11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

شالة الأثرية.. معبر الحضارات بالمغرب

تعتبر مدينة شالة التاريخية واحدة من أهم المعالم الأثرية في العاصمة المغربية الرباط، حيث يلتقي التاريخ مع العمارة العربية والأندلسية والرومانية بالفنون الحديثة.

تقع مدينة شالة الأثرية في ضواحي الرباط، وهي واحدة من المآثر الضاربة جذورها في عمق التاريخ، جماليتها وعراقتها جعلتها قبلة للسياح المغاربة والأجانب لاستكشاف معالمها التي ما تزال سرا تاريخيا فيها.
شالة الأثرية.. معبر الحضارات بالمغرب - صحيفة هتون الدولية

ترجع العهود الأولى لموقع شالة إلى الفترة الفينيقية، أي القرن السابع أو السادس قبل الميلاد، وكان موقعها الإستراتيجي بين النهر والبحر (أبي رقراق، والمحيط الأطلسي) دافعا أساسيا لتشييد المدينة وإعمارها، لتربط بين مدينتي ليكسوس (العرائش) وموكادور (الصويرة).

عرفت مدينة سلا القديمة (شالة) طابعاً حضارياً منذ العهد الملكي الموري (حضارة أمازيغية) خصوصاً في عهد يوبا الثاني

(52 – 23 ق.م) وابنه بطليموس (السنة الأولى ق.م -40 م)، كما عرفت المدينة ازدهاراً خلال الاحتلال الروماني، وذلك حينما كانت تضم الميناء الوحيد في المنطقة للمراكب الرومانية في أوائل القرن الثالث الميلادي، حيث كانت تحمل المحاصيل الزراعية إلى الإمبراطورية الرومانية، ويتم تصدير مصنوعاتهم المختلفة عبرها إلى شالة.
شالة الأثرية.. معبر الحضارات بالمغرب - صحيفة هتون الدولية

 تواجد الرومان بمنطقة المغرب خلال القرن الثاني قبل الميلاد، والتي كانت تسمى آنذاك “موريتانيا” او المملكة المورية، وتضم الجزائر الحالية وجزءاً كبيرا من المغرب، وكان اهتمام الرومان استغلال الأراضي الصالحة للزراعة، واستغلال وفرة المياه القريبة من الموقع.

حضيت شالة على عهد السلطان أبي الحسن باهتمام بالغ. أما ابنه السلطان أبو عنان فقد أتم المشروع، فبنى المدرسة شمال المسجد والحمام والنزالة وزين أضرحة أجداده بقبب مزخرفة تعتبر نموذجا حيا للفن المعماري المتميز لدولة بني مرين. تراجعت شالة مباشرة بعد قرار المرينيين بإعادة فتح مقبرة القلة بفاس، فأهملت بناياتها، بل وتعرضت في بداية القرن الخامس عشر الميلادي للنهب والتدمير لتحتفظ بقدسيتها العريقة وتعيش بفضل ذكريات تاريخها القديم على هامش مدينة رباط الفتح، وتصبح تدريجيا مقبرة ومحجا لساكنة المنطقة، بل معلمة تاريخية متميزة تجتذب الأنظار.
شالة الأثرية.. معبر الحضارات بالمغرب - صحيفة هتون الدولية

في القرن الرابع عشر الميلادي (1339) أحيط الموقع بسور خماسي الأضلاع مدعم بعشرين برجا مربعا وثلاث بوابات أكبرها وأجملها زخرفة وعمارة الباب الرئيسي للموقع المقابل للسور الموحدي لرباط الفتح. أما داخل الموقع فقد تم تشييد أربع مجموعات معمارية مستقلة ومتكاملة تجسد كلها عظمة ومكانة مقبرة شالة على العهد المريني.

ففي الزاوية الغربية للموقع ترتفع بقايا النزالة التي كانت تأوي الحجاج والزوار وفي الجزء السفلي تنتصب بقايا المقبرة المرينية المعروفة بالخلوة، والتي تضم مسجدا ومجموعة من القبب أهمها قبة السلطان أبي الحسن وزوجته شمس الضحى، والمدرسة التي تبقى منارتها المكسوة بزخرفة هندسية متشابكة ومتكاملة وزليجها المتقن الصنع نموذجا أصيلا للعمارة المغربية في القرن الرابع العاشر.

في الجهة الجنوبية الشرقية للموقع يوجد الحمام المتميز بقببه النصف دائرية، التي تحتضن أربع قاعات متوازية: الأولى لخلع الملابس والثانية باردة والثالثة دافئة والرابعة أكثر سخونة.
شالة الأثرية.. معبر الحضارات بالمغرب - صحيفة هتون الدولية

أما حوض النون، فيقع في الجهة الجنوبية الغربية للخلوة وقد كان في الأصل قاعة للوضوء لمسجد أبي يوسف، وقد نسجت حوله الذاكرة الشعبية خرافات وأساطير جعلت منه مزارا لفئة عريضة من ساكنة الرباط ونواحيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88