11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

كولوسيوم الجم.. تحفة رومانية في قلب تونس

مبني عتيق، يبلغ من العمر ما يقرب من 1800 عام، شيده الرومان عام 238 ميلادية في عهد الإمبراطور الروماني “كورديان الثاني”، ويُعد أحد أهم وأكبر ثلاثة “كولوسيوم” أو مدرج روماني في العالم، وذلك بعد مسرح كولوسيوم روما ومسرح كولوسيوم كابونا، ويقع في مدينة صغيرة تتبع ولاية المهدية المُطلة علي الساحل الشرقي لتونس، تُسمي مدينة “جم”، وكان يُطلق علي المهدية اسم “يسْدْرُوسْ” في العهد الروماني.
كولوسيوم الجم.. تحفة رومانية في قلب تونس-صحيفة هتون الدولية-

وقد عُرف قصر الجم أو مدرج الجمّ كما يحلوا للبعض أن يطلقوا عليه، بين السكان المحليين باسم قصر الكاهنة، نسبة للكاهنة “ديهيا بنت تابنة”، والتي اشتهرت بلقب كاهنة البربر، وهي قائدة بربرية خلفت الملك كسيلة، زعيم قبائل أوربة وصنهاجة الأمازيغية زمن الفتح الإسلامي للمغرب، في حكم البربر وحكمت شمال أفريقيا مدة 35 سنة.

قصر الجم أو مسرح الجم، اسمه الروماني “كُولُوسِّيُومْ تِيسْدْرُوسْ”، هو مسرح أثري يقع بمدينة الجم في ولاية المهدية (جنوب شرق تونس)، أدرج سنة 1979 على لائحة مواقع التراث العالمي من قبل اليونسكو ليضاف إلى المواقع الأعرق والأجمل في العالم”.
كولوسيوم الجم.. تحفة رومانية في قلب تونس-صحيفة هتون الدولية-

يقع تحت حلبته رِوَاقَان يصلهما الضوء من الفتحة الوسطى في الحلبة. ونجد فتحتين من جانبي الحلبة لرفع الوحوش من أُسُود وحيوانات ضارية إلى جانب المصارعين من أسرى الحرب والمتجادلين بعد سجنهم في غُرَف مظلمة تحت الحلبة.

ويحتوي المسرح الروماني الفريد من نوعه على عدد من القطع الأثرية النادرة في العالم نقل بعضها إلى متحف الجم والبعض إلى متاحف أخرى، فضلا عن نحو 30 موقعا رومانيا تم اكتشافها عبر الحفريات، أبرزها منزل إفريقيا المزين بقطع نادرة من الفسيفساء التي تصوّر الحياة اليومية لسكان روما وطرق عيشهم.
كولوسيوم الجم.. تحفة رومانية في قلب تونس-صحيفة هتون الدولية-

كما يوجد بالمسرح عديد الغرف والأقبية ويقال إن هناك سراديب طويلة تصل القصر بمناطق بعيدة لكنها لم تكتشف بعد، استعملها السكان أيام الحروب لجوءًا إلى قرطاج والبحر.

ويعدّ المسرح الذي شكّل على مدى العصور ومنذ بداية العهد الروماني مسرحا لأحداث تاريخية عظيمة، إذ حصلت فيه عديد الوقائع التي شكّلت منعطفات في التاريخ الإنساني.
كولوسيوم الجم.. تحفة رومانية في قلب تونس-صحيفة هتون الدولية-

وإضافة إلى اسم “مسرح الجم” سمّي هذا المسرح الروماني أيضا في بعض الكتابات العربية القديمة باسم “قصر الكاهنة”، ذلك أنه في أثناء الفتح الإسلامي لإفريقية (تونس) في أوائل القرن الثامن الميلادي، احتمت به الملكة البربرية “ضميا” الملقبة بـ”الكاهنة” مع جيشها لمدة أربع سنوات إثر هزيمتها في المعركة الثانية أمام حسان بن النعمان الغساني وهو الذي طلب الإمداد من عبد العزيز بن مروان إثر هزيمته في المعركة الأولى، لذلك سمي قصر الجم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى