تشكيل وتصويرفن و ثقافة

عوالم صغيرة غنية بالرموز في بحر «تيثيس» الفني

تستضيف صالة عرض «لوري شبيبي» في السركال أفينيو بمنطقة القوز الإبداعية بدبي، معرض «تيثيس» للفنان اللبناني نبيل نحاس، حيث يأخذ المعرض زواره في رحلة عبر عالم لا حدود له من الألوان والخيال، إلى جانب أعمال تتعلق بأشجار الأرز والزيتون والنخيل، بالإضافة إلى العديد من أعمال الفنان ذات الأشكال الفريدة.

إلهام

ويستند الفنان نبيل نحاس في المعرض الذي يستمر حتى 5 يناير المقبل، على إلهامه وطفولته، حيث يعيد الاتصال بأماكن في لبنان ومصر، مع ميله العميق نحو الروح البشرية، ويرتكز الفنان في أعماله على اللون والملمس وعالم الطبيعة الغامض. يأخذ الفنان الإشارات من الظواهر الكونية، ليبتكر لوحات متعددة الطبقات، تستحضر شعوراً بالأشكال الحيوية والعضوية، يتناول عبر 4 من أكبر لوحاته، مشاعر حسية، تشمل الحزن والصدمة والمرونة والأمل، وحتى الغضب المرتبط بحادثة انفجار مرفأ بيروت، وكيف يمكن أن يكون الفن وسيلة شافية وتطهيرية للفنان نفسه.

ويشير المعرض إلى بحر «التيثيس»، هو البحر القديم الذي كان يفصل بين القارات خلال العصور المختلفة من عمر الأرض. لعب هذا البحر القديم دوراً حاسماً في تشكيل التطور الجيولوجي والبيولوجي لكوكبنا.

وأكد الفنان نبيل نحاس، الذي حصل في يوليو 2013، على وسام الأرز، تكريماً لجهوده في خدمة الثقافة اللبنانية، أن تعبيراته الفنية تتجذر في سياق الهندسة التجريدية والاستكشافات ثلاثية الأبعاد، حيث يلعب بالمقياس، ليدعو الزوار إلى استكشاف عوالم صغيرة داخل كل لوحة.

أنماط

وفي ما يتعلق بماهية الخامات والتقنيات المبنية على الرسم التجريدي الغربي التقليدي والأنماط النقطية والانطباعية في تنفيذ مجموعته، يقول نحاس، الذي أصبح مشهوراً في أوساط الفن في نيويورك، بصفته سيداً للألوان والملمس والجو: إن أعمال المعرض عبارة عن سلسلة لوحات عن المناظر الطبيعية، والأشجار تحديداً، مع اللعب على الأحجام المتناظرة، فعلى سبيل المثال، تبرز أشجار الأرز بحجم كبير أمام ناظري المشاهد، وتسيطر أشكالها الشاهقة على المشهد. بالمقابل، عندما يتعلق الأمر بأشجار الزيتون والنخيل، ارتكز في تكوين العمل على الملمس الوعر وغير المنتظم لأشكالها.

رموز

ويوضح نحاس: أشحن طاقتي بعواطف وخيالات متداخلة، من خلال التبديل بين الألوان الزاهية والألوان المكتئبة، في مراحل مختلفة من هذه السلسلة، كما يعتبر الطلاء الذهبي إضافة بارزة، ورمزية لسطوع الذكريات السعيدة. بالمقابل، يتضمن استخدام اللون الأسود سكباً جريئاً، يعبر عن الوزن أو العمق، رمزاً لثقل الذكريات السوداء. والتي تستحضر مشاعري بأحداث انفجار مرفأ بيروت، في 4 أغسطس 2020.

تقنية

وعن إحدى التقنيات التي يستخدمها في لوحاته، يؤكد نحاس أنها تتضمن «تقنية الترسب»، حيث يبني سطحاً ثلاثي الأبعاد، من خلال تكديس الملمس والمواد. يبني طبقات من الطلاء والمواد، ما يتيح لبعضها أن يبرز، بينما يتراجع البعض الآخر. وتابع: يحاكي هذا الأمر التشكيلات الجيولوجية والنمو العضوي في قاع البحر. غالباً ما أستخدم الألوان الزرقاء والخضراء، للإيحاء بألوان المحيط.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى