11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

قرية ذي عين الأثرية.. تاريخ وجمال وتراث عميق

على أحد مرتفعات القطاع التهامي بمحافظة المخواة في منطقة الباحة، تتربع قرية ذي عين التراثية، وتحيط بها الجبال من كل جانب؛ لتحفظ لها مكانتها التاريخية وتراثها العريق، وتصبح إحدى أهم القرى السياحية والأثرية في المملكة.
قرية ذي عين الأثرية.. تاريخ وجمال وتراث عميق -صحيفة هتون الدولية-

تقع قرية ذي عين في محافظة قلوة بالباحة، وهي على قمة جبل صخري أبيض ذي تضاريس وعرة، كما أنها تطل على وادي راش من جهة الغرب، في حين أنها محاطة بالمرتفعات الجبلية من جميع الجهات. تبعد القرية قرابة 25 كم عن مركز مدينة الباحة، وتعتبر من أهم القرى التراثية في شبه الجزيرة العربية، ويعود تاريخ بناؤها إلى القرن العاشر الهجري، واكتسبت القريةُ اسمَها من عينٍ تمر عبرها وتصب من الجبال حولها، وتضم القرية أكثر من 30 منزلاً وجميعها مصممة لتكون متلاصقة ومتراكبة فوق بعضها البعض وذلك بحكم طبيعة القرية الجبلية، بالإضافة إلى أنها تحتوي على مسجد صغير، وقد تبدو القرية لمن يراها من الخارج كقلعة واحدة، وقد تم بناء القرية باستخدام نوع متجانس من الحجارة البركانية، في حين أن دواخل المباني استخدم فيها الطين واللبن، واشتهرت القرية بزرعة أنواع من الفواكه والريحان إضافة إلى جودة صناعاتها اليدوية.
قرية ذي عين الأثرية.. تاريخ وجمال وتراث عميق -صحيفة هتون الدولية-

اتخذت القرية هذا الاسم لوجود عـين تمر عبرها تُصب من الجبال المحيطة، وتتميز بوفرة وعدم انقطاع مياهها.

وتتميز قرية ذي عين بطرازها المعماري الفريد وجمالها العمراني المدهش، حيث يبلغ عدد مباني القرية المبنية من أحجار الجرانيت الصلبة والمقطعة من الجبال المحيطة 85 منزلاً يرتفع بعضها إلى خمسة أدوار، وقد زينت بأحجار المرو الأبيض، كما يوجد بها حصنان تاريخيان مرتفعان عن المباني؛ بهدف كشف كامل المنطقة المحيطة بالقرية من جميع الجهات.

وبالتجول في القرية عبر ممراتها العديدة التي تم اختيارها بعناية لتسهيل حركة المارة، تجذب الزائر تلك الروائح الذكية التي تفوح من مزارع القرية، والتي تعد أهم محاصيلها الموز والليمون والنباتات العطرية مثل الكادي والريحان والشيح والبعيثران والبرك وغيرها، إلى جانب الحبوب كالذرة والدخن.
قرية ذي عين الأثرية.. تاريخ وجمال وتراث عميق -صحيفة هتون الدولية-

وخلال فصل الشتاء تتميز بأجوائها المعتدلة، وتُقام بها العديد من الفعاليات والبرامج، من أهمها مهرجان الموز والكادي والمنتوجات الزراعية الأخرى الهادفة إلى الترويج والتطوير السياحي في المنطقة بصفتها وجهة سياحية.

رغم أن القرية قد عانت في تاريخها القديم من الغزوات القبلية، قبل عهد الملك عبد العزيز آل سعود موحد المملكة، ومؤسس دولتها المعاصرة، إذ يذكر أن غزوة وقعت في القرية بين قبيلتي غامد وزهران، وهما من السكان الأصليين لمنطقة الباحة من جهة.
قرية ذي عين الأثرية.. تاريخ وجمال وتراث عميق -صحيفة هتون الدولية-

وجيش محمد علي باشا من جهة أخرى، فإن القرية غدت الآن مزاراً سياحياً وتراثياً لكثير من العائلات السعودية والخليجية لمشاهدة العمران التقليدي فيها، والتلذذ بطعم الموز الذي تنتجه مزارعها، ورائحة مضمومات الكادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى