قرية “رجال ألمع”.. تحفة معمارية فوق قمم جبال عسير
تزخر المملكة العربية السعودية بوجود العديد من البقاع السياحية الساحرة على أرضها بداية من المواقع الأثرية والتاريخية التي تحكي قصص وأمجاد الأجداد ونهاية بالمحميات الطبيعية والوجهات البحرية الساحرة التي ترسم أجمل اللوحات على أرض المملكة الطاهرة وتجذب السياح من مختلف بقاع العالم.
بعمارتها وقلاعها الحجرية المصغّرة أعلى التل، تعد قرية رجال ألمع الأثرية وجهة لا يمكن تفويتها في السعودية.
وتقع قرية رجال ألمع على بعد 45 كيلومتراً من مدينة أبها في منطقة عسير، ويعود تاريخها لأكثر من 350 عاماً.
وتتميز بطابعها المعماري الألمعي القديم المبني بالحجارة القديمة. فيها عدة قصور، من أهمها قصر حاكم والدرعية ومعجب وجابر.
وتأسر هذه القرية زائرها بطابعها القديم الذي يعبق منه سحر الماضي والتاريخ.
وتمتاز القرية أنها في وادٍ معزول في وسط جبال السروات في منطقة عسير، وهي منطقة محورية بين السهل الساحلي على البحر الأحمر، والذي يعرف بتهامة، والهضبة السعودية الوسطى ويزيد تاريخ بناءها عن 900 سنة.وكانت هذه القرية نقطة مهمة، حيث كانت تربط بين القادمين من اليمن وبلاد الشام مروراً بمكه المكرمة والمدينة المنورة ، الأمر الذي جعلها مركزاً تجارياً هاماً.
وتضم قرابة 40 وحدة سكنية، تتوزع بين غرف مفردة ونزل وأجنحة فندقية، واستراحات للزوار بنظام الساعة.
تكتسب قرية رجال ألمع التراثية أهميتها عبر التاريخ من عمقها الحضاري ومعمارها وتاريخها التراثي الأصيل في العديد من مجالات الحياة مثل التجارة وفنون المعمار المختلفة والفريدة.
حيث يتجسد الإبداع المعماري في قرية رجال ألمع التراثية في الحصون الشاهقة المبنية بطريقة فنية بديعة تجمع بين الجمال والإتقان واستغلال المساحات بشكل خلاب يأسر عيون الزائرين من الوهلة الأولى.
ويمكن للزائر أن يشاهد عن قرب ثمانية حصون تتراص بجوار بعضها البعض بمساحات متقاربة لتظهر في شكل بنيان مرصوص وارتفاعات مختلفة ترسم أجمل لوحات المعمار. كما ان ارتفاع بعض تلك الحصون إلى حوالي ستة طوابق تم تزيينها من الخارج بحجر المرو الأبيض يزيد من جمالها وهيبتها عند النظر إليها.
وفي القرية متحف قائم ومفتوح للزوار، يضم العديد من القطع التراثية القديمة تحكي حياة سكان رجال ألمع عبر التاريخ. كما تضم القرية مدرسة أميرية وساحة للاحتفالات والمناسبات الرسمية.