11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

“دقة” التونسية.. مدينة أثرية شاهدة على حضارات متعاقبة

دقة، مدينة أثرية في الشمال الغربي للجمهورية التونسية، تقع في معتمدية تبرسق من ولاية باجة في منطقة جبلية، تستمد مدينة دقة اسمها الحالي من اسمها الأمازيغي القديم وهو توغا Thugga. سجلت دقة في قائمة التراث العالمي منذ عام 1997. ويمتد تاريخ دقة إلى أكثر من 25 قرنا، وتعتبر آثارها من بين أكثر المواقع التي تستحق المشاهدة في تونس والمغرب العربي.

تعانق مدينة دقة الأثرية في شمال غربي تونس ربوة عالية بشموخ. هي لؤلؤة أثرية قل نظيرها، ظلت شاهدة بآثارها ومعالمها على جزء من تاريخ ما قبل الميلاد.
"دقة" التونسية.. مدينة أثرية شاهدة على حضارات متعاقبة -صحيفة هتون الدولية-

يتلألأ الموقع في الأفق فيعود بزائريه إلى ماض تعاقبت فيه على المكان مختلف الحضارات والشعوب؛ من البربر والقرطاجيين والرومان والوندال والبيزنطيين.

المدينة الواقعة في محافظة باجة التي كانت تسمى بمطمورة روما، لما تحمله أرضها الخصبة من خيرات، ما زالت تحافظ على شكلها رغم مرور 2500 سنة على إنشائها.

“دقة”، هي مدينة تروي إنجازات السلف وتاريخ بلد عمره 3 آلاف سنة من الحضارة، وتعد أكثر المناطق احتفاظاً بمعالمها الأثرية في شمال أفريقيا.

مرت على هذه المدينة حضارات متعددة، في كل زاوية منها توجد آثار من حضارات عدة من البربرية والنوميدية والبونية والرومانية والبيزنطية.
"دقة" التونسية.. مدينة أثرية شاهدة على حضارات متعاقبة -صحيفة هتون الدولية-

أُدْرِجت هذه المدينة الأثرية ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة (يونسكو) سنة 1997، باعتبارها أفضل مدينة رومانية محفوظة في شمال أفريقيا.

تتميّز المدينة بامتدادها على مسافة 70 هكتارا، وتستمد مدينة دقة اسمها الحالي من اسمها الأمازيغي القديم وهو تُوغًّا ويعني اسمها الجّبل الصّخري.

لقد توافرت لدقة كل المستلزمات الضروريّة لنشأة تجمع سكني قديم من موقع محصّن ذو وضعيّة دفاعيّة جيّدة، ومواد بناء متوتفّرة وقريبة وعيون جارية وأرضا خصبة للزراعة.

“دقة” مدينة متكاملة لا ينقص معالمها سوى السقف فقط، فأي زائر يدخل إليها يرى جميع مكوناتها.
"دقة" التونسية.. مدينة أثرية شاهدة على حضارات متعاقبة -صحيفة هتون الدولية-

في مدخلها تجد بوابة كبيرة ثم يعترضك ساحة كبيرة وممرّات تؤدي إلى قوس النصر والحمامات العمومية (مخصصة للاستحمام)، وحمّامات ساخنة على طابقين ومكتبة، ثم يوجد ممر يؤدي إلى الحي السكني، حيث ما زال يحافظ على شكل المنازل الفخمة التي كانت مسكنا للأثرياء والحكام وأرضيتها مفروشة بالفسيفساء.

كما تضم هذه المدينة، معبد الكابيتول الذي كان يسكنه القيصر أو الحاكم ومعبد ماركير الذي شُيّد في نهاية القرن الثاني إضافة للمسرح الرّوماني وبعض المقابر الرومانية، كما تكتسب دقة 2000 نقيشة لوبيّة، بونيّة محدثة، إغريقيّة ولاتينيّة.
"دقة" التونسية.. مدينة أثرية شاهدة على حضارات متعاقبة -صحيفة هتون الدولية-

وفي كل زاوية من هذه المدينة الأثرية، توجد تماثيل مقطوعة الرأس. وتمثّل هذه التماثيل الأشخاص الذين عاشوا في تلك المدينة، وتتميز بكبر حجمها وبالرداء الأبيض الذي كان يرتديه الملوك ورجال المدينة.

ولعل ما يميز هذه المدينة لوحات الفسيفساء البديعة التي توجد في كل منزل أو معبد أو حمام، وتجسد هذه اللوحات ملامح الحياة اليومية من عبادة للآلهة واجتماعات الحكام، إضافة للعروض المسرحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى