11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

“بابل” مدينة الأساطير والحكايات المذهلة

مدينة تاريخيّة عريقة تعود إلى حضارة ما بين النهرين، وهي عاصمة الإمبراطورية البابلية، حيث توجد آثارها في دولة العراق الحديثة بين نهرَي دجلة والفرات، وتقع بابل على بُعد 94 كم إلى الجنوب الغربيّ من مدينة بغداد، وتُعدّ من أكثر مُدن التاريخ تأثيراً وشُهرة، وعُرِفَت بكونها مدينة رائدة؛ وقد ذُكرت في العديد من المواضِع في الإنجيل، واكتسبت شُهرتها الواسعة من جدرانها ومبانيها الرائعة المُزخرَفة، ومَكانتها كقاعدة للتعلُّم والثقافة، كما عُرِفَت المدينة بتشكيل قواعد القانون التي سَبَقت شريعة موسى، ولعلّ أبرز ما اشتُهرت به بابل حدائقها المُعلّقة حيث كانت قديماً إحدى عجائب الدنيا السبع.
"بابل" مدينة الأساطير والحكايات المذهلة -صحيفة هتون الدولية-

تاريخ بابل

بناء المدينة يعود تاريخ بناء مدينة بابل إلى ما قبل حُكم الملك سرجون الأكدي، والذي حكم بين عامَي (2334-2279) قبل الميلاد ، وادّعى بأنّه بنى معابد في المدينة، وكانت بابل في ذلك الوقت مُجرّد مدينة صغيرة، لا تتعدى كونها ميناء على نهر الفرات، ونتيجة لارتفاع منسوب مياه النهر غمرت المياه جميع الآثار القديمة للمدينة، وما يظهر اليوم من آثار في مدينة بابل تعود إلى ألف سنة بعد بناء المدينة، وبذلك فإن التاريخ المعروف للمدينة يعود إلى الملك حمورابي الذي حكم بابل بين عامَي (1792-1750) قبل الميلاد بعد وراثته للعرش عن أبيه الملك سين موباليت.
"بابل" مدينة الأساطير والحكايات المذهلة -صحيفة هتون الدولية-

آثار بابل

يحتوي الموقع الحالي لمدينة بابل على عدد من الآثار البارزة، حيث اكتشفتها حملات التنقيب التي بدأت مع الباحث البريطانيّ كلوديوس جيمس ريتش بين عامَي (1811م-1817م)، وعالم الآثار البريطانيّ أوستن هنري لايارد (1850م)، والمستشرق الفرنسيّ فولجانس فريسنيل، والأخصائي الآشوري الألمانيّ جول أوبرت بين عامَي (1852م-1854م) وغيرهم، وقد بدأت عمليات التنقيب تحت إشراف العالم الألمانيّ روبرت كولدواي للجمعية الشرقية الألمانية في عام 1899م، واستمرّت هذه الحملات دون انقطاع حتى عام 1917م. ونتيجة هذه الحملات عُثِرَ على العديد من الآثار القديمة، منها بقايا قصر الملك نبوخذصر في الزاوية الشمالية لمدينة بابل، وقصر، وبوابة عشتار، ومعبد إماخ، ومعبد إيزاجيلا، ومنطقة سكنية شرق معبد إيساكيلا، إلى جانب النقوش المسمارية، والتماثيل، والسطوح، والفخار، والمجوهرات، وغيرها من الآثار.
"بابل" مدينة الأساطير والحكايات المذهلة -صحيفة هتون الدولية- برج بابل

من أكثر القصص التاريخية والدينية التي تشتهر بها مدينة بابل برج بابل وهي قصة ذُكِرَت في سِفر التكوين؛ فتروي القصة أن بعد نجاة النبي نوح ومن معه من الفيضان نزلوا في مدينة بابل، وقادهم شخص جبّار يُدعى النمرود، ودعاهم لبناء بُرج خشية تفرُّقهم في الأرض، وأرادوا أن يكون هذا البرج عالياً جداً حتى يصل السماء، واتخذوا من هذا البرج مكاناً لتمجيد الخليقة بدلاً من الخالِق، ونتيجة لأفعالهم عاقبهم الله بأن شتتهم في الأرض وفرّق لُغاتهم، ومن هُنا يعود أصل كلمة بابل في اللغة العبريّة إلى الارتباك. يعتقد علماء الآثار حديثاً أنّ البُرج المُشار إليه هو الإيتيمينانكي، وهو الزقورة التي كانت مقراً للنمرود في مدينة بابل، ويعني اسم إيتيمينانكي “معبد الأساس من السماء والأرض” وتتطابق الأسماء المذكورة فيه مع الأسماء المذكورة في القصة، وهو في الحقيقة لا يتجاوز طوله 200 قدم (60.96 متراً).
"بابل" مدينة الأساطير والحكايات المذهلة -صحيفة هتون الدولية-

حدائق بابل المعلّقة

تشتهر مدينة بابل بشكل كبير بحدائقها المُعلّقة ، حيث كانت قديماً إحدى عجائب الدُنيا السبع، ووفقاً لروايات الشعراء اليونانيين فإن الحديقة بُنِيَت في عهد الملك نبوخذ نصّر حوالي عام 600 قبل الميلاد قُربَ نهر الفُرات في العراق، ويُذكَر أن الحدائق بُنِيَت على ارتفاع 75 قدماً (22.86 متراً) على شرفة ضخمة من الطوب التي صُمِمَت على شكل مدرجات، ويعود السبب في بناء الملك نبوخذنصر للحدائق؛ لإرضاء زوجته المكلة أميتيس التي شعرت بالحنين لموطنها في إيران، وكانت هذه الحدائق تضُم نظام ريّ يعتمد على جرّ المياة بواسطة المضخّات من نهر الفرات، وبالرغم من ذِكر الحدائق في العديد من الكتابات والروايات اليونانيّة والرومانيّة القديمة، إلا أنها حقيقة لم تُذكَر في النقوش البابليّة، وذلك ما دَعى العديد من العُلماء للاعتقاد بأنّ حدائق بابل المُعلّقة ما هي إلا خُرافات وأساطير.
"بابل" مدينة الأساطير والحكايات المذهلة -صحيفة هتون الدولية-

أسد بابل

يُعدّ أسد بابل  من أشهر آثار مدينة بابل التاريخيّة، وهو تمثال لأسد يُعدّ رمزاً لمدينة بابل، ويُمثِّل الإلهة عشتار، إلهة الخصوبة والحب والحرب، وكان الهدف من بناء هذا التمثال غرس الخوف في نفوس الأعداء؛ حيث يتكوّن التمثال من شكل أسد يوجد تحته رجل في حالة استسلام تامّة، مبنيّ من حجر البازلت الأسود، ويقع التمثال على قاعدة صخريّة متينة مبنيّة من الصخر نفسه. ويقع أسد بابل في قصر نبوخذ نصّر، وقد شُكّلت 120 لوحة لأسد بابل من البلاط المُتعدد الألوان، وموزّعة في المدخل الشماليّ لبابل على جدران شارع الموكب، وبوابة عشتار، وغرفة عرش نبوخذ نصّر، وتوجد هذه اللوحات اليوم في عدد من المتاحف العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى