قلعة صيدا البحرية.. صرح حضاري شاهد على صمود لبنان
يعود تاريخ بناء هذه القلعة إلى العام 1228، على يد الحملة الصليبية السادسة التي دخلت إلى لبنان. ومن ثم أضيفت إليها بعض التعديلات في أوقات لاحقة، خصوصاً بعد سقوطها في يد المماليك، الذين قاموا بتعديل بعض خصائصها باستخدام حجارة وعناصر بنائية سبقت العصر الصليبي.
فلقد استُخدمت في بناء القلعة الحجارة الضخمة المنحوتة، بالإضافة الى عدد من الأعمدة الغرانيتية التي أُحضرت من المباني والمعابد الرومانية المجاورة، ولقد وضعت هذه الأعمدة بالعرض داخل جدران الأبراج لتدعيم المبنى.
ترتبط القلعة داخل البحر، بالشاطئ بواسطة ممر أو جسر رُمم مؤخرا، يقوم على عقد من الحجارة تستند أطرافها الى ركائز حجرية ضخمة، ويفترض انه كان في ما مضى ينتهي عند طرفه المقابل لمدخل القلعة بقنطرة خشبية (معبر متحرك)، يمكن رفعها أو تدميرها عند الضرورة لعزل القلعة عن البر والحؤول دون وصول المهاجمين اليها.
تتميز القلعة بواجهتها العلوية، وبالسور الضخم الذي يربط القلعة وأبراجها ببعضها البعض. والواضح من خلال التصميم، أن هذا السور المنيع والذي يشكَل حاجزاً صخرياً متيناً، كان يقف كحاجز دفاع لا يسمح باختراق القلعة بسهولة. يصل ارتفاع هذا السور الى 27 متراً وعرضه 21 متراً ، وهو يضم فجوات مزروعة برؤوس مدافع كانت تستخدم لحماية الحصن من أي غزو.
تتألف القلعة من برجين دفاعيين، البرج الأول يقع إلى الشمال الشرقي من القلعة ويقابل مدخلها الرئيسي. وهو مستطيل الشكل، ولقد بنيت جدرانه من حجارة ضخمة، ولا تزال أطراف الأعمدة الغرانيتية واضحة على واجهته الخارجية حتى الآن.
بني فوق هذا البرج مسجد صغير في العهد العثماني، تحديداً في العام 1840 بعد أن تعرّضت القلعة للقصف من قبل البحرية البريطانية. يتميز هذا المسجد بتصميمه، فهو مستطيل الشكل وتعلوه قبة، كما ويمكن ملاحظة محرابه من الخارج.