11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

معبد أبو سمبل.. متحف الأعاجيب على الضفاف المصرية

أبو سمبل Abu Simbel هُو معبد قديم تمّ قطعه في جُرفٍ صلبٍ في عهد الملك رمسيس الثاني، حيث تمّ نحت المعبدين في سفح الجبل كنصبٍ تذكاري دائم للفرعون رمسيس والملكة نفرتاري، وفي الستينات تمّ العمل على نقل المعبد بعد بناء سدّ على النيل.

يُعد معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان، واحدا من أشهر المعابد الأثرية في مصر، حيث ترجع أهمية معبد أبو سمبل الكبير إلى ارتباطه بظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الفرعون رمسيس الثاني مرتين في السنة، توافق الأولى 22 أكتوبر والثانية 22 فبراير من كل عام.
معبد أبو سمبل.. متحف الأعاجيب على الضفاف المصرية -صحيفة هتون الدولية

وقام ببناء هذا المعبد الملك رمسيس الثاني رمسيس الثاني (حوالي 1303 ق.م – 1213 ق.م)، أشهر ملوك مصر من عصر الدولة الحديثة، ويُعتقد بأنه جلس على العرش وهو في أواخر سنوات المراهقة وحكم مصر في الفترة من 1279 ق.م إلى 1213 ق.م لفترة 67 عاما.

ويمتاز المعبد بتصميم معماري فريد، حيث نقرت واجهته في الصخر وزينت بأربعة تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني، يصل طول الواحد منها إلى حوالي 20 مترا، ويلي الواجهة ممر يؤدي إلى داخل المعبد الذي نقر في الصخر بعمق 48 مترا، وزينت جدرانه مناظر تسجل انتصارات الملك وفتوحاته، ومنها معركة “قادش”، التي انتصر فيها على الحيثيين، بالإضافة إلى المناظر الدينية التي تصور الملك في علاقاته مع المعبودات المصرية القديمة.
معبد أبو سمبل.. متحف الأعاجيب على الضفاف المصرية -صحيفة هتون الدولية

يُوجد في معبد أبو سمبل أربعة تماثيل عملاقة لرمسيس الثاني، وعلى قاعدة التمثال تظهر أبرز النقوش في معبد أبو سمبل، والتي تُظهر الكلمات الآتية: “اسمي أوزيماندياس، ملك الملوك أنظروا إلى أعمالي أيها الأعزاء”. أوزيماندياس هو اسم آخر لرمسيس الثاني الذي كان عصره عصرًا ذهبيًا في مصر؛ وذلك نتيجة العديد من الحملات العسكرية التي شنّها في بلاد الشام وسوريا، لذا عمل على إحياء هذه الانتصارات ببناء المعابد والتماثيل الضخمة، كمعبد أبو سمبل الذي عمل على نحته في الصخور لإحياء ذكرى الانتصار على الحيثيّين.
معبد أبو سمبل.. متحف الأعاجيب على الضفاف المصرية -صحيفة هتون الدولية

لقد تمّ وضع التماثيل الجالسة مُقابل الوجه الغائر للجُرف، اثنان منهما على الجانب الرئيس للمدخل، وتضمّنت النّقوش على أقدام هذه التماثيل شخصيات صغيرة تُمثل أطفال رمسيس وملكته نفرتاري ووالدته موت توي، أمّا على الزوج الجنوبي كانت أبرز النقوش في معبد أبو سمبل من صُنع اليونانيين الذين خدموا مصر في القرن السادس قبل الميلاد، وقدمت هذه النُقوش دليلًا على التاريخ المُبكّر للأبجدية اليونانية.
معبد أبو سمبل.. متحف الأعاجيب على الضفاف المصرية -صحيفة هتون الدولية

أمّا المعبد نفسه فإنّه يتكون من ثلاث قاعداتٍ مُتتالية ومُزينة بتماثيل أوزيريد، مع مشاهد مرسومة لنصره المزعوم في معركة قادش، أما في الشمال من المعبد، يقع المعبد الأصغر وهُو مُزيّن بتماثيل للملك والملكة، وتدُل هذا النقوش على العظمة والفخامة في العصر الذهبي للملك رمسيس الثاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى