تشكيل وتصويرفن و ثقافة

الفنون في دبي.. إبداعات تحلّق بجناحي الجمال والاستدامة

تبدع دبي في تقديم كل ما من شأنه خدمة البيئة والمحافظة عليها، وتحقيق الاستدامة والحياد المناخي، بموازاة تكريس قيم الجمال والخير والمحبة والتسامح، وذلك في مختلف البرامج والفعاليات والمبادرات التي تطلقها وتحتضنها وتدعمها، وعلى رأسها برامج وسباقات الفنون المتنوعة، مقوية ومعززة بهذا قيمة ودور الفن في أداء رسالة أقوى وأكثر تأثيراً وعمقاً، وإثراء الوعي المجتمعي المحلي والعربي والعالمي، بشأن قيم الاستدامة والمحبة والحوار ولقاء الحضارات، وهو ما تجسده اللوحات أو الأعمال المختلفة التي تحتضنها المدينة في أحيائها ووجهاتها وصالاتها ومرافقها ومهرجاناتها المتنوعة.

بداية، أوضح صالح العقربي الرئيس التنفيذي للعقارات في مركز دبي المالي العالمي، أن المركز يواصل تحفيز ألوان الإبداع الفني والفنانين، لترسيخ قيم الجمال والوئام والاستدامة. ولفت إلى أنه استضاف مؤخراً النسخة السادسة عشرة من معرض «ليالي الفن»، بحضور أكثر من 50 فناناً من الإمارات، ومختلف أنحاء العالم، مبيناً أن المعرض في هذا العام، كان موضوعه «الاستدامة»، سواء في اللوحات أو المنحوتات، أو غيرها من أنواع الفن.

وقال: «اكتشفنا أنه بكل تأكيد، يمكن للفن أن يوصل رسائل مباشرة وقوية عن الاهتمام بالبيئة واستدامتها، وكيفية الحفاظ عليها من السلوك التي يمكن أن تؤثر سلباً فيها، وأكبر دليل أن العارضين ركزوا بأعمالهم على توعية الأشخاص الذين لا يهتمون بالحياة الطبيعية، لكي يصونوا مقدرات البيئة، ويحافظوا على عناصرها. وكانت هناك لوحات عديدة، عبّرت عن ذلك بشكل واضح في المعرض، فالفن يوصل رسالة أكثر تأثيراً، وتلامس قلوب الناس أعمق مما تفعل الأخبار أو التقارير الإخبارية».

توجه

الفنانة الإماراتية مريم الهاشمي ترسم بالأكريليك والألوان الزيتية، وتستخدم مواد مستدامة، فهي تستخدم «ستاند» أو حامل اللوحة معاد تدويره، وتفكر في أن تصنعهم في ما بعد من خشب معاد تدويره، أو أي بديل آخر للخشب، يؤدي نفس الغرض، ولكنه لا يضر بالبيئة. وهي تؤكد أن ما تراه العين من رسائل يحملها الفن، يؤثر بشكل أسرع وأكثر قوة مما يمكن قراءته في صحيفة أو نشرة أخبار، على سبيل المثال، وتوضح أن دبي ودولة الإمارات، وعت ذلك بعمق، فوظفت الفن لخدمة المجتمع والإنسانية.

بدورها، الفنانة فيكتوريا كاسيدياس، من إسبانيا، شددت على أهمية الفن في مواجهة السلوكيات الخاطئة بحق البيئة، مشيرة إلى أن الإبداع الفني يمكنه أن يتصدى لممارسات تخريب البيئة، والارتقاء بثقافة ووعي الناس، وإيصال رسالة واضحة عن ضرورة عدم إهمال البشر للطبيعة، بل وقدرتهم على محاربة أي ارتكابات تؤدي إلى تخريبها دون أدنى شعور بالمسؤولية.

15

وتقول الفنانة ماري أوزات، وهي إسبانية فرنسية، تعيش في دبي منذ ما يقارب 15 عاماً: «عشت طفولتي وتربيت في أفريقيا، وهناك النساء يلبسن ملابس بسيطة، ومستوحاة من الطبيعة، سواء موادها أو حتى طريقة تلوينها. كلها طبيعية، ومن النباتات المحيطة، وهناك في العادة لا يستخدمون العديد من الملابس، بل يكتفون باحتياجاتهم منها، وأيضاً يتبادلونها في ما بين الأجيال، إذا ما بقيت صالحة للاستخدام، وبالتالي، لا تتبقى مخلفات كثيرة للملابس، ومن هنا بدأت فكرتي للقيام بعمل خاص بي، يركز على توظيف الفنون والإبداعات الفنية في تكريس قيم الاستدامة في الأزياء وصون الطبيعة.

وأضافت: «لذا، فكرت في أن أحيك الملابس للسيدات كما في الماضي، وأضفت عليها لمستي الخاصة، بحيث تكون الأقمشة مصنوعة من مواد طبيعية…».

وتعمل ماري على تلقي طلبات التصميم بحسب ذوق وتصميم السيدات اللاتي يرغبن في أن تحيك لهن الملابس، شريطة أن تكون القطع المستخدمة مما لديها من أقمشة صديقة للبيئة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى