التاريخ يتحدث

ذكرى وفاة الإمام الشاطبي

20 رمضان هي ذكرى وفاة الإمام الكبير القاسم بن فيِرُّه بن خلف بن أحمد، المعروف بالشاطبي، وتوفي في القاهرة، في الثامن والعشرين من شهر جمادى الآخرة من عام 590 توفي في القاهرة، عن 52 عاماً.

صاحب منظومة “حرز الأماني ووجه التهاني” في القراءات السبع، وصاحب القصيدة الشاطبية وفِيْرُّه: وهي كلمة لاتينية Ferro تعني بالعربية: الحديد، والرُعَيني: نسبة إلى ذي رُعين، وهو أحد أقيال اليمن، نُسِبَ إليه خلق كثير.

من أشهر العلماء وأنباغهم ولد الإمام الشاطبي سنة 538 في بلده شاطبة Jativa في شرقي الأندلس جنوبي مدينة بلنسية، وكان ضريراً منذ ولادته، وقرأ رحمه الله تعالى بشاطبة القراءات، ثم انتقل إلى بلنسية فحفظ بها القرآن الكريم وقرأ على شيخه التفسير، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم هناك النحو والصرف والحديث والبلاغة والأدب، والحديث، وتعلم الفقه أيضا.

شيوخة:

الشيخ الإمام المعَمَّر

أبو الحسن علي بن محمد ابن علي بن هذيل البلنسي

أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي

وكان من تلاميذ الإمام نافع من المصريين: “عثمان بن سعيد” المعروف بـ “ورش”.

استقراره في مصر

ذهب أبا القاسم إلى الحج ونزل في الاسكندرية في استراحة له، وكان قد اشتهر وقتها وشهرته عمت القاهرة والاسكندرية، فبدأ العلماء والشيوخ يذهبون إليه ويتتلمذون على يديه حتى قرر الشاطبي الاستقرار في مصر في مدينة الاسكندرية وأكرمة القاضي الفاضل قاضي  الاسكندرية وكانت وقتها مصر تحت حكم الأيوبين، وأنزله مدرسته التي بناها بدرب الملوخية بالقاهرة، وجعله شيخًا لها.

طابت للشاطبي الحياة بالقاهرة فاستوطنها واستقر بها، وجلس للإقراء والتعليم، فطارت شهرته في الآفاق، وأقبل عليه الطلاب من كل مكان، وكان الشيخ إمامًا متقنًا في علمه، متبحرًا في فنه، آية في الفهم والذكاء، حافظًا للحديث بصيرًا باللغة العربية، إمامًا في اللغة، مع زهد ودين وورع وإخلاص، زاده هيبة وإجلالا، وأسبغ عليه الاشتغال بالقرآن نورًا كسا وجهه وألقى محبة له في القلوب

منظومة الشاطبية

نظم القاسم بن فيره منظومته “حزر الأماني ووجه التهاني” في القراءات السبع، وهي قراءات نافع إمام أهل المدينة، وابن كثير إمام أهل مكة، وأبي عمرو بن العلاء بن العلاء إمام أهل البصرة، وعاصم وحمزة والكسائي أئمة أهل الكوفة، وابن عامر إمام أهل الشام.

 

والشاطبية قصيدة لامية اختصرت كتاب “التيسير في القراءات السبع” للإمام أبي عمرو الداني المتوفى سنة (444هـ= 1052م)، وقد لقيت إقبالا منقطع النظير، ولا تزال حتى يومنا هذا العمدة لمن يريد إتقان القراءات السبع، وظلت موضع اهتمام العلماء منذ أن نظمها الشاطبي رواية وأداء، وذلك لإبداعها العجيب في استعمال الرمز وإدماجه في الكلام، وهناك رموز ومصطلحات في المنظومة البديعة، لا يعرفها إلا من أتقن منهج الشاطبي وعرف مصطلحه، وقد ضمّن في مقدمة المنظومة منهجه وطريقته.

صفاته:

–    كان رحمه الله ضريرًا، ولكن لا يظهر منه ما يظهر من أعمى من حركات.

–    كان لا يتكلم إلا بما تدعو إليه الضرورة.

–    كان يمنع جلساءه من الخوض إلا في العلم والقرآن

مؤلفاتـــه:

1-    قصيدة الشاطبية المسماة «حرز الأمانـي ووجه التهانـي»، نظم فيها كتاب التيسير.

2-    قصيدة «عقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد» نظم فيها كتاب المقنع.

3-    قصيدة «ناظمة الزهر في عدد الآي» اختصر فيها كتاب البيان والكتب الثلاث للإمام أبي عمكرو الداني رحمه الله.

4-    قصيدة دالية، لخص فيها كتاب التمهيد لابن عبدالبر.

وفاته:

توفي الشاطبي عام (590هـ) بالقاهرة بعد صلاة العصر، ودفن بالقرافة رحمه الله تعالى.

اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى