قصر البديع أعجوبة الدنيا بمراكش
قصر البديع بمراكش والذي يعرف أيضاً بقصر البادي هو واحد من أهم وأبرز معالم السياحة في مراكش ، وأحد أجمل روائع فنون الهندسة المعمارية في المملكة المغربية، حيث يشكل بتصاميمه المستوحاة من الفنون الإسلامية القديمة والفنون البرتغالية تحفة فنية فريدة.
شيد قصر البديع في مراكش في عام 1578 بأمر من السلطان أحمد المنصور الذهبي بعد الإنتصار على البرتغالين في معركة الفرسان الثلاثة، وبالرغم من الدمار الذي حل به على مر العصور إلا أنه لايزال يحتفظ بعبقه، ولايزال بإمكان الزوار والباحثين قراءة النصوص المحفورة على جدرانه والتي تروي الكثير عن تاريخ القصر وتصميمه وبنائه.
بعد انتصار أحمد المنصور السعدي في معركة وادي المخازن على البرتغاليين بزعامة دون سبستيان، سعى إلى بناء القصر البديع في مراكش كشاهد على انتصارات الدولة السعدية وسعيًا لتخليد اسمه في التاريخ.
وقد تحدث عن ذلك الفشتالي في «مناهل الصفا»، بقوله: «… أجمل به ذكر ما صنعه بنو العباس ببغداد، وبنو مروان بالشام، وبنو عبيد بالقاهرة،… وسائر ما يعزى إلى أولي السلطان الأكبر من القياصرة والأكاسرة».
وسمي بالبديع، الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين، لأنه لا مثيل له باعتباره تحفة عمرانية وهندسية فريدة، وكذلك نسبة إلى لبديع بالعامية المغربية الذي يقصد به الخزف، لكونه استعمل بكثرة في بنائه بمختلف أنواعه وتشكيلاته.
وقد شرع في بناء قصر البديع عام 986هـ /1578 م، واستمر البناء لمدة 16 سنة، إذ لم تنتهِ به الأشغال إلا عام 1002 هـ/ 1594م. وجلبت مواد البناء من مناطق مختلفة من الشرق والغرب: تنبكتو، أوربا، والهند، والبرازيل، ما جعل قصر البديع يعكس قمة الإبداع العمراني السعدي، لذلك خصص للاستقبالات والتشريفات السلطانية وللحفلات التي كانت تقام في الأعياد الدينية، وحفلات الولاء التي كان يحضرها العلماء والأدباء والشعراء والأعيان، وممثلو الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الدولة السعدية.