تشكيل وتصويرفن و ثقافة

في معرضها الشخصي الأول وداد الدباس توثق فوتوغرافيا مشاهد من الأردن والعالم

تعرض الفوتوغرافية الأردنية وداد الدباس لقطات وصورا توثق أماكن من الأردن ومن دول أخرى زارتها حول العالم، في معرضها الشخصي الأول بعنوان “همسات الأرض” المنعقد في غاليري “وصل” بالمتحف الوطني للفنون الجميلة بعمان.

ويشتمل المعرض الذي يستمر إلى السادس والعشرين من سبتمبر المقبل، على 26 عملا فوتوغرافيا بمختلف الأحجام والوسائط، بعضها في إطار المجسمات المصنوعة من الطين، وأخرى مؤطرة باستخدام المواد العضوية والبديلة، حيث تتقاطع جميعها في نقل المشاهد المختلفة التي التقطتها خلال ترحالها في الأردن ومناطق أخرى حول العالم.

وتتنوع الأعمال في موادها المستخدمة بين الفوتوغرافي، والفوتوغرافي على زجاج وطوب، ولوح من الجبس، ولوح من الطين وزجاج وطوب من الطين، حيث التقطت الصور الفوتوغرافية في الفترة بين 2012 و2023 في مناطق طبيعية في جزيرة تينيرفي بجزر الكناري وأسكتلندا والفحيص ووادي رم، إضافة إلى مجسمات من الطين ومونتاج فيديو بعنوان “صدى”، عكست جميعها إبداعات الفنانة الدباس في جماليات التصوير والتشكيل، وعبرت عما تسعى إليه من خلال رسالتها في هذه الأعمال التي تُعلي من شأن الطبيعة وخصوصا الأرض ومكوناتها وحضورها وقيمتها في حياتنا.

وتقول الدباس عن معرضها “بينما كنت استكشف الأرض، وجدت فيها الحق والارتباط، بدءا من قمم الجبال الشاهقة وصولا إلى تراب الحدائق، وفي هذه التجارب كنت أجد اتصالا روحيا قدسيا، لكنه أصبح صامتا مطموسا تحت وطأة مساعينا المجحفة نحو التقدم والاستهلاك، والتي حرمتنا نعمة وبركة التأمل، ونحن نسير في تجاربنا المعيشة”.

ومعرض “همسات الأرض” الذي حضره عدد كبير من الفنانين التشكيليين والمهتمين وسفراء عدد من الدول الأجنبية، هو بمثابة محاولة تسعى إلى إبطاء إيقاع الحياة بما يكفي، من أجل التواصل مع الكون وإبصار الصفات الأصيلة لوجودنا، كما أن المعرض يغوص في فكرة إعلاء همسات الأرض من خلال استعادة صوتها وحضورها في محيطنا.

ومن خلال هذا المعرض تسعى وداد إلى جعل الأرض في المقدمة، كموضوع ومادة تشكيل، لتجسيد وكشف عظمتها، حيث اتخذت من تربة الحديقة والجبس والزجاج موادها التشكيلية، التي طوعتها لتأطير المشاهد المختلفة التي عايشتها، والمواد المنتقاة في هذا المعرض تمثل دعوة إلى اكتشاف ميزات استخدام المواد الطبيعية في الهياكل الحديثة، كخطوة طموحة لتشافي الأرض، والتخلص من السموم والأجزاء البلاستيكية الدقيقة، التي تشكل خطرا كبيرا يهدد حياتنا.

ويأتي الإلهام الأساسي للدباس من وراء مجموعة الأعمال التي تفرض إيقاعها بعمق التأمل في جماليات تفاصيلها، من استماعها إلى تراب الحديقة، وإلى همسات “ميكروبات” التربة الضرورية لنمو النباتات، وامتصاص المياه، والحد من التغير المناخي، إنها كذلك همسات الصيف البارد، والشتاء الدافئ، الذي تعززه المنازل المبنية من الطين. همسات الاقتراب من أرضنا والمكوث في كينوناتها وأشكالها الوفيرة.

وتدعونا الفنانة من خلال هذه التجربة إلى أن نمارس التأني من أجل الاتصال مع حواسنا الكونية، وممارسة هذا النهج في حياتنا، والتفكير في كيفية إعلاء واسترجاع همسات الأرض، كل منا حسب قدراته الفريدة.

يشار إلى أن الفنانة الدباس درست علم البيئة والأحياء الدقيقة، وتمضي الكثير من وقتها بين الجبال والبحار، ما جعلها تهتم بالتوعية بالبيئة من خلال الفن التجريبي والتصوير الفوتوغرافي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى