11المميز لديناعلوم طبيعيةعلوم وتقنية

مادة مظلمة غامضة تسبح في الفضاء الكوني

إن وجود هذه الحياة الغريبة التي تقع خارج نطاق إدراكنا وحواسنا وعجز تقنيتنا عن الوصول إليها، يبقى ممكناً وليس مستحيًلا، وإذا كانت هذه الحياة موجودة بالفعل، فهذا يعني أننا – نحن البشر- نعيش في جزء ضئيل من كون أعمق من أن نتخيله، توجد فيه حياة مظلمة وضخمة جداً لا نعيها في الوقت الحالي، وربما سنظل كذلك إلى الأبد، وهذه الغرابة الكونية توضحها مقولة عالم الوراثة البريطاني جي بي أس هالدين: “أشك الآن في أن الكون ليس فقط أغرب مما نظن، بل هو أغرب مما يمكننا أن نظن”.

في سعيهم للكشف عن لغز المادة المظلمة، التي تشكل نسبة مذهلة تبلغ 85٪ من كتلة الكون، يقود العلماء في جامعة ييل الأمريكية، تجربة رائدة تستعد لإحداث ثورة في فهم الكون.
اقرأ المزيد من صحيفة هتون الدولية

ولعقود من الزمن، أثار وجود المادة المظلمة حيرة علماء الفلك وعلماء الكون، وكانت طبيعتها المراوغة تحيط بها بالغموض، والآن، تعد تجربة جديدة قيد الإنشاء في جامعة ييل باتباع نهج جديد لكشف أسرارها.

وتقول  أستاذة الفيزياء رينا ماروياما، ، وعضو الفريق البحثي في تقرير نشره موقع جامعة ييل: “أنا متحمسة لأننا نستطيع إجراء هذه التجربة في جامعة ييل، لقد طاردت المادة المظلمة عالمنا منذ فترة طويلة، وتمارس تأثير جاذبيتها من الظل، وعلى الرغم من وجودها المنتشر، إلا أنها تظل غير مرئية وغامضة، وبعيدة عن الكشف عنها بالوسائل التقليدية”.

وتمثل التجربة، المعروفة باسم هالسكوب أكسيون الطولي للبلازما (ألفا)، نقلة نوعية في السعي لتحديد الجسيمات بعيدة المنال التي تتكون من المادة المظلمة، فعلى عكس المساعي السابقة، يستخدم (ألفا) التكنولوجيا المتطورة والمنهجيات المبتكرة لاختراق حجاب الغموض الكوني.

وتوضح رينا ماروياما: “يستفيد ألفا في جوهره من المواد الخارقة، وهي فئة جديدة من المواد المركبة، لمعالجة الموجات الكهرومغناطيسية وتضخيم قدرات الكشف لدينا، فمن خلال تزويده بقضبان موصلة، أطلقنا العنان لإمكانية ضبط الترددات التي كانت في السابق بعيدة عن متناولنا، مما يبشر بعصر جديد في أبحاث المادة المظلمة”.

ويمثل تصميم ألفا تقاربا بين التخصصات المتنوعة، التي توحد علماء فيزياء الحالة الصلبة، ومهندسي الكهرباء، وعلماء فيزياء الجسيمات، وعلماء الرياضيات في جهد تعاوني لكشف أسرار الكون.

وذكرت ماروياما إنه “على الرغم من أن المادة المظلمة قد تظل بعيدة المنال، إلا أن سعينا للفهم لا يتزعزع، ومع ألفا، نحن نقف على شفا الاكتشاف، ومستعدون لكشف النقاب عن هذا الشبح الذي يتخلل الكون”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88