تشكيل وتصويرفن و ثقافة

معهد مسك للفنون يعرض أعمالا في الفنون الرقمية

أطلق معهد مسك للفنون معرض صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون “صيف 2024” في نسخته الثانية، بمشاركة 28 فنانا من السعوديين والمقيمين في السعودية العاملين على مختلف الوسائط الرقمية، تحت مظلة موضوع المعهد لهذا العام “الإعلام والتكنولوجيا”.

وقد انطلق المعرض بعد دعوة عامة للفنانين لتقديم أعمالهم في النسخة الثانية من المعرض، ورُشح 28 فنانا عُرضت أعمالهم المستمَدة من موضوع معهد مسك للفنون لعام 2024، وبلغ عدد الأعمال المشاركة 35 عملا تناقش السرديات الشخصية للفنانين، وموضوعات حول التفاعل الإنساني بين الأماكن العامة والخاصة، إضافة إلى مجموعة من الأعمال ناقشت المواقع التاريخية والمناظر الطبيعية في المملكة، مرورا بالمدن الكبرى في ظل التطور المتسارع.

وناقشت الأعمال المشاركة في المعرض مواطن نشأة الفنانين، وظهرت مستلهَمة من الذاكرة الجماعية وتأثيرات المدن المستمرة على أفراد المجتمع.

ومن بين هذه الأعمال ما قدمته الفنانة هند الدويش تحت عنوان “أرطى عربية” وهو عمل ناقشت من خلاله موطن نشأتها ومنابتها الأولى في مدينة الأرطاوية، وبعد أن تكونت لديها العديد من الأسئلة حول مصدر تسمية المدينة، اكتشفت أن الاسم يعود إلى نبتة الأرطاة، التي أصبحت شبه منقرضة في المدينة والمناطق المجاورة لها، الأمر الذي دفعها إلى خوض رحلة بحث عن وجود هذه النبتة في مناطق أخرى، فوثقت في هذا العمل هذه الرحلة. وقد ذكرت الفنانة بأن هذه النبتة معروفة برائحتها الزكية وبجمالها، وقادها البحث إلى الوصول إلى بيت شعري لذي الرمة إذ يقول:

“فبات ضيفا إلى أرطاة مرتكمٍ

من الكثيب بها دفء ومحتجبُ”.
ومن بين الأعمال التي تميزت في المعرض، “خارج نافذة المقعد الخلفي”، وهو عمل للفنانة ندى بركة، مكون في الأصل من 24 لوحة شاركت الفنانة باثنتين منها تم التقاطها في عام 2019 إحداهما صورة نهارية والأخرى ليلية ركزت فيها الفنانة على وجود الأشخاص وعلى علاقتهم بالشارع وتفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم، والتقطت الصورة الليلية بخاصية التعريض الضوئي الطويل، وركزت فيها على الإضاءة الموجودة بالشوارع من إنارة السيارات أو المباني أو اللوحات الإعلانية وهو ما يعطي إحساسا بالحركة في لوحاتها.

وتفسر الفنانة السعودية لطيفة الماضي لوحتها التي تحمل عنوان “ذرا” بأنها المكان الذي يسترك ويغطيك، ‎وقد استلهمت العمل من التراث المعماري في وسط نجد، شارحة من خلال العمل تفاعلنا مع عبق الماضي، وروح الأجداد، التي تتردد كأصوات وقصص، واستخدمت تقنية “الفان دايك” لتحويل الصورة كظل للصورة الحقيقية لإعطاء المشاهد الإحساس العميق الذي يصلنا عند رؤية العمارة التاريخية والتراثية، وقد عملت الفنانة على مشروع يتحدث عن الصور المؤرشفة ودورها في حفظ تاريخ العمارة في المنطقة الوسطى تحديدا.

وقد تميّز عمل “الصياد عبدو” للفنان السعودي أسامة جبرتي بتسليط الضوء على صياد من جزيرة فرسان يدعى عبدو، وحول علاقته الوطيدة بالجزيرة وانسجامه مع البحر، حيث الطبيعة جزء لا يتجزأ من حياته اليومية، بينما يفقد سكان المدن الحضرية التواصل مع الطبيعة.

ويرمز العمل الفني “الصياد عبدو” إلى هذا الارتباط العميق، مؤكدا بذلك ضرورة إعادة النظر في تفاعلنا مع الطبيعة، ودورها الحيوي في تشكيل الهوية البشرية.

يذكر أن معهد مسك للفنون هو إحدى الجهات التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان “مسك” ويُعنى بتمكين الفنانين المحليين من خلال منظومة مترابطة من التعليم والممارسة والخبرات متعددة التخصصات، وقد أطلق المعرض في الثامن والعشرين من يوليو الماضي ويستمر حتى التاسع والعشرين من أغسطس الجاري، وهو امتداد لسلسلة المعارض التي تحتضنها صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى