التعذية والصحةالطب والحياة

تحذيرات من تجاهل ارتفاع ضغط الدم

يعد ارتفاع ضغط الدم من الحالات الصحية التي تتطلب اهتمامًا خاصًا، حيث يتسبب في إجهاد القلب وجعله يعمل بجهد أكبر.

وحذر الدكتور إرنست فون شوارتز، طبيب القلب ومؤلف كتاب “أسرار الخلود”، من أن أخطر ما يمكن أن يقوم به مرضى ارتفاع ضغط الدم هو عدم التعامل بجدية مع حالتهم.

وأشار إلى أن كثيرين قد يستخفون بالمشكلة؛ لأنها لا تسبب ألمًا مباشرًا، ما يجعلها تُعرف بـ”القاتل الصامت” نظرًا لتأثيراتها السلبية على القلب، والأوعية الدموية، والدماغ، والكلى إذا لم تُعالج.

وبحسب صحيفة “ميرور البريطانية”، شدد الدكتور تشنغ هان تشين، طبيب القلب التدخلي، على ضرورة مراقبة ضغط الدم بانتظام سواء في المنزل أم عند الطبيب، معتبرًا أن هذه الخطوة “حتمية” لمتابعة تأثير نمط الحياة والأدوية على صحة المريض.

وعدم مراقبة ضغط الدم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، فضلًا عن مضاعفات أخرى كالفشل الكلوي، وضعف البصر، ومشاكل الإدراك.

وينصح الخبراء بتعديل نمط الحياة لتجنب تفاقم الحالة، بما في ذلك اتباع نظام غذائي صحي، وتقليل تناول الملح، وممارسة الرياضة، والابتعاد عن التدخين.

يمكن أن يساعد العلاج وتغييرات نمط الحياة في ضبط ضغط الدم المرتفع، ما يؤدي إلى الحد من احتمالات الإصابة بحالات مَرَضية تُهدِّد الحياة.

حدوث تلف بالشرايين
تتميز الشرايين السليمة بالمرونة والقوة والليونة. وتكون بطانتها الداخلية ملساء، ومن ثمّ يتدفق الدم بسهولة مزودًا الأعضاء الحيوية والأنسجة بالعناصر المغذية والأكسجين.

مع مرور الوقت، يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى زيادة ضغط الدم المتدفق في الشرايين. وقد يُسبب ذلك ما يلي:

تضرر الشرايين وتضيّقها. قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تضرر خلايا البطانة الداخلية للشرايين. وعندما تدخل دهون الطعام إلى مجرى الدم، فإنها قد تتراكم في الشرايين المتضررة. وبمرور الوقت، تصبح جدران الشريان أقل مرونة، ما يحد من تدفق الدم في الجسم.
تمدد الأوعية الدموية. مع مرور الوقت، قد يُسبب الضغط المستمر للدم المتدفق عبر شريان ضعيف انتفاخ جزء من جدار الشريان، وتُعرف هذه الحالة بتمدد الأوعية الدموية. قد ينفجر الوعاء الدموي المتمدد مسببًا نزيفًا داخل الجسم قد يُهدد الحياة. وقد يُصيب تمدد الأوعية الدموية أي شريان، لكنه أكثر شيوعًا في الشريان الأورطي، وهو أكبر شريان في الجسم.
حدوث تلف بالقلب
يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يسبب العديد من حالات القلب، منها ما يلي:

مرض الشريان التاجي. يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يسبب تضيُّق وتضرر الشرايين التي تمد القلب بالدم. يُعرَف هذا الضرر بمرض الشريان التاجي. وقد يسبب انخفاض تدفق الدم إلى القلب آلامًا في الصدر، ويُطلَق عليها ذبحة صدرية. ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى عدم انتظام ضربات القلب، يُطلَق عليه اضطراب النظم القلبي. أو يمكن أن يسبب الإصابة بنوبة قلبية.
فشل القلب. يسبب ارتفاع ضغط الدم إجهاد عضلة القلب. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف عضلة القلب أو تيبسها وعدم تأديتها لوظيفتها كما ينبغي. ويبدأ القلب المُجهَد في الفشل بالتدريج.
تضخم القلب الأيسر. يدفع ارتفاع ضغط الدم القلب إلى العمل بقوة أكبر من اللازم من أجل ضخ الدم لبقية الجسم. وهذا يسبب زيادة سُمك حجرة القلب السفلية اليسرى، التي يُطلَق عليها البطين الأيسر، وتضخمها. ويزيد سُمك البطين الأيسر وتضخمه من احتمال الإصابة بنوبة قلبية والفشل القلبي. ويزيد أيضًا من احتمال التعرض للوفاة عندما يتوقف القلب فجأة عن النبض، وهو ما يُطلَق عليه موت القلب المفاجئ.
المتلازمة الاستقلابية. يزيد ارتفاع ضغط الدم من احتمال الإصابة بالمتلازمة الاستقلابية. وهي مجموعة من الحالات الصحية التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري. والحالات الصحية التي تؤدي إلى الإصابة بالمتلازمة الاستقلابية هي ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى السكر في الدم وارتفاع مستوى الدهون في الدم، التي يُطلَق عليها الدهون الثلاثية، وانخفاض مستويات كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة، وهو الكوليسترول “المفيد”، وزيادة دهون الجسم حول الخصر.
تضرر الدماغ
يعتمد الدماغ على تدفق الدم المغذي له لكي يؤدي وظائفه بشكل صحيح. من الممكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إصابة الدماغ بما يلي:

النوبة الإقفارية العابرة (TIA). يطلق عليها أحيانًا السكتة الدماغية العابرة. تحدث النوبة الإقفارية العابرة عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ لفترة وجيزة، ويمكن أن تسببها الإصابة بتصلّب الشرايين أو جلطات الدم الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم. وفي أغلب الحالات، تكون النوبة الإقفارية العابرة علامة تحذيرية على الإصابة بسكتة دماغية كاملة.
السكتة الدماغية. تحدث السكتة الدماغية عند عدم حصول جزء من الدماغ على ما يكفي من الأكسجين والعناصر المغذية، أو قد تحدث عند وجود نزيف في الدماغ أو حوله. تؤدي هذه المشكلات إلى موت خلايا الدماغ. وقد تتعرّض الأوعية الدموية التي تضررت من ارتفاع ضغط الدم للتضيّق أو التمزّق أو تسرّب الدم منها. ومن الممكن أن يُسبب ارتفاع ضغط الدم أيضًا تكوُّن جلطات الدم في الشرايين المؤدية إلى الدماغ. وقد تمنع هذه الجلطات تدفق الدم إليه، ما يزيد من احتمالات الإصابة بسكتة دماغية.
الخَرَف. يمكن أن يُقلِّل تضيّق الشرايين أو انسدادها من تدفق الدم إلى الدماغ. ويمكن أن يسبب هذا نوعًا معينًا من الخَرَف، يسمى الخَرَف الوعائي. كذلك يمكن أن يحدث الخَرَف الوعائي نتيجة التعرّض لسكتة دماغية واحدة أو عدة سكتات دماغية صغيرة تمنع تدفق الدم إلى الدماغ.
القصور الإدراكي البسيط. تحدث في هذه الحالة مشكلات بسيطة بعض الشيء في الذاكرة أو اللغة أو التفكير لدى المريض مقارنةً بالبالغين الآخرين في العُمر نفسه. ولكن هذه التغيرات لا تكون كبيرة لدرجة تأثيرها على حياته اليومية، مثلما يحدث في حال الخَرَف. وقد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى الإصابة بالقصور الإدراكي البسيط.
حدوث ضرر بالكلى
تعمل الكلى على تنقية السوائل الزائدة والفضلات من الدم، وهي عملية تتطلب وجود أوعية دموية صحية. ويمكن لارتفاع ضغط الدم أن يتلف الأوعية الدموية الموجودة في الكليتين والأوعية التي توصل الدم إليها. وتجدُر الإشارة إلى أن الإصابة بالسكري مع ارتفاع ضغط الدم يزيد من تفاقم الضرر.

تمنع الأوعية الدموية التالفة الكلى من تنقية الدم من الفضلات بفعالية. فيسمح ذلك بتراكم مستويات خطرة من السوائل والفضلات في الجسم. عندما لا تؤدي الكلى وظيفتها بشكل كافٍ من تلقاء نفسها، تُعرَف هذه الحالة الخطيرة بالفشل الكلوي. وقد يشمل العلاج غسيل الكلى أو زرع الكلى. ويُعد ارتفاع ضغط الدم أحد أكثر الأسباب شيوعًا لحدوث الفشل الكلوي.

حدوث ضرر بالعينين
قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إتلاف الأوعية الدموية الدقيقة والحساسة التي تزود العينين بالدم، ما يسبب:

تلف الأوعية الدموية في الشبكية، ويُطلَق عليه أيضًا اعتلال الشبكية. الشبكية هي طبقة من الخلايا التي تعمل على استشعار الضوء في الجدار الخلفي للعين. يمكن للتلف الذي يلحق بالأوعية الدموية في الشبكية أن يؤدي إلى نزيف في العين، وتَغَيُّم الرؤية وفقدان البصر بالكامل. وتزيد الإصابة بالسكري مع ارتفاع ضغط الدم من احتمال اعتلال الشبكية.
تراكم السوائل تحت الشبكية، ويُطلَق عليه أيضًا اعتلال المشيمية. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى تشوش الرؤية أو تندُّب في بعض الأحيان يضعف الرؤية.
تلف الأعصاب، ويُطلَق عليه أيضًا الاعتلال العصبي البصري. يمكن أن تؤدي إعاقة تدفق الدم إلى تلف العصب الذي يرسل إشارات ضوئية إلى الدماغ، والذي يُعرف باسم العصب البصري. وقد يؤدي هذا التلف إلى حدوث نزيف في العين أو فقدان البصر.

تشخيص ارتفاع ضغط الدم:
يتم قياس ضغط الدم بواسطة مقياس ضغط الدم، وذلك لملاحظة ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.

لإجراء تشخيص واضح لارتفاع ضغط الدم، لا بد من ثلاث قراءات على الأقل من ارتفاع ضغط الدم.
سوف يبدأ الأخصائي بالحصول على معلومات حول تاريخك الطبي، وتقييم عوامل الخطر لديك والتحدث عن تاريخ عائلتك.
باستخدام سماعة الطبيب، سوف يستمع الطبيب إلى أي أصوات غير طبيعية تشير إلى ما إذا كانت المشكلة تكمن في الصمامات أو شرايين القلب.
قد يقوم المتخصص بتثبيث جهاز على يدك لقياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة.
كما إن اختبارات الدم الأخرى لقياس الأملاح، ومستويات الكرياتينين، وصورة الدهون، ونيتروجين اليوريا في الدم، وقصور الغدة الدرقية، والموجات فوق الصوتية على الكلى، والفحص بالأشعة المقطعية للبطن، تساعد في تشخيص الطبيب. قم بإجراء جميع هذه التشخيصات بسهولة في ميد كير.

علاج ارتفاع ضغط الدم:
استشر الأخصائي في قسم الطب الباطني لدى ميدكير للحصول على أفضل علاج لارتفاع ضغط الدم يناسب حالتك.

يُعرف ضغط الدم بالتذبذب اعتمادًا على عدة عوامل مثل، العمر والعواطف والنشاط و حالة القلب. سيقوم الطبيب بقياس ضغط الدم عدة مرات، عندما تكون نشطًا وعند الراحة، للحصول على صورة واضحة.

علاج ارتفاع ضغط الدم يبدأ بتعديل النظام الغذائي وممارسة الرياضة.

الخطوة التالية هي إنقاص الوزن إذا كنت تعاني من زيادة الوزن والتوقف عن التدخين واتباع نظام غذائي صحي، والذي يتضمن الفواكه والخضروات وتقليل الملح.

تعمل أدوية ارتفاع ضغط الدم لديك بشكل أفضل إذا اتبعت هذه الممارسات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى