11المميز لديناتاريخ ومعــالممتاحف وأثار

معبد فيلة الذي شيد في عهد الملك بطليموس الثاني

وسط نيل أسوان الخالد، يقع معبد فيلة «درة المعابد النيلية» وأحد أعرق المعابد المصرية النوبية القديمة، ونالت جزيرة فيلة أهمية بالغة لدى قدماء المصريين، نظرًا لما يتميز به المعبد من موقع خلاب، حيث شكلت مع جزيرة أسوان حدودًا جغرافية طبيعية.

تمتاز مدينة أسوان بوجود العديد من المعالم الأثرية القديمة وهي من المعالم المشهورة في مصر، ومن أهم هذه المعالم معبد فيلة، يعود تاريخ معبد فيلة إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ثم تتابعت بعده العصور المختلفة مثل العصور اليونانية والرومانية والبيزنطية، وقد كان لكل عصر من هذه العصور أثره على جدران ذلك المعبد وتحتوي الآثار التي تعود لمعبد فيلة على العديد من الأبنية التي يرجع تاريخها إلى العصر البطلمي،
معبد فيلة الذي شيد في عهد الملك بطليموس الثاني -صحيفة هتون الدولية

وهو من أبرز المعابد التي أنشأها بطليموس الثاني فيلادلفوس، وكان هذا المعبد مخصصاً للإلهة إيزيس أم حورس، وقد عُرفت عند قدماء المصريين بأنها ربة الأمومة والقمر، ويوجد في هذا المعبد منظر حجرة الولادة التي تم فيها الاحتفال بولادة حورس وظهرت فيه إيزيس وهي تقوم برضاعة ابنها حورس في الأحراش.

ويعتبر معبد إيزيس المعبد الرئيسي في جزيرة فيلة حيث يُعتبر واحداً من أضخم المعابد التي تم تشييدها في جزيرة فيلة ويحتل هذا المعبد مساحة تُقدّر بربع مساحة جزيرة أجيليكا وهي الموقع الحالي لمعبد فيلة، وتشتمل الباحة الرئيسية لمعبد إيزيس على ما يُسمى بمبنى الماميزي أو كما يُسمى ببيت الولادة وهو المكان الذي كانت تُقام فيه طقوس الاحتفال بميلاد الإله ومن الأمور الأساسية التي كان يحرص الملوك على أدائها هو الاشتراك في هذه الطقوس لكي يؤكدوا انتماءهم لسلالة هذا الإله.
معبد فيلة الذي شيد في عهد الملك بطليموس الثاني -صحيفة هتون الدولية

أُطلق قديمًا على معبد فيلة اسم بيلاك وهو اسم مشتق من اليونانية واللاتينية، أما في العصر الإسلامي فكانت تعرف باسم القلعة أو جزيرة أنس الوجود.

يقع معبد فيلة على جزيرة فيلة التي تقع في منتصف نهر النيل وكانت هذه الجزيرة من أهم الحصون الدفاعية عن مصر، وتم نقل معبد فيلة من مكانه الأصلي إلى موقع آخر وهو جزيرة أجيليكا خوفاً من الفيضانات بعد بناء السد العالي.

يُعدّ الهدف الأساسي من تشييد معبد فيلة هو لعبادة الإلهة إيزيس خلال القرن الثالث للميلاد والتي كانت من أقوى الآلهة في مصر وكان قد عبدها اليونانيون والرومانيون على حد سواء.
معبد فيلة الذي شيد في عهد الملك بطليموس الثاني -صحيفة هتون الدولية

توجد العديد من المعالم الفرعونية على جزيرة فيلة منها مقصورة نختنبو الأول، ويوجد إلى جانبه معبد أريس أوفيس يوناني – روماني، ومعبد ماندوليس وهو معبد يعود إلى العهد الروماني، كما يوجد أعمدة ترجع أصولها للعصر الروماني والبطلمي منها معبد حتحور، ومعبد إمحوتب، ومقصورة تراجان.

تعرض هذا المعبد إلى الغرق حيث أغرقته مياه النيل وتم تقسيمه ثم أُعيد تجميعه مرة أخرى وتم نقله عام 1972 من موقعه السابق إلى موقع آخر وهو فوق جزيرة أجيليكا وهو الموقع الحالي لمعبد فيلة، وتبعد هذه الجزيرة مسافة خمسمائة متر عن موقع جزيرة فيلة وقد استغرقت عملية النقل ما يقارب 2 عام؛ لأن مياه النيل كانت تُحيط بالجزيرة وبالمعابد من كل جهة مما شكل تهديداً كبيراً عليها وعلى قيمتها الأثرية المهمة.
معبد فيلة الذي شيد في عهد الملك بطليموس الثاني -صحيفة هتون الدولية

يعتبر معبد فيلة مزار سياحي مهماً تجعل الزائر يستمتع بما يراه من آثار الماضي ويستمتع كذلك بالحاضر حيث يوجد فيه مشاهد لعروض الصوت والضوء ليلاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى