11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

مسجد الخميس التاريخي في البحرين .. صامد لأكثر من ألف عام

تشتهر البحرين بتراث اللؤلؤ، ولكنها تتميز أيضاً باحتضانها أحد المعالم المهمة في التراث الإسلامي، وهو مسجد الخميس الذي يتميز بكونه أقدم مسجد شُيّد في البحرين، وأحد أقدم المساجد في العالم العربي.
مسجد الخميس التاريخي في البحرين .. صامد لأكثر من ألف عام -صحيفة هتون الدولية-

يعتبر مسجد الخميس الذي يقع في منطقة الخميس بمملكة البحرين أول مسجد يبنى خارج حدود الجزيرة العربية، حيث تم تشييده في عام 692م في العهد الأموي إبان تولي الخليفة عمر بن عبدالعزيز الخلافة. ومعروف أن البحرين كانت من ضمن الدول التي أرسل إليها الرسول صلى الله وفداً لدعوتها لدخول الإسلام في السنة الثامنة للهجرة بقيادة الصحابي الجليل العلاء بن عبدالله الحضرمي لدعوة ملكها المنذر بن ساوي التميمي للإسلام فأسلم وأسلم معه أهل البحرين.
مسجد الخميس التاريخي في البحرين .. صامد لأكثر من ألف عام -صحيفة هتون الدولية-

يمثل المسجد الذي مازال موجودا ببنائه القديم أحد أبرز المعالم الإسلامية في البحرين، ويتضمن المسجد منارة غربية بنيت في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الميلادي، يبرز عليها نقش حجري بالخط الكوفي، أما المنارة الثانية فبنيت في القرن السادس عشر الميلادي. وقد استخدمت في بناء المسجد جذوع النخيل والجص والحصى.

يلتحق بالمسجد مدرسة كانت تستغل لنشر تعاليم الإسلام وتعليم الدعاة والأئمة وتخرج منها كبار علماء البحرين القدامى وملحق بها سكن للطلاب القادمين من المناطق المجاورة.
مسجد الخميس التاريخي في البحرين .. صامد لأكثر من ألف عام -صحيفة هتون الدولية-

في القرن الرابع عشر الميلادي بنيت مقابر لبعض علماء الدين في الجانب الشرقي من المسجد، تم تمييزها بشواهد حجرية كتبت عليها بعض الآيات القرآنية ومعلومات عن العلماء الذين تم دفنهم فيها.

وتوجد في المسجد بئر ماء لاستخدام المصلين، وقد اشتهرت المنطقة القريبة من المسجد الأثري بإقامة سوق شعبي كل يوم خميس تباع فيه المنتجات المحلية للأهالي.
مسجد الخميس التاريخي في البحرين .. صامد لأكثر من ألف عام -صحيفة هتون الدولية-

لسنوات كثيرة ظل المسجد يتهاوى ببطء حتى عام 1950، إذ قامت حكومة البحرين ببعض الترميمات. والكتل الحجرية والأعمدة التي كانت ملقاة على الرمل أعيدت إلى وضعها الأصلي، وجرى تنظيف الأرض من الشجيرات والأعشاب التي تنمو هناك. وأصبح ممكناً الآن الحصول على فكرة أفضل عن الشكل والمظهر الأصليين للمسجد. وتبدو أهميته السابقة من دقة بنائه من الأعمدة الثقيلة والحجارة الكبيرة المنحوتة من محاجر البحرين. ويوجد عدد قليل من المساجد القديمة الأخرى في البحرين التي بنيت بالدقة نفسها، أغلبها منشآت بسيطة من الخشب والطين شديدة الشبه بالمساجد التقليدية المفتوحة. يشار الى أنه مؤخراً رُمّم المسجد بمنارتيه والعناصر الأثرية المكتشفة حوله، والارتقاء بمحيطه العمراني وإنشاء مركز للمعلومات يحتوي على جميع المعلومات التاريخية المتعلقة بالمسجد والمنطقة وإضافة عناصر تجميلية ليصبح أحد أهم معالم التراث البحريني الإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى