حارثة بن شرحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن عمرو بن مالك بن عمرو بن مرة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان”. تبني النبي لزيد بن حارثة يرجع أصلُ الصحابيّ الجليل زيد بن حارثة إلى بلادِ الشامِ، وقد كان في السابقِ حرًّا ابن أحرار، حتى قام رهطٌ من قبيلةِ تهامة بخطفه وبيعهِ في سوقِ العبيدِ في الحجازِ، وبذلكَ أصبحَ زيد عبدًا، وقام حكيم بن حزام ابن أخ السيدة خديجة بنت خويلد -رضيَ الله عنها- بشرائه من سوق العبيدِ، ووهبه لعمّته خديجة.
وقد كانت السيدة خديجة -رضيَ الله عنها- آنذاك زوجة رسول الله، فقامت بوهبِ زيدًا لزوجِها، وبعد ذلك تفضَّل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وتكرَّم على زيدٍ فأعتقه، وبعد أن أعتقه تبنّاه حتى أصبحَ يُدعى زيد بن محمد، وكان ذلك قبل نزولِ آيةَ تحريم التّبني.
وقد آثرَ زيد بن حارثة -رضيَ الله عنه- رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على أبيهِ وأهلِه، حيث لمّا علم والده بوجود ابنه في مكة، ذهب إلى النبيِّ ليفدي ابنه، وحينها خيَّر النبيُّ زيدًا بين بقائه في مكة والبقاء في بيته، وبين عودته مع أبيه إلى الشام، وحينها اختار البقاء مع رسول الله.
فى كتاب سير أعلام النبلاء، لـ شمس الدين الذهبي، عقد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لزيد على الناس في غزوة مؤتة ، وقدمه على الأمراء ، فلما التقى الجمعان كان الأمراء يقاتلون على أرجلهم ، فأخذ زيد اللواء فقاتل وقاتل معه الناس حتى قتل طعنا بالرماح رضي الله عنه، قال: فصلى عليه رسول الله، أي دعا له، وقال: “استغفروا لأخيكم، قد دخل الجنة وهو يسعى“.
وكان جيش المسلمين فى هذه المعركة، مكون من ثلاثة آلاف مقاتل، ومتوجّها لقتال الروم، وقد أمّر عليه ثلاثة أمراء على التوالي أولهم زيد بن حارثة، فإن قُتل فجعفر بن أبي طالب، فإن قُتل فعبد الله بن رواحة -رضي الله عنهم- جميعاً، ثمّ انطلق جيش المسلمين، ولمّا وصلوا منطقة معان تفاجئوا بالأعداد الهائلة للروم، حيث بلغ عددهم مئتي ألف مقاتلٍ، فتشاور قادة الجيش فيما بينهم، ثمّ قرّروا أن يواجهوا الكفار مهما كانت النتيجة.
استشهد زيد في أرض الشام، حيث كان استشهاده أثناء قتاله في معركة مؤتة وكان ذلك في شهر جمادى لعام 8هـ، وكان عمره حينها 55 عاماً، ويُذكر أنَّ رسول الله حزن حزناً شديداً، وبكى عندما أتاه خبر مقتل زيد وجعفر في غزوة مؤتة، وقال: (أخواي ومؤنساي ومحدثاي)، وشهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالشهادة لزيد، ولم يذكر الله أسماء أحد من الصحابة في كتابه إلّا اسم زيد بن حارثة، فرحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا به في جنات النعيم.