التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

أمير المسلمين يوسف بن تاشفين

أبو يعقوب بن تاشفين بن إبراهيم اللمتوني الصنهاجي هو أمير المسلمين في فترة دولة المرابطين،ولد عام 400هـ الموافق 1009 م، وتوفى في 500هـ الموافق 1106م، كان قائد ومحارب عمل على توحيد بلاد المغرب والأندلس وضمهم إلى المملكة الإسلامية، فقد تولى خلافة دولة المرابطين بعد أن قام ابن عمه الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني بالتنازل عنها، فقام أبو يعقوب بإنشاء امبراطورية مغربية كبيرة، تمتد بهم مملكة بجاية شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، وما بين البحر المتوسط شمالًا حتى السودان جنوبًا.

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

نشأ يوسف بن تاشفين في قبيلة لمتونة والتي هي احدي قبائل صنهاجة، والتي كانت لها الأفضل الأكبر في انتشار المذهب المالكي في بلاد المغرب وأفريقيا والأندلس، وتولى يوسف بن تاشفين خلافة المسلمين في دولة المرابطين وسمى بأمير المسلمين وكان هو أول من حمل هذا اللقب، ثم أرسل إلى الخليفة العباسي في بغداد أبو العباس أحمد المستظهر بالله سفيرين هما عبد الله بن محمد بن العربي المعافري الإشبيلي، وولده القاضي أبو بكر بن العربي يحملان هدايا وطلب تقليده الولاية، فبعث إليه الخليفة بمرسوم الولاية.

فعمل على إنشاء مدينة مراكش وأصبحت هي عاصمة دولة المرابطين في عام 454هـ الموافق 1062م.

كان يوسف بن تاشفين من الشخصيات الحازمة المنضبطة، التي تأثرت بأهل العلم، فكان كثير المشورة، مليء بالصفات الحميدة، فقال عن ابن خلكان:

«كان أمير المسلمين يوسف بن تاشفين حازمًا، سائسًا للأمور، ضابطًا لمصالح مملكته، مؤثرًا لأهل العلم والدين، كثير المشورة لهم، وبلغني أن الإمام حجة الإسلام أبا حامد الغزالي رحمه الله لما سمع ما هو عليه من الأوصاف الحميدة، وميله إلى أهل العلم، عزم إلى التوجه إليه، فوصل إلى الإسكندرية، وشرع في تجهيز ما يحتاج إليه، فجاء الخبر بوفاته، فرجع عن ذلك العزم».

إنجازات يوسف بن تاشفين

هناك العديد من الإنجازات التي حققها هذا القائد العظيم في العديد من المجالات سواء السياسية أو العسكرية وغيرها والتي نوضحها فيما يلي:

كان له الفضل الكبير في جعل دولة المغرب دولة موحدة، بعد أن قام بدور كبير في طرد قبيلة زناتة التي كانت قد فرضت سيطرتها عليها.

كما قام بالاستيلاء على حكم دولة المغرب فيما عدا طنجة وكذلك سبتة وذلك في عام 1074 م.

ومن ثم استطاع أن يستولى على حكم المغرب بالكامل في عام 1084 م.

بالإضافة إلى أنه قام بفرض حكمه على الأندلس بعد أن انتهى حكم الأمويين، حيث كان ليوسف الفضل في استرداد الأراضي المحتلة من قبل القشتاليون.

وبالتالي وقعت الأندلس بجميع أراضيها تحت حكم المرابطين وذلك في 1091 م.

كما أنه قام بعمل علاقات أكثر ترابطًا مع البلاد المجاورة لهم، كما إنه لم يبدي للدول التي توجد بينهم عداوة أي نوع من الإساءة.

عمل على إعادة تعمير دولة مراكش وقام واتخذها عاصمة له، إضافة إلى حرصه على تعمير الجامع الكبير الموجود في دولة الجزائر.

أيضًا عمل على تأسيس المكان الذي يقوم فيه الأشخاص بصك العملة الخاصة بالدولة وذلك في عام 1072م.

كما قام بإلغاء كافة الرسوم التي كانت تفرض على الشعب الإسلامي.

وفاة يوسف بن تاشفين

في أواخر عام 498ه الموافق 1104م مرض يوسف ابن تاشفين بمرض شديد وأصابه الوهن، وأشتد عليه المرض، فظل مريضا لمدة عام وشهرين، ثم توفى في نهار يوم الاثنين 3 محرم 500 هـ الموافق 4 يوليو 1106، بعد أن بلغ من العمر مئة عام، وكان لديه ولدان هما أبو الطاهر تميم بن يوسف، وولي عهده أبو الحسن علي بن يوسف، ودفن بن تاشفين في قصره في مراكش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى