قلعة مارد الأثرية بدومة الجندل
تزخر المملكة العربية السعودية بالعديد من المزارات السياحية الهائلة كما تزخر بالعديد من القلاع الأثرية الهامة التي تم بناء بعض منها قبل ظهور الأسلام و البعض الأخر منها تم بنائها بعض ظهور الأسلام لكل العنصر المشترك في جميع تلك القلاع هو الهدف من بنائها ، حيث يعتبر الهدف الأساسي وراء بناء تلك القلاع هو حماية المدن من أي أعتداء ، ولعل من ضمن تلك المزارات السياحية و القلاع الأثرية التي تزخر بها المملكة هي قلعة مارد الأثرية ، و تقع قلعة مارد بدومة الجندل و ذلك داخل منطقة الجوف.
تعد قلعة مارد أهم القلاع بالجزيرة العربية التاريخية، والتي تطل على أقدم المستوطنات البشرية “دومة الجندل”، وهي عاصمة لممالك وحضارات عربية قديمة.
تقع قلعة مارد على تل مرتفع عن مستوى مباني البلدة القديمة، بما يقارب 25 متراً في الجزء الجنوبي للبلدة القديمة بمحافظة دومة الجندل، التابعة لمنطقة الجوف، شمال المملكة العربية السعودية، وتمثل القلعة حصناً منيعاً أمام الأعداء.
يعود تاريخ بناء قلعة مارد عندما غزت “زنوبيا”، ملكة تَدْمُر، دومةَ الجندل وتيماء، ولم تتمكن من اقتحامها، فقالت مقولتها الشهيرة: “تمرّد مارد وعزّ الأبلق”، قبل العصر الإسلامي؛ أي في القرن الثالث الميلادي.
تتميز قلعة مارد بأبراجها الأربعة مخروطية الشكل، وتحتوي على مبانٍ من أنماط عمرانية وحقب زمنية مختلفة بداية من الفترة النبطية ومروراً بفترة ما بعد ظهور الإسلام حتى فترة متأخرة تعود إلى ما قبل 80 عاماً من الآن, فيما يتكون المبنى الرئيسي للقلعة من طابقين، السفلي من الحجارة والعلوي من الطين، وتحتوي على بئرَين وغرف للحرس والرماية والمراقبة.
ويحيط بالقلعة سور به فتحات للرصد والمراقبة، وله مدخلان أحدهما من جهة الجنوب والآخر من الشمال, كما عثر داخل القلعة على مقتنيات أثرية تعود إلى الفترة النبطية، حيث أسفرت أعمال التنقيب سنة 1976م عن العثور على خزفيات نبطية ورومانية تعود للقرنين الأول والثاني بعد الميلاد، مما يدلل على التاريخ الغني لهذه القلعة ومواكبتها لحضارات وعهود متعددة.
من أهم ما يميز قلعة مارد الأثرية هو أحتوائها على مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و تعتبرمئذنة المسجد من أقدم المئاذن في تاريخ شبه الجزيرة العربية ، فقد تم بناء هذا المسجد في سنة 17هجريا ، و يعتبرهذا المسجد من أهم المساجد الأثرية في المملكة ككل و الجدير بالذكر أنه لم يتم تبديل تخطيط هذا المسجد كغيره من المساجد