11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

معبد باربار..شاهد علي أقدم الحضارات في البحرين

معبد باربار هو موقع أثري يقع في قرية باربار بمملكة البحرين والذي يعتبر جزءا من ثقافة دلمون. تم اكتشاف أحدث ثلاث معابد في باربار من قبل الفريق الأثري الدنمركي في 1954 بقيادة هيلموت أندرسن وبيدير مورتنسن. ومن ثم تم اكتشاف معبدين آخرين في نفس الموقع ويعود تاريخهما إلى 3000 قبل الميلاد. بنيت المعابد من كتل الحجر الجيري ويعتقد أنها اقتطعت من جزيرة جدة.
معبد باربار..شاهد علي أقدم الحضارات في البحرين-صحيفة هتون الدولية-

يتكوّن موقع باربار الأثري من ثلاثة معابد تاريخية متعاقبة، بُنِيَت على خمس مراحل. يقع المعبد الأول على الجزء المنخفض من التلّ والذي ينحدر ناحية الجنوب الغربي حيث يتدفّق الماء العذب. ويتكوّن من منصة مزدوجة بطبقتين متدرّجتين، العليا منهما بشكل شبه منحرف، فيما الثانية تتخّذ الشكل البيضاوي، أما الهيكل فهو مصمم ليكون من الهياكل ذات الاتجاهين. يحتوي المعبد على غرفة للبئر تقع جهة الغرب وفراغ معماري مغلق آخر جهة الشرق. وقد بُنِيَ المعبد حوالي عام 2100 قبل الميلاد، ثم دُمّر في القرن اللاحق، حيث استُبدِل بهيكل أكبر للمعبد الثاني الواقع ناحية الشمال الشرقي.
معبد باربار..شاهد علي أقدم الحضارات في البحرين-صحيفة هتون الدولية-

وبعكس السابق، فإن معبد باربار الثاني تمّ تصميمه وتنفيذه بدقة وحرفية باستخدام أحجار جيرية يُتَوقّع أنها مأخوذة من جزيرة جدّة، فالمنّصة العليا تتّخذ شكل شبه منحرف ومرصوفة بعناية باستخدام بلاط من الحجر الحجيري، ومحاطة بجدران مساندة لها ذات ارتفاع المنصة. أما قلب المنطقة المقدسة في المعبد فيحتوي على مذبحين للأضحيات على شكل دائري، يتّصلان أيضًا بالبئر لتكون المنطقة ذاتها مشتركة مع المعبد الأول، وقد روعي حفظها في تصميم المعبد الجديد وإحاطتها بتكوين بيضاوي. كما اكتُشف في هذه المنطقة وجود فتحات وثقوب بأحجار المذبح والتي تشير إلى احتمالية استخدامها لتثبيت الحيوانات قبل ذبحها. وفي ذات المساحة، إلى جهة الشرق تحديدًا، يبدو أن العديد من الأضحيات كانت تُقدّم في هذا الموضع، إذ تمّ الاستدلال على ذلك بوجود كمية كبيرة من الرواسب الداكنة للرماد والتي تحتوي في تكوينها على عظام الحيوانات المحترقة.
معبد باربار..شاهد علي أقدم الحضارات في البحرين-صحيفة هتون الدولية-

وفيما كان أول معبدين يسترجعان معتقدات وأديان بلاد ما بين الرافدين من خلال المعمار، فإن المعبد الثالث يبدو خارجًا عن فكرة تلك الأديان ومنقطعًا عنها. حيث أنه الأكبر حجمًا، لكنه الأسوأ من الناحية الحفاظية! وتشير الأبحاث أنه قد بُنِي بعد قرن من هدم المعبد السابق، ويتكوّن من منصة بارتفاع 4 أمتار، وتغيب عنه المنطقة المقدّسة. كل ذلك يعكس تغييرًا ملحوظًا في هندسة وهيكل المكان، واحتمالاً واسعًا لتغيير الطقوس والممارسات الدينية والمعتقدات.
معبد باربار..شاهد علي أقدم الحضارات في البحرين-صحيفة هتون الدولية-

يعتقد أن المعابد شيدت لعبادة الإله “إنكي” وهو إله الحكمة والمياه العذبة وزوجته نينهورساغ. يحتوي المعبد على مذبحين اثنين ومياه ينابيع طبيعية التي يعتقد أنها وجدت من أجل زيادة الروحانية للمصلين. أثناء الحفر في الموقع عثر على العديد من الأدوات والأسلحة والأواني الفخارية والقطع الصغيرة من الذهب والتي هي الآن معروضه في متحف البحرين الوطني. كان الاكتشاف الأكثر شهرة فيها هو رأس ثور من البرونز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى