11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

شالة .. تناغم حضاري عريق بالمغرب

على ربوة تطل على ضفاف نهر أبي رقراق (الرباط)، تستقر أطلال أحد أقدم المدن الأثرية في المغرب، “مدينة شالة”، التي يعود تاريخ بناءها للقرن السادس قبل الميلاد، والتي نجحت الحفريات والأبحاث الأركيولوجية منذ أكثر من نصف قرن في الكشف عن بعض ملامحها، فيما ظل جزء مهم من معالم المدينة وأسرارها مطمورا تحت الأرض، وفي حاجة للمزيد من البحث والتنقيب.
شالة .. تناغم حضاري عريق بالمغرب-صحيفة هتون الدولية

يعود تاريخ مدينة شالة إلى القرن السادس ق.م، وتعتبر من أهم المواقع الأثرية في مدينة الرباط. وتقع منطقة شالة على الجانب الجنوبي من مصب نهر أبي رقراق في الرباط، وتضم ساحة كبيرة ومعبداً ومقبرة وحمامات قديمة. أنشأ اليونانيون مدينة شالة، قبل أن تصير موقعاً للمستعمرة الرومانية التي عرفت باسم سالا كولونيا .
شالة .. تناغم حضاري عريق بالمغرب-صحيفة هتون الدولية

تضم مدينة شالة قلعة شالة التي تم بناؤها على تل مرتفع، والتي تتميز بالفن المعماري والنقوش الجدرانية. كما تجد بالقرب من الموقع الحمام الذي يتميز بالقبة نصف الدائرية ويضم أربع قاعات: قاعة تبديل الملابس، وحمام دافئ، وحمام بارد، وحمام ساخن. عند وصولك إلى موقع شالة ستلاحظ أعداداً كبيرة من الطيور وخاصة طيور اللقلق، نظراً لطبيعة الموقع المميز بالأنقاض والأشجار التي توفر بيئة مناسبة لتعشيش الطيور.

حضيت شالة في عهد السلطان أبي الحسن باهتمام بالغ. أما ابنه السلطان أبو عنان فقد أتم المشروع، فبنى المدرسة شمال المسجد والحمام والنزالة وزين أضرحة أجداده بقبب مزخرفة تعتبر نموذجا حيا للفن المعماري المتميز لدولة بني مرين.
شالة .. تناغم حضاري عريق بالمغرب-صحيفة هتون الدولية

تراجعت شالة مباشرة بعد قرار المرينيين بإعادة فتح مقبرة القلة بفاس، فأهملت بناياتها، بل وتعرضت في بداية القرن الخامس عشر الميلادي للنهب والتدمير لتحتفظ بقدسيتها العريقة وتعيش بفضل ذكريات تاريخها القديم على هامش مدينة رباط الفتح، وتصبح تدريجيا مقبرة ومحجا لساكنة المنطقة، بل معلمة تاريخية متميزة تجتذب الأنظار.

في الزاوية الغربية لموقع شالة ترتفع بقايا النزالة التي كانت تأوي الحجاج والزوار وفي الجزء السفلي تنتصب بقايا المقبرة المرينية المعروفة بالخلوة، والتي تضم مسجدا ومجموعة من القبب أهمها قبة السلطان أبي الحسن وزوجته شمس الضحى.

المدرسة التي تبقى منارتها المكسوة بزخرفة هندسية متشابكة ومتكاملة وزليجها المتقن الصنع نموذجا أصيلا للعمارة المغربية في القرن الرابع العاشر.

في الجهة الجنوبية الشرقية للموقع يوجد الحمام المتميز بقببه النصف دائرية، التي تحتضن أربع قاعات متوازية: الأولى لخلع الملابس والثانية باردة والثالثة دافئة والرابعة أكثر سخونة.
شالة .. تناغم حضاري عريق بالمغرب-صحيفة هتون الدولية

أما حوض النون ، فيقع في الجهة الجنوبية الغربية للخلوة وقد كان في الأصل قاعة للوضوء لمسجد أبي يوسف، وقد نسجت حوله الذاكرة الشعبية خرافات وأساطير جعلت منه مزارا لفئة عريضة من ساكنة الرباط ونواحيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى