11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

قلعة قايتباي… حصن منيع للإسكندرية عمره 500 سنة

تبرز قلعة قايتباي في الإسكندرية بموقعها المميز على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث شيدت منذ أكثر من 500 عام فوق أنقاض إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، أي فنار الإسكندرية القديم.

قلعة قايتباي تقع في نهاية جزيرة فاروس بأقصى غرب الإسكندرية. وشيدت في مكان فنار الإسكندرية القديم الذي تهدم سنة 702هـ/1302م اثر الزلزال المدمر الذي حدث في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون. وقد بدأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بناء هذه القلعة في سنة 882هـ وانتهى من بنائها سنة 884 هـ/1480. وكان سبب اهتمامه بالإسكندرية كثرة التهديدات المباشرة لمصر من قبل الدولة العثمانية والتي هددت المنطقة العربية بأسرها.
قلعة قايتباي... حصن منيع للإسكندرية عمره 500 سنة - صحيفة هتون الدولية

صُممت القلعة على شكل مربع تبلغ مساحته 150 في 130 متراً يحيط به البحر من ثلاث جهات. وتحتوي القلعة على الأسوار والبرج الرئيسي في الناحية الشمالية الغربية، وتنقسم الأسوار إلى سور داخلي وآخر خارجي، يشمل الداخلي ثكنات الجنود ومخازن السلاح، أما الخارجي فيضم في الجهات الأربع أبراجاً دفاعية ترتفع إلى مستوى السور باستثناء الجدار الشرقي الذي يشتمل على فتحات دفاعية للجنود. ويتخذ البرج الرئيسي في الفناء الداخلي شكل قلعة كبيرة مربعة الشكل.
قلعة قايتباي... حصن منيع للإسكندرية عمره 500 سنة - صحيفة هتون الدولية وتتكون القلعة من ثلاث طوابق مربعة الشكل، وتوجد في أركان البرج الأربعة أبراج نصف دائرية تنتهي من أعلى بشرفات بارزة، وهذه الأبراج أعلى من البرج الرئيسي وتضم فتحات لرمي السهام على مستويين، ويشغل الطابق الأول مسجد القلعة الذي يتكون من صحن وأربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة، وكان لهذا المسجد مئذنة لكنها انهارت.
قلعة قايتباي... حصن منيع للإسكندرية عمره 500 سنة - صحيفة هتون الدولية

أما الطابق الثاني فيحتوي على ممرات وقاعات وحجرات داخلية، ويضم الطابق الثالث حجرة كبيرة هي “مقعد السلطان قايتباي” الذي كان يجلس فيه لرؤية السفن على مسيرة يوم من الإسكندرية، ويغطي هذا الطابق قبو متقاطع. كما يوجد فرن لإعداد الخبز وطاحونة لطحن الغلال للجنود المقيمين في القلعة.
قلعة قايتباي... حصن منيع للإسكندرية عمره 500 سنة - صحيفة هتون الدولية
ولأن قلعة قايتباي تعد من أهم القلاع على ساحل البحر المتوسط فقد اهتم بها سلاطين وحكام مصر على مر العصور، ففي العصر المملوكي اهتم السلطان قنصوه الغوري بها بشكل كبير، وزاد من قوة حامياتها وشحنها بالسلاح والعتاد، ولما فتح العثمانيون مصر استخدموا هذه القلعة مكانا لحاميتهم واهتموا بالمحافظة عليها وجعلوا بها طوائف من الجند المشاة والفرسان والمدفعية ومختلف الحاميات للدفاع عنها، من ثم الدفاع عن بوابة مصر من جهة الساحل الشمالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى