مواسم الخير

مشاركة أ. عبد الله بن سليم الزهراني – اليوم الوطني 94

المملكة العربية السعوديةهي الحصن الحصين، وهي الوطن العظيم للجميع، مواطنًا ومقيمًا. وهي الشقيقة الكبرى للأمتين الخليجية والعربية والإسلامية منذ القدم، وتطورت هذه الأحداث تباعًا إلى عصرنا هذا، تحت رعاية حكومة المملكة العربية السعودية وحكامها، إلى حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. المملكة حاضنة الحرمين الشريفين والبقاع المقدسة، وهي مهبط الوحي، ولا تألو جهدًا في خدمة الحرمين الشريفين والبقاع المقدسة، وتقدم كل ما بوسعها لخدمة ضيوف الرحمن. وقد عملت على مشاريع عملاقة في المشاعر المقدسة مثل جسر الجمرات والخيام ذات النوع الخاص ضد الحريق وتوسعة الحرمين الشريفين العملاقة، وتنوع مصادر التنقل بين المشاعر عبر قطار الحرمين وأسطول من سيارات وحافلات نقل الحجاج.

هي دولة بُنيت على أسس ومفاهيم عملاقة من العدل، ودستورها القرآن والحكمة والمساواة التي تنبع من ثقافتها الإسلامية المحضة، كما تحارب الجهل والظلام والعنصرية. هي مسيرة رجال صدقوا ما عاهدوا الله ورسوله عليه.

المملكة، منذ بداية الدولة السعودية الأولى، تعمل جاهدة، وتضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن، هذا الكيان العملاق. وقد عملت على بناء دولة حديثة قادرة على بسط نفوذها بالكامل على حدودها البرية والبحرية والجوية، ومحاربة تلك العصابات المتطرفة والانتماءات سواء كانت تتبع في تلك الحقبة من الزمن البعيد إسطنبول والبشواتية في مصر. لهذا حاربت من أجل تحقيق هدف سامٍ وهو إرساء نظام الحكم بشرع الله وسنة نبيه. ورغم تلك النزاعات والانتماءات، إلا أنها كانت على ثبات دائم رغم الصعاب.

ثم جاء دور الحكم السعودي الثاني لتعزيز مكتسبات ما سبق، وتم البناء رغم الإرهاصات. قامت المملكة بمساعدة رجال القبائل السعودية من شرقها وشمالها وجنوبها وغربها ووسطها، حتى تكاتفت الجهود، وخاصة القبائل المؤثرة في الجنوب وكان لهم الكلمة الفصل. أصبح فجر جديد مناصر مع الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن، صقر الجزيرة، ورجاله المخلصين، طيب الله ثراه وثراهم، وجزاهم الله عنا خير جزاء بما قدموه من تضحيات من المال والأنفس، وخوض تلك المعارك في كل مكان، ويشهد التاريخ على ذلك، مثل معركة وادي بسل بالطائف، والبراقة، والرهوة، وفي عدة مناطق من أجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل. لملمت القبائل شتاتها ووحدت صفوفها، وأصبحوا كالبنيان المرصوص. خاضت حروبًا وانتصارات عمّت الجزيرة العربية تحت راية التوحيد من أجل بناء دولة عظيمة، وتم ذلك، ومبايعة تلك القبائل على السمع والطاعة في الحرب والسلام؛ حربًا على من حاربهم، وسلامًا لمن سالمهم. حتى عام 1351 هجري، أعلن القائد الملهم والمؤسس العظيم قيام المملكة العربية السعودية.

اليوم تحقق الحلم العظيم، ونحن ننعم في خير وسلام، رغم أننا دولة نامية ومتطورة، فإننا نسير في خطى من العطاء العظيم بلا كلل ولا ملل. بدأت الدولة تنهج نهج التقدم الحضاري ومواكبة العصر ومتطلباته في تسارع، وما زال العمل جاريًا نحو الأفضل، في ازدهار التطور وتنوع مصادر الدخل للدولة والفرد والمجتمع.

على سبيل المثال، تأسست شركة أرامكو عام 1933، وبدأت أعمال حفر آبار البترول ونقل البترول عبر خط التابلاين عام 1947، حيث مر هذا الخط العملاق عبر الأراضي السعودية والأردنية واللبنانية، وأصبح جاهزًا للتصدير عام 1950 في عهد الملك المؤسس عبد العزيز. تم إغلاق الخط بعد مرور 73 عامًا من العمل بقرار ملكي من الملك فهد، رحمه الله. بعد ذلك، تم إعادة صياغة اسم الشركة إلى أرامكو السعودية بعد نقل ملكيتها بالكامل للسعودية.

شهدت المملكة نقلة نوعية وتطورًا صناعيًّا هائلًا. من قبل، لم يكن هناك مداخيل كبيرة غير البترول وبعض المنتجات الزراعية، مثل التمور. لكن مع تطور الصناعة، أصبح هناك الهيئة الملكية في الجبيل وينبع، وازدهرت الصناعات والشركات مثل سابك والبتروكيماويات، وأصبح الميزان التجاري يميل لصالح المملكة في الإنتاج والتصدير عبر موانئها العملاقة. انضمت المملكة كعضو مؤسس في أوبك وتتحكم في الإنتاج العالمي، وها هي اليوم إحدى أكبر الدول الاقتصادية في العالم.

خلال مسيرتها التي امتدت 94 عامًا، بنت السعودية مشاريع عملاقة في كل مدنها الكبرى ومحافظاتها، اهتمت بالمواطن وتلبية احتياجاته رغم الظروف الدولية الراهنة، وشيدت صروحًا عملاقة من المصانع والشركات، الجامعات، المستشفيات، والمدارس. وصل الإنسان السعودي إلى الفضاء مرتين، وما زلنا نغزو الفضاء بعلماء سعوديين ومخترعين وفلاسفة وكبار العلماء.

كذلك، أصبحت السعودية وجهة سياحية فاقت كل الدول. تضم المملكة تنوعًا جغرافيًّا وسياحيًّا، ومن أبرز المدن الأثرية مدينة العلا. كما أسست المملكة هيئة ملكية لتطوير العلا اقتصاديًا وسياحيًّا.

لم تكتفِ المملكة بالبنية التحتية والمشاريع العملاقة، بل أيضًا اهتمت بتوسيع الحرمين الشريفين، وتطوير المشاريع في المشاعر المقدسة؛ هذه الجهود الكبيرة جعلت المملكة تنافس الدول العالمية التي سبقتها في هذه المجالات.

وختامًا، تقدمت السعودية بملف استضافة معرض إكسبو، وتخطط أيضًا لاستضافة كأس العالم عام 2036م.

دام عزك يا وطن.. وطن لا نحميه، لا نستحق العيش فوق أرضه وتحت سمائه.

بقلم/ أ.  عبد الله بن سليم الزهراني 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى