معبد إدفو .. شاهدًا على عظمة حضارة مصر القديمة

تظل الحضارة المصرية القديمة تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ، لتجسد معابدها وآثارها عظمة تلك الحضارة وبراعة المصريين فى علوم الهندسة والتشييد والبناء، ولتظل هذه المعابد والآثار المصرية القديمة شاهدة على عظمة تاريخ وحضارة المصريين وعلى هذا التاريخ.

وفى أقصى الجنوب بمحافظة أسوان وبالتحديد فى مدينة إدفو التى تبعد شمال أسوان بنحو ١٠٠ كيلو، يقف هذا البناء الضخم شامخا يروى تاريخا وحقبة زمنية من تاريخ الحضارة المصرية، إنه معبد إدفو ثانى أكبر المعابد المصرية حجما بعد الكرنك، ويطلق عليه معبد حورس والذى يقع على الضفة الغربية من النيل .

تدل النقوش على معبد إدفو أنه كان قد أهدي للإله جور بحدتي ، و هو عبارة عن صقر مقدس يتم تمثيله في العادة على صورة إنسان برأس صقر إذ يحتوي معبد إدفو على تمثال لها الإله بتلك الصورة بالعلاوة على احتوائه على مجموعة من التماثيل لهذا الإله على شكل صقر ، و يعد يوم انتخاب ، و تتويج هذا الإله من أعظم الأعياد السنوية في مصر القديمة .

محتويات المعبد

يحتوي المعبد على العديد من العناصر المعمارية ، و هي :-

صرح المعبد :- و الذي يقف أمامه صقران ضخمان صنعا من الجرانيت ، و هما يرمزان لحورس إله المعبد ، و قد أحتوى برجي الصرح على عدة كوات مستطيلة بشكل رأسي تم تخصيصها لتثبيت ساريات الأعلام ، و التي يتم وضعها أما جميع المعابد المصرية القديمة.

البوابة الكبرى :- و هي تعد المدخل الرئيسي لمعبد إدفو ، و لقد تم صنعها من خلال خشب الأرز المطعم بالذهب ، و البرونز ، و يعلوها قرص الشمس المجنح ، و الذي يمثل حور بجدتي كما يوجد أمامها صقران من الجرانيت .

الفناء الكبير :-  و هو عبارة عن فناء واسع يوجد به صفان من الأعمدة على جانبيه حيث يوجد بالفناء ما عدده 32 عمود تيجانهم على شكل أوراق النخيل ، و الزهور ، و يبلغ طول هذا الفناء ستة و أربعون متر أما عرضه فيبلغ اثنان ، و أربعون متر.

صالة الأعمدة الكبرى :- و التي يتم الوصول إليها عن طريق الباب الذي يتوسط الفناء الكبير ، و هي تتكون من ما عدده 18 عمود بتيجان زهرية ، و من بينهم أعمدة الواجهة ، و هي تلك الأعمدة الضخمة ، و التي تم ترتيبها على عدد صفوف ، و يتألف كل صف منها من ما عدده 3 أعمدة على كل من جانبي الممر الأوسط .

غرفة التكريس :- و هي تقع بداخل الصالة الكبيرة بالمعبد ، و بالتحديد على يمين ، و يسار البوابة اليسرى .

صالة الأعمدة الصغرى :- و يكون الوصول إلى هذه الصالة عن طريق المدخل الموجود في الجدار الشمالي لصالة الأعمدة الكبرى ، و هي عبارة عن صالة صغيرة المساحة ، و تتكون من ما عدده 12 عمود ، و هي تمتاز بنقوش ، و زخارف غاية في الجمال ، و الروعة ، و يوجد بها ما عدده 4 أبواب ، و ذلك في جانبيها الشرقي ، و الغربي .

غرفة الانتظار الأولى :-  و هي عبارة عن غرفة المذبح ، و التي كانت مخصصة لتقديم القرابين للآلهة حتى ترضى عنهم ، و تمنحهم السعادة ، و البركة ، و ذلك طبقاً لمعتقداتهم .

غرفة الانتظار الثانية :- و يطلق عليها أيضاً مجمع الآلهة ، و هي في الأساس عبارة عن ذلك المخصص المخصص لعبادة الآلهة ، و لكن يتم فيها عبادة كل إله بشكل منفرد .

الفناء الصغير وقدس الأقداس :- و هو بمثابة أكثر جزء مقدس في المعبد إذ لم يكن مسموح لأحد بدخوله سوى الملك ، و الكاهن الأعظم فقط ، و يحيط بهذا الفناء ما عدده 10 حجرات كل منها محفور عليه أسمها بالعلاوة إلى وجود ممر يدور حول المعبد ، و بالتحديد حول أجزائه الداخلية.

سراديب قدس الأقداس :-  و هي عبارة عن مجموعة من الغرف السرية ، و التي كانت مخصصة لعبادة عدد من الآلهة كل على حدة ، و يتم فيها أيضاً إقامة بعضاً من الطقوس المتنوعة أو أيضاً القيام بحفظ مجموعة الأدوات التي تخص تلك الطقوس .

مقياس النيل :- و هو مقياس كان يتم استعماله في قياس مستوى الماء ب نهر النيل ، و بالتالي التنبؤ بقدوم الفيضان ، و يقع المعبد في داخل سور شاسع محيط به من كل الجهات فيما عدا الجزء الجنوبي منه ، و الذي يقع فيه البوابة الكبرى للمعبد .