قصر حاتم الطائي بحائل الذي ذاع صيته قبل الهجرة

تعرف حائل بشواهدها والقصص والروايات، وهي غنيّة أيضاً بمواقعها الأثرية المنتشرة التي تحاكي حضارات التاريخ التي كتب عنها المؤرخون والأدباء وأبرزوا مكانتها التي تعبّر عن تاريخ الأمم وحضاراتها منذ القدم. فقد كانت ممراً لقوافل التّجار في عصور مختلفة خصوصاً في أيام مملكة معين ومملكة الأنباط.

تبرز في الجزء الشمالي الغربي من منطقة حائل وعلى مسافة غير بعيدة هواية التنزّه والاطلاع على معالم التاريخ الجميل، خصوصاً قمة جبل أجا، حيث مازالت البقايا المحمية لأطلال قصر حاتم الطائي، الشاعر العربي الذي عاش في القرن السادس واشتهر بالجود والكرم، ما أكسبه دورًا في السلسلة القصصية الشهيرة «ألف ليلة وليلة»، وتمتاز منطقة حائل بعمق تاريخي وتراثي كبير، وتحتضن مواقع شهيرة ارتبطت بأعلام في التاريخ العربي كحاتم الطائي، وتحتضن بلدة توارن 30 كلم شمالاً قصر حاتم الطائي أسطورة الكرم والعطاء والبذل التي يفاخر بها العرب عبر تاريخهم الطويل، مستندين إلى قصص ونوادر وروايات وأشعار، ويشتهر اليوم بأنه بين البساتين والمياه والآثار، وتنتظر خدمات ومقومات مؤثرة تجعله وجهة سياحية أثرية ذات عمق تاريخي وثقافي بعيد المدى.

تتوسط قلعة حاتم الطائي جبال أجا بالقرب من قرية توارن غرب مدينة حائل، بنيت هذه القلعة من صخور جبلية، ومواد طينية تقليدية، ومظلات عالية، وحصون مراقبة، بُنيت حسب التصميم المعماري لذلك العهد، تبعد عن القصر بئر تسمى “بئر الشيخ” وهي تابعة للقصر، وتقع بالقرب من القصر مقبرة قديمة دُفن فيها حاتم الطائي وأمه، ويصل طول القبر الواحد ما يقارب 6 أمتار.

قبر حاتم الطائي

ويعد قصر حاتم الطائي، من أهم المواقع الثقافية، إذ يمكن للزائر مشاهدة قبر حاتم الطائي وقبر والدته بجانب القصر، وبئرًا تحمل اسم “بئر الشيخ”، إضافة إلى مكان موقد النار الذي كان يضيئه ليلًا لإرشاد الضيوف إلى بيته لاستضافتهم وإكرامهم.

الموقد

ويوجد موقد حاتم الطائي في جبل السمراء، وهو جبل بركاني خامد منذ ملايين السنين، بلونه الأسود لكثرة الرماد به، وهو ما جعله مختلفًا عن بقية الجبال بالمنطقة، فيما يتجاوز عمر الموقد 1100 عام، عرف من مادة البناء والصخور المصفوفة والجص، وبعد فترة من وفاة حاتم الطائي استخدم الموقد لإشعال النار في نداء المقاتلين والمتطوعين.

نقوش أثرية

الجدير بالذكر، أنه عُثِر على صخرة في إحدى زوايا القصر نُحت عليها ما يثبت أن القصر كان يسكنه حاتم الطائي، وكأن النحت وصية حاتم الطائي لابنه عدي، إلى جانب نقوش تؤكد أن حاتم الطائي قد عاش وتوفي بهذا القصر.