11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

حصن الأخيضر تحفة عمرانية ومفخرة أثرية في صحراء كربلاء

يُعد حصن الأخيضر من المباني الأثرية والتاريخية البارزة في العراق، ويمتاز بضخامة بنائه وتفرده من حيث التصميم والبراعة في هندسته ومعالمه العمرانية والزخرفية وسعة مرافـقـه.

يقع جنوب غرب كربلاء على بعد خمسين كيلومتراً عن مركز المدينة، وبنحو 152 كيلو متراً جنوب غربي بغداد, ويشكل وقوعه في هذا المكان سابقا أهمية تاريخية كبيرة، حيث ملتقى الكثير من الطرق التجارية, فهو يقع على الطريق الذي يربط الكوفة ببلاد الشام ويعتبر نقطة انطلاق الى طريق البحر الابيض المتوسط حلب البصرة ثم الخليج العربي, فكان لموقعه الفريد وبروز معالمه العمرانيـة الأثر البـارز في إقبـال الزوار والسيـاح عليه من داخل العراق وخارجه
حصن الأخيضر تحفة عمرانية ومفخرة أثرية في صحراء كربلاء - صحيفة هتون الدولية-

تضاربت آراء الرحالة والمؤرخين حول تاريخ بناء حصن الاخيضر بين العصر الساساني والجاهلي وصدر الإسلام والأموي والعباسي, فيرى بعضهم أن الذي شيَّده هو أكيدر بن عبد الملك الكندي وهو أحد أمراء قبيلة كندة القدامى, وأحد نصارى العرب الذين صالحهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على الجزية وقد قتله خالد بن الوليد.
حصن الأخيضر تحفة عمرانية ومفخرة أثرية في صحراء كربلاء - صحيفة هتون الدولية-

وكتبت المؤرخة (جرترود بل) إن بناء الحصن كان في العصر الأموي, فيما يرى كروسيل إن تاريخ الحصن يعود إلى العصر العباسي الأول وإن الذي بناه هو: عيسى بن موسى ابن عم الخليفة المنصور، وممن تبنّى قول بنائه في العصر الإسلامي أيضاً هرتسفيل واوسكار ورويتر، الذين اتفقوا على أن الحصن بُني في العهد الإسلامي لكنهم اختلفوا في تحديد العصر الذي بني فيه, غير أن المؤوخ موسل يشط كثيراً فينسب بناء الحصن إلى القرامطة وتحديداً إلى عام (277هـ/890م).
حصن الأخيضر تحفة عمرانية ومفخرة أثرية في صحراء كربلاء - صحيفة هتون الدولية-

القصر مشيد بالحجر والجص، وبعض أجزائه بالآجر والجص، وكذلك قطع الحجارة المخلوطة بـ”المونة” مما ساعد على بقائه، وكشفت التحريات الأثرية في القصر عن وجود آثار مثل قطع فخار وخزف تعود إلى العصر الإسلامي، وتم العثور على مسكوكات نقدية تعود إلى العصر العباسي.
حصن الأخيضر تحفة عمرانية ومفخرة أثرية في صحراء كربلاء - صحيفة هتون الدولية-

قصر الأخيضر هو قصر مستطيل الشكل ويتمثل ثلث أرضه حصن مساحته 160× 160 متراً، وكان يحوي مسجدا به محراب صغير في كل من جانبيه وحرمه بلاطة، ومبنى هذا المسجد جزء أصيل من بناء القصر، ووجوده ينفي ما يقال من إن تاريخ تشييد القصر يعود إلى أزمنة تسبق الفتح الإسلامي للعراق، ولقد جمع مبنى الأخيضر في عمارته بين الأساليب الريازة الساسانية والبيزنطية ومن أشياء لم تكن معهودة قبل الإسلام، فمشكياته ونوافذه وزخرفته قريبة الشبه بما في مبنى طاق كسرى، وتيجان أساطينه المنحوتة من المرمر منقوشة بزخرفة بيزنطية الأسلوب قوامها ورق شجر، ويعد القصر أحسن بناء عربي قائم تتجلى فيه عظمة العمارة الإسلامية الأولى. وهكذا يظل حصن الأخيضر تحفة معمارية، وقصرا واسعا منيفا متعدد الأجزاء والمرافق في داخل حصن منيع أبعاده 175×169 متر وتبلغ مساحته 112×83 متراً وبقيت معالم القسم الأكبر من أجزائه قائمة، مما سهل أمر صيانته وترميمه، وجعله من الأماكن السياحية الأثرية الشهيرة في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Link partner: gaspol168 sky77 koko303 zeus138 luxury111 bos88 bro138 batman138 luxury333 roma77 ligaciputra qqnusa qqmacan gas138 bola88 indobet slot5000 ligaplay88