التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

معاوية بن أبي سفيان سادس خلفاء المسلمين

معاوية بن أبي سفيان، صحابي من كتّاب الوحي، وسادس خلفاء المسلمين، ومؤسس الدولة الأموية، ولد لأسرة ثرية وذات سيادة في قريش، وأسلم قبل فتح مكة ولم يهاجر خوفا من أبيه.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

معاوية بن أبي سفيان هو أبو عبد الرحمن معاوبة بن أبي سفيان الأُموي القرشي، واحد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين طعن الكثيرون في سيرته الشريفة وسمو أخلاقه، وُلد في مكة المكرمة وكان من أوائل من أسلموا واتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد كان له شأن لدى الخُلفاء الراشدين حيث وضعوه في عدد من المناصب في الجيش وفي ولاية بعض الإمارات الإسلامية منذ تولي أبو بكر الصديق رضي الله عنه وحتى خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه. على الرغم من أنه اختلف مع علي بن أبي طالب بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، إلا أن الحسن بن علي بن أبي طالب حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم رأى أن معاوية أولى منه في خلافة المسلمين فتنازل له عنها.

طرف من معاركه

كانت أبرز المواجهات التي خاضها معاوية في ولايته على الشام ما خاضه مع جواره الرومي، فقد جمعت الروم في أواخر عهد عمر وبداية عهد عثمان جيوشا كبيرة لغزو بلاد الإسلام، فأرسل معاوية إلى عمر وكان قد قبض قبل وصول الرسالة، فتلقاها عثمان وأرسل إلى الولاة يحثهم على نجدة جند الشام.

وكان قائد جيوشه آنذلك حبيب بن سلمة الفهري، وهو صاحب نكاية كبيرة في الروم، فظل يجالد الروم حتى انتزعوا منهم الحصون وأصابوا منهم ما أصابوا.

وقد شن معاوية بنفسه عددا من المعارك في بلاد الروم، وأمن الطريق بين أنطاكيا وطرسوس، وانتزع من البيزنطيين الثغور الواقعة على الحدود الشمالية من بلاد الشام، وجعل من مدينة مرعش مركزا للجند لتكون قاعدة انطلاق وتوغل في بلاد الروم، وغزا بنفسه في أرضهم حتى وصل أطراف القسطنطينية.

وكان معاوية قد كتب إلى عمر إبان خلافته بغزو الجزر المحاذية للساحل الشامي، غير أن عمر لم يأذن بركوب البحر لأحد من المسلمين خوفا عليهم، ولما تسلم عثمان الخلافة كرر معاوية الطلب، فأذن له مشترطا أن يخير المسلمين دون أن يجبرهم على غزوات البحر.

وكانت أولى وجهاته البحرية جزيرة قبرص، فجمع جيشا كبيرا كان على رأسه عدد من كبار الصحابة، منهم أبو ذر الغفاري وعبادة بن الصامت وأم حرام بنت ملحان، التي صار قبرها اليوم مزارا يزوره أهل الجزيرة مسلمين وغير مسلمين.

ولما وصلوا إلى الجزيرة تحصن أهلها وأبوا تسليم مدينتهم، لكنهم استسلموا بعد ساعات من حصار الجيش المنتصر الذي فرض شروطه عليهم.

معاوية مؤسس الدولة الأموية

ذُكر في التاريخ الإسلامي بأنّ الخلافة الأمويّة مرّت في مرحلتين: مرحلة قوة وازدهار، امتدت من عام 41 هـ إلى عام 125 هـ وقد ابتدأ بمعاوية بن أبي سفيان ثم تلاه ابنه يزيد، ومرحلة ضعف امتدت من عام 125هـ إلى عام 132 هـ الذي سقطت فيه الدولة الأموية. كانت لمعاوية بن أبي سفيان تجارب طويلة في الحكم والإدارة وقيادة الناس، وقد كان يتحلّى بصفات وأخلاق عالية جعلته مناسباً لهذا المنصب وخلافة المسلمين؛ إذ كان لبيباً وعادلاً وملكاً قوياً وجيد السياسة، وكذلك كان فصيحاً بليغاً كريماً باذلاً للمال.

وفاته

توفي معاوية في رجب سنة 60 هـ وقد ناهز الـ80، وكانت مدة خلافته 19 عاما و3 أشهر، وكان أميرا على الشام 20 عاما قبل ذلك، وصلى عليه الضحاك بن قيس، ودفن في دمشق.

غير أن ثورة العباسيين على الأمويين أزالت أي أثر ثابت لمدافن بني أمية، الذين حكموا العالم الإسلامي قرابة قرن.

ولذا فإن هناك خلافا وترددا في تحديد قبر معاوية، ولا يتعدى الضريح الموجود في مقبرة باب الصغير أن يكون قد بني في عهد المماليك، وجدد بعد ذلك في زمن العثمانيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى