11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

قلعة اربيل بالعراق.. مهد الحضارة والتعايش

على قمة نتوء صخري لا يفصله سوى نحو 80 كيلومترا عن جبهة الحرب التي تتسبب في دمار كبير بمواقع تاريخية في مختلف أنحاء العراق ينهمك العمال في رص بلاط الأرضية في إطار جهد لإنقاذ مبنى أثري واحد على الأقل وسط الاضطرابات.

ويعمل الفريق على إعادة بناء الأطلال الباقية من القلعة الحصينة في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق المقامة فوق ما تصفه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بأنه أقدم موقع تواصلت فيه الحياة الإنسانية دون انقطاع ويرجع تاريخ بعض أجزائه إلى ثمانية آلاف عام مضت.
قلعة اربيل بالعراق.. مهد الحضارة والتعايش- صحيفة هتون الدولية

شهدت قلعة أربيل  العديد من الحضارات المختلفة على مر آلاف السنين، وما زالت تروي عدد لا محدود من القصص التي يحكيها المواطنين والزائرين لمدينة أربيل التي تزخر بالثقافة والإبداع والفن والسياحة، ووفقاً لمهندسة القلعة التابعة لمجلس الوزراء؛ فإن قلعة أربيل هي عبارة عن مدينة قديمة يرجع تاريخها إلى فترة ما قبل المسيحية، أي يعادل عمرها ما يقارب من 4000-5000 عام، كما أن بعض المؤرخين يعتقدون أنه تم بنائها قبل نينوى وبابل.
قلعة اربيل بالعراق.. مهد الحضارة والتعايش- صحيفة هتون الدولية

تقع القلعة على قمة تلة ترابية تبلغ ارتفاعها ما بين 28 و32 مترًا، وهي ذات شكل بيضاوي يبلغ قطره الكبير 430 مترًا، أما قطره الصغير فيبلغ 340 مترًا، أما مساحتها فتبلغ أحد عشر هكتارًا، ويعد الطابوق اليدوي المادة الأساسية للبناء في القلعة، أما النسيج الحضري للقلعة فهو عبارة عن شبكة من الأزقة الضيقة المتعرجة والدور التقليدية المتراصة ذات الفناء الوسطي.

تصنف قلعة أربيل واحدة من أقدم المناطق حول العالم التي ما تزال مأهولة بالسكان، حيث يُرجع المؤرخين نشأتها إلى نحو 6000 عام، أما اليوم يسكنها ما يقارب من 700 أسرة.
قلعة اربيل بالعراق.. مهد الحضارة والتعايش- صحيفة هتون الدولية

تعاقبت الحضارات السومرية والبابلية والآشورية والإسلامية على قلعة أربيل، علماً أن هذه القلعة كانت خلال فترة العثمانيين تتألف من ثلاث مناطق هي: التكية؛ والتي كانت تُمثل الجانب الإسلامي والشعائري في المدينة، والطوبخانة؛ هي منطقة اختلفت الروايات حولها، حيث يُشاع أنها كانت تحتوي على مدفع كان أهل القلعة يدافعون عن أنفسهم به ضد المهاجمين، بينما يذكر البعض أنها كانت تضم مدفع يتم إطلاقه في شهر رمضان المبارك، أما المنطقة الثالثة؛ فهي السراي، وكانت عبارة عن منطقة مساكن أهالي القلعة.
قلعة اربيل بالعراق.. مهد الحضارة والتعايش- صحيفة هتون الدولية

الجدير بالذكر أن جانب التكية من القلعة قد تم تحويله إلى مؤسسات حكومية؛ البعض منها للآثار، وبعضها الآخر من أجل تجميع التحف التي كانت تُستخدم من قبل أهالي القلعة قبل 200 سنة، وعليه تم ظهور ما يُعرف باسم متحف القلعة.

تضم قلعة أربيل من الداخل عدد من المتاحف والمراكز، منها: متحف الأحجار الكریمة، ومتحف المنسوجات الكردية، ومتحف القلعة، بالإضافة إلى متحف الملابس الكوردية الذي تم افتتاحه من قبل اتحاد نساء كوردستان خلال عام 2015.
قلعة اربيل بالعراق.. مهد الحضارة والتعايش- صحيفة هتون الدولية

إلى جانب المتاحف المذكورة يوجد في قلعة أربيل معرضاً مخصصاً لنماذج الأزياء الكوردستانية المُصغرة، بحيث توضح للزوار ماهية الأشكال المتعددة للزيّ في مختلف مناطق كردستان، وتشرح طبيعة المعيشة الحياتية للمرأة الكردية التي تعمل بالرعي، وصنع الغزل والخبز، وحياكة النسيج، بالإضافة إلى الغذاء والزراعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88