التاريخ يتحدثتاريخ ومعــالم

سيف الدولة الحمداني رفع راية الجهاد ضد البيزنطيين

علي بن أبو الهيجا عبد الله بن حمدان بن الحارث سيف الدولة ، والذي يشتهر بإسم ” سيف الدولة الحمداني ” ، والذي كان مؤسس لإمارة حلب ، وتشمل معظم شمال سوريا وأجزاء من غرب الجزيرة ، وشقيقه الحسن بن عبد الله بن حمدان (المعروف باسم ناصر الدولة الحمداني)
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

سيف الدولة الحمداني هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان التغلبي، وُلد في عام 302هـ – 914م، في مدينة ميافارقين، وفي العام نفسه تنصب والده أبي الهيجاء عبدالله بن حمدان والياً على الموصل، وذلك في خلافة المُقتدر العباسي، ونشأ سيف الدولة الحمداني في بيئة عسكرية، فقد شارك مُنذ صغره في الحروب التي قادوها والده وأخاه، فقد استعان الخليفة العباسي المُتقي لله بالأميرين سيف الدولة وناصر الدولة الحمدانيين في الحد من الثورات في عهده، حيث تغلّب ناصر الدولة الحمداني على أحمد ابن رائق أمير الأمراء، فقام الخليفة بتنصيب ناصر الدولة الحمداني أميراً للأمراء، كما منح علي بن عبدالله الحمداني لقب سيف الدولة.

كان من أكثر الأعضاء بروزا في الدولة الحمدانية، حيث خدم تحت ولاية أخيه الأكبر وساعده في السيطرة على الدولة العباسية الضعيفة في بغداد أوائل 940 م، وبعد إخفاق هذه المحاولات تحول طموح سيف الدولة تجاه سوريا حيث واجه طمع الأخشيد للسيطرة على المحافظة.

سيف الدولة في مواجهة البيزنطيين

رغم معارك الكر والفر بين سيف الدولة والإخشيديين، فإن البيزنطيين كانوا العدو الأبرز للدولة الحمدانية.

فمع سيطرة الحمداني على حدود الجزيرة والشام، برز اسمه في المنطقة على أنه الأمير العربي الذي لا يوفر جهدا في مواجهة الإمبراطورية البيزنطية، فقد دعا القبائل من حوله إلى الجهاد وفتح مع البيزنطيين حروبا لا تهدأ، وبات العدو الأبرز لهم في الشرق.

وفي ذلك الوقت كثرت تعديات البيزنطيين على جيرانهم المسلمين، ومع انهيار الدولة العباسية تعاظمت سلطة البيزنطيين الذين لم يجدوا من يردعهم في ظل انقسام العرب وانشغالهم بحروبهم الداخلية.

لذلك تلقى الحمدانيون باعتبارهم القوة التي تواجه البيزنطيين الدعم من بعض القبائل، وحظي سيف الدولة بشعبية واسعة لاعتباره البطل الذي يدافع عن العقيدة والدّين، وحتى الإخشيديون أعداء سيف الدولة أدركوا دور الدولة الحمدانية في الجهاد ضد البيزنطيين لذلك اعترفوا بسلطته في الشمال السوري.

وبدأت معارك سيف الدولة مع البيزنطيين عام 936 م، وتوالت بعدها الحملات العسكرية التي شنها ضد البيزنطيين، ومن أبرزها الحملات التي وقعت بين عامي 939 م و940 م عندما غزا الحمداني الجزء الجنوبي الغربي من أرمينيا وانتزع عهدا بالولاء والطاعة من قائدها، كما استطاع إجبار البيزنطيين على التنازل عن عدد من الحصون، لكن انشغاله في حروب جانبية أخرى منعته من الحفاظ على مكاسبه.

عدا عن ذلك، ورغم من الانتصارات التي حققها الحمداني في ساحات المعارك، فإن معاركه كانت ذات طبيعة دفاعية، فلم يحاول شن هجوم على الأراضي البيزنطية للسيطرة على الممرات الجبلية الإستراتيجية، ولم يعقد أي تحالفات مع حكام مسلمين آخرين للإغارة على البيزنطيين، كما أنه لم يهتم ببناء أسطول بحري ولم يعط اهتماما لمنطقة البحر المتوسط.

ومع صعود الإمبراطور البيزنطي نقفور الثاني إلى السلطة واستلامه قيادة الجيش البيزنطي، تغيرت حظوظ الحمداني في المعارك، فقد عمل نقفور على تقوية جيشه واتباع إستراتيجيات جديدة لمواجهة الدولة الحمدانية.

ومع حلول عام 961 م ازدادت غزارة الحملات البيزنطية في الشرق واستطاع الجيش البيزنطي الاستيلاء على عدد من المدن مثل عين زربة في قيليقيا ومرعش ومنبج وعنتاب (تقع الآن في جنوب تركيا)، قبل أن يصل إلى حلب عام 962 م وينهبها ويدمر جزءا كبيرا منها، عدا القلعة التي بقيت صامدة أمام البيزنطيين.

وبعد عمليات النهب غادر البيزنطيون مع قرابة 10 آلاف من الأسرى المسلمين، وكانت تلك أكبر هزائم سيف الدولة الحمداني.

وفاة سيف الدولة الحمداني

توفي سيف الدولة الحمداني في يوم الجمعة في الخامس من صُفر لعام 356 هـ، ودُفن في ميافارقين، وكان قد جمع من الغبار الذي يجمع عليه في غزواته، وصنع منه لبنةً أوصى أن توضع تحت خده في مماته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى