11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

مدينة الحضر العراقية .. تاريخ عريق وصمود دائم

مدينة الحضر هي مدينة أثرية في العراق. بُنيت المدينة على يد السلوقيين بين القرنين الثاني والثالث قبل الميلاد.

تقع مدينة الحضر في قلب بادية الجزيرة الشمالية التابعة لمحافظة نينوى شمالي العراق، وتتوسط نهري دجلة والفرات عند الأطراف الشمالية الغربية من العراق، وعلى وادي الثرثار الذي يمر إلى الشرق منها بنحو 3 إلى 4 كيلومترات.
مدينة الحضر العراقية .. تاريخ عريق وصمود دائم - صحيفة هتون الدولية

وتبعد أطلال وبقايا مدينة الحضر نحو 110 كلم إلى الجنوب الغربي من مدينة الموصل، ونحو 50-60 كلم إلى الشمال الغربي من الشرقاط (آشور). وامتد نفوذ مملكة الحضر إلى نهر دجلة من الشرق والفرات من الغرب، ومن جبال سنجار في الشمال إلى مشارف طيسفون/ المدائن في الجنوب، لكن في عصر ازدهارها امتد نفوذها شمالا إلى ما وراء سنجار، حتى وصل الخابور ونصيبين أقصى شمال العراق.
مدينة الحضر العراقية .. تاريخ عريق وصمود دائم - صحيفة هتون الدولية
سكنت مملكة الحضر قبائل عربية، وعاش وسطهم القليل من الآراميين، ولم تكن سوى قرية نشأت خلال العصر الآشوري الحديث (عام 612 قبل الميلاد)، واستغلت غياب قوة الإمبراطورية الآشورية لتتوسع وتصبح مركزا لاستقطاب الأفراد من البدو ورعاة الإبل والمتجولين في عموم البادية الشمالية.

كانت مدينة الحضر ملتقى للثقافات منذ فجر الإنسانيّة، وبذلك فإنّها تمثّل واحداً من أهم المواقع التاريخيّة فى العراق، كما أنّها تشهد على غنى وتنوّع الهويّة العراقيّة والعربيّة، وفى القرن الثالث قبل الميلاد، كانت الحضر إمارة عربيّة محصّنة ثم أصبحت فى ما بعد عاصمة المملكة العربيّة، حيث كانت الحضر مدينة كبيرة ومحصّنة صمدت فى وجه الغزو الرومانى بين عامى 116 و198 بعد الميلاد وذلك بفضل أسوارها العالية والسميكة والمدعومة بالأبراج، ويتميّز فن العمارة فى مدينة الحضر بمزيج من الأنماط اليونانيّة والرومانيّة تتداخل معها لمسات الديكور الشرقيّة، ما يشهد على عراقة الحضارة العراقيّة، وجدير بالذكر أنّ موقع الحضر هو أول موقع عراقى يدرج فى قائمة اليونسكو للتراث العالمى وذلك عام 1985، كما تم إدراجه على قائمة التراث العالمى المعرّض للخطر عام 2015.
مدينة الحضر العراقية .. تاريخ عريق وصمود دائم - صحيفة هتون الدولية

تمتعت مدينة الحضر بموقع جغرافي ممتاز أتاح لأهلها السيطرة على طرق القوافل التجارية المارة ببادية الجزيرة، كقوافل الحرير والتوابل والأخشاب وغيرها، وهو ما أنعش اقتصاد المدينة، ودلت كثير من الكتابات الأثرية المكتشفة في المنطقة على أن أهل الحضر مارسوا جباية الأموال والضرائب من القبائل العربية.
مدينة الحضر العراقية .. تاريخ عريق وصمود دائم - صحيفة هتون الدولية

وفي الوقت نفسه، مَثل نمو المملكة الديني حافزا اقتصاديا مهما لها، إذ تواردت عليها الأموال لكثرة وتنوع معابدها، التي كانت تتلقى النذور والهدايا بشكل يومي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى