11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

مدينة الأخدود الأثرية في منطقة نجران

قرية أثرية تاريخية، يرجع تاريخها إلى ما قبل 2020 عام، تستقبلك العظام الهشة والرماد الكثيف الشاهد على المحرقة الهائلة التي حدثت فيها، وبقايا الرسوم القديمة بنقوشها المختلفة، كاليد البشرية، والحصان، والجمل والأفاعي المنحوتة على الصخور، والأحجار الكبيرة، والرحى العملاقة وبقايا المسجد أحد أبرز تلك الآثار.
مدينة الأخدود الأثرية في منطقة نجران-صحيفة هتون الدولية-

تقع آثار الأخدود في قرية القابل على الضفة الجنوبية لوادي نجران من الناحية الجنوبية, وتعد من أهم المواقع الأثرية بمنطقة نجران, وهي المدينة التي ورد ذكرها في القران الكريم في سورة البروج قال تعالى: “قتل أصحاب الأخدود, النار ذات الوقود, إذ هم عليها قعود, وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود”.(الايات4-7).

يعد موقع الأخدود الأثري من أبرز المواقع الأثرية بالمنطقة, وهو الموقع الذي كانت تقوم عليه مدينة نجران القديمة, ويقع على الضفة الجنوبية لوادي نجران, بين قريتي القابل والجربة, والموقع يتمثل في مدينة مركزية يحيط بها سور بطول 235م, وعرض 220م, بنيت أساسات مبانيها من الأحجار المنحوتة بعناية بارتفاعات تتراوح بين 2-4 أمتار, وتمثل القلعة الفترة الرئيسية للاستيطان في الأخدود التي ربما بدأت قبل 600 ق.م , واستمرت حتى نهاية القرن الثالث الميلادي، وهي الفترة التي تتزامن مع ازدهار حضارة جنوب الجزيرة العربية, وفي خارج السور تنتشر تلال أثرية تحتوي على أساسات مبان من الحجر ومن الطين، وتنتشر عليها الكسر الفخارية بكثافة, وتمثل الفترة التالية لحضارة جنوب الجزيرة العربية, إلى جانب الفترة الإسلامية.
مدينة الأخدود الأثرية في منطقة نجران-صحيفة هتون الدولية-

كما تتمتع المنطقة بوجود آثار ومواقع مهمة تعود للفترات البيزنطية والأموية والعباسية، وكلها تؤكد أن المنطقة كانت ذات موقع تجاري وزراعي مهم وعمق حضاري لافت.

ويعد موقع الأخدود الأثري نموذجاً للمدن المميزة لحضارة جنوب الجزيرة العربية، وهو الموقع الذي كانت تقام عليه مدينة نجران القديمة التي ورد ذكرها في نقوش جنوب الجزيرة العربية باسم (ن ج ر ن)، ويعود تاريخ القلعة أو القصبة التي تشكل العنصر الأبرز في الموقع، إلى الفترة الممتدة من 500 قبل الميلاد إلى منتصف الألف الأول الميلادي، وهي فترة الاستيطان الرئيسية للموقع.
مدينة الأخدود الأثرية في منطقة نجران-صحيفة هتون الدولية-

والقلعة أو القصبة هي عبارة عن مدينة متكاملة مستطيلة الشكل، يحيط بها سور بطول 235 متراً، ويمثل نظام التحصين للقلعة الذي كان معمولاً به في مدن جنوب الجزيرة العربية، نظاما دفاعيا قويا، يحمي المدينة وسكانها من الهجمات الخارجية.

ونظرا لأهمية هذا الموقع من الناحية التاريخية والأثرية، نفّذت فيه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كثيرا من الأعمال الأثرية، تمثلت في إجراء حفريات داخل القلعة أسفرت عن اكتشاف مسجد شمال شرقي القلعة، يعد الأقدم في المنطقة حتى الآن، حيث يعود تاريخه إلى القرن الأول الهجري (السابع – الثامن الميلادي)، ولا تزال أعمال الحفر والتنقيب الأثري مستمرة في الموقع.
مدينة الأخدود الأثرية في منطقة نجران-صحيفة هتون الدولية-

وكشفت أعمال المسح الأثري للنقوش في هذه المنطقة عن رسومات مهمة احتوت على نقوش صخرية متعددة ومتنوعة، يمتد تاريخها من 7000 ق.م إلى 1000 ق. م، وتم التوصل من خلالها على معلومات مهمة عن حياة الإنسان في تلك الفترة، فسكان المنطقة آنذاك قد استأنسوا الكلاب السلوقية، واصطادوا الجمال وغيرها، مستخدمين أسلحة متنوعة منها الرماح والعصي والأقواس والسهام ذات الرؤوس المزدوجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى