تشكيل وتصويرفن و ثقافة

«من بيروت… هنا القدس» معرض للفن التشكيلي في لبنان

تضامناً مع غزة أقيم في بيروت معرض للفن التشكيلي لفنانين شباب لبنانيين وفلسطينيين من المخيمات تحت عنوان «من بيروت… هنا القدس».

يأتي المعرض في إطار مشروع يهدف إلى استعادة أعمال فنية لفنانين فلسطينيين قدامى، حيث استوحى الفنانون الشباب أفكارهم من هذه اللوحات وقدموها للجمهور لإطلاع الأجيال الجديدة على مدينة القدس عبر الفن التشكيلي.

وقالت منى عبود، منسقة الموارد البشرية في مركز المعلومات العربي للفنون الشعبية إن اختيار الفنانين للوحات مدينة القدس جاء بسبب ما تشكله المدينة من قيمة معنوية في وجدان مختلف الشعوب.

الجسر الذي بنته “جنى” بين الفنانين المحلييّن- لبنانيين وفلسطينيين – وفنانين مقيمين في فلسطين على تماس بالقدس، سهّل إطلاع الأجيال الجديدة على مدينة القدس عبر الفن التشكيلي.

أنجز مركز “جنى”- مركز المعلومات العربي للفنون الشعبية- مشروعاً فنيّاً تشكيليّاً ضخماً، هدفه تعزيز الوعي بمكانة القدس في ظل محاولة طمس تاريخها.

المبادرة التي تكرّست بمعرض فني في “دار النمر” في بيروت، كانت تتويجاً لورشة عمل فنيّة شارك فيها عشرات من الفنانين والفنانات من لبنان وفلسطين، أظهرت أن الوعي بأهمية القدس، والقلق على مصيرها، باتا وراءنا، وفق ما عبّرت عنه أعمال الفنانين، وما عبّروا عنه برؤاهم، وتعليقاتهم، وتشكيليّاتهم الفنية.

عنوان المعرض “من بيروت.. هنا القدس” ترجمة لتعريف المشاركين الشباب على أعمال فنانين وفنانات فلسطينيين تناولوا القدس في رسوماتهم، وتمّ تعريف المشاركين بهم، فكانت إلهاماً لهم، استعادوا من تلك الأعمال ما تقاطع مع رؤاهم للقدس عبر اللوحات، فقدموها للجمهور في إطار فني متجدد.

بعض الفنانين المشاركين أخذ أجزاء من لوحات للفنانين الفلسطينيين، مع إعادة تكوين ومحاكاة لها، أو أخذ أجزاء منها، فطوّرها كلٌّ منهم بعمل خاص، يمكن القول إنه مستوحى من أعمال الفنانين الفلسطينيين، أو مقتبس بروحيته من أعمالهم.

الجسر الذي بناه مركز “جنى” بين الفنانين المحلييّن- لبنانيين وفلسطينيين – وفنانين مقيمين في فلسطين على تماس بالقدس، سهّل إطلاع الأجيال الجديدة على مدينة القدس عبر الفن التشكيلي، وما تشكله المدينة العريقة من عناصر بإمكانها أن ترفد الفن بتعابير معنوية، وماديّة راسخة في وجدان الشعوب كافة.

بعض الفنانين المشاركين عبّروا عمّا اختبروه من تجربتهم بين الورشة والمعرض، فقالت آمنة عبد الله، فلسطينية، من مواليد 2007، إنها بدأت مسيرتها الفنية من عمرٍ صغير “منذ رأيت شقيقتي ترسم، وأعدّ الرسم وسيله لنقل المشاعر، ثم بدأت أفكر بتطوير مهاراتي الفنية بالاطلاع على رسومات و لوحات لفنانين”.

وعن مشاركتها في المعرض، اختارت لوحة فتاة بلا ملامح، وبيدها عين في داخلها القدس، مستوحاة من الفنان سليمان منصور، وهي تظهر أن “القدس داخلنا، وأنّ ملامحنا ذهبت معها”.

أما أمجد يحيى عبد الحفيظ (18 سنة)، فبدأ الرسم منذ نحو 3 سنوات، ويقول إنه “أحبّ الرسم كثيراً وكانت مشاركتي في ورشة من بيروت….هنا القدس فرصة لي لتعلم مجال جديد. أحببت من خلال لوحاتي إبراز جمال فلسطين، وأبنيتها، فأُعجبت بأسلوب الفنانة جمانة الحسيني، وحاولت الرسم بأسلوبها”.

من جهتها، تقول سارة المرعبي، فنانة تشكيلية لبنانية من مواليد عام 1995، تقول إنها اختارت نمط اللوحة من الفنانة المقدسيّة إيمان خشّان التي تناولت فلسطين بأعمالها، والوفاء للرمزيّة الفلسطينية، إذ لفتها أسلوبها التجريدي، والخطوط المنحنية والدائرية. وعلقت على عملها في المعرض بقولها: “المرأة الفلسطينية، رمز الشجاعة والصمود، فهي التي تُعَلِّم، وتنصر، وتربي، وتزرع”.

أما اللبنانية عائشة خليل الصيّاح (مواليد 1995)، فاستلهمت من الفنان نبيل عناني أسلوبه في تأليف لوحاته وألوانه، وقالت: “أنتجت عملاً يضم مشاعري، وشخصيّتي مع انتمائي الروحيّ للأرض، والقضية الفلسطينية، فكانت أكثر جملة تدور في رأسي في أثناء الرسم “عيني لا ترى إلّا قدسنا”.

هديل بلال حمّاد (22 عاماً)، فلسطينية خرّيجة كلية الفنون في الجامعة لبنانية، تقول: “استلهمت لوحتي من أسلوب إيمان الخشّان، واستخدامها للّونين الأبيض والأسود، والتناقض اللوني، والخطوط العريضة، ودمجت هذه الألوان، والخطوط بأسلوبي الخاص، ورسمت انتمائي الذي طالما كنت أبحث عنه”.

من ناحيتها، تقول الفلسطينية ورود خالد جمعة (21 عاماً) إنها تعلّمت الرسم في ال 15 من عمرها، وكان عندها حبّ وشغف لهذه الهواية، وأردفت “رسوماتي كلّها عبارة عن الأكريلك، والرصاص، ومع الوقت، صار عندي شغف أن أوصل انتمائي، وحبّي لبلدي فلسطين من خلال موهبتي، ولوحتي في المعرض اقتبستها من الفنان المقدسيّ نبيل عناني، واخترته لأن عمله يعبّر عمّا بداخلي”، قبل أن تختم: “يا صبّارة ما بتموت ولسّا بتكبر”.

أما الفلسطينية دعاء الحسن (مواليد 1999)، فتقول إنها “تأثرت بالفنان عبد المعطي أبو زيد بسبب استخدامه لألوان كثيرة، وأعجبت بكيفية دمجها، كما اتّبع رسم الزخارف الأمر الذي دفعني إلى خوض هذه التجربة، وكانت أكثر من رائعة”.

مرام شعبي (15 عاماً)، وهي فنانة فلسطينية أيضاً، وصفت مشاركتها في ورشة “من بيروت هنا القدس” بــ “التجربة الناجحة، أثبتُّ فيها نفسي، وموهبتي، وحبي للرسم، ولفت نظري رسم الفنان عبد المعطي أبو زيد، وأعجبت بأسلوبه”.

أما أنوار عطور، فلسطينية من فرادة قضاء صفد، مواليد 2002، بدأت الرسم منذ سن 16، فذكرت أنها اختارت من أعمال شهاب القواسمي، “لكن أحببت أن أغيّر بعض تفاصيلها، وأرسمها بطريقة مختلفة”، وقالت: “لِتكنْ الريشة التي أرسم بها مفتاح منزلي في فلسطين”.

من جهتها، نور الهدى علي الحاج، فلسطينية، مواليد 2002، قالت: “أحبّ الرسم لأعبّر عن ذاتي ومشاعري. اطّلعت على عمل الفنان عبد المعطي أبو زيد، وكانت تجربة جميلة”، مضيفة “فلسطين ستتحرّر، وسنعود إليها تماماً كطيور السلام، ولنا في الأقصى صلاة”.

أما الفلسطينية أفنان عبد الله، مواليد 2003، فأفادت بأنْ “اخترتُ من الفنانة جمانة الحسيني لأنها تظهر كم أن الأحياء الشعبية في القدس جميلة”.

وكذلك مصطفى الأيوبي، الذي شارك في ورشة “من بيروت.. هنا القدس” قال إن مشاركته جاءت تعبيراً عن “تضامني مع قضيّتنا الأولى ليس فقط قضية فلسطين، بل هي قضية العرب أجمع”.

وعن عمله في المعرض، قال: “استوحيت من الفنان الفلسطيني نبيل عناني، وهو فنّان تشكيليّ، و نحّات، وفي لوحاته دائماً الإنسان الفلسطيني، ويختار أن يرسم عناصر الطبيعة الفلسطينية من أزهار، وأشجار، وجبال، وكل ما يعكس ارتباطه ببيئته، وطبيعته”.

وذكر أنه دمج للفنان التشكيلي لوحتين، فــــ “أخذت من اللوحة الأولى المناظر الطبيعية، وجلالي الزيتون، وبيوت القدس القديمة، والمرأة الفلسطينية جالسة تتأمل هذا المنظر، ومن اللوحة الثانية الزخارف، وغيّرت فكرة اللوحات إلى مشهد تحرير فلسطين من الاحتلال الغاصب”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى